أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شموخ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ما تعاني منه هو ما يسمى بالارتجاع المعدي المريئي (Gastro esophgeal reflux)، وهو ينجم عن ارتجاع أحماض المعدة وعصارتها من المعدة إلى المريء، وهو يحدث للكثير منا.

وتنجم الأعراض بسبب اندفاع عصارة المعدة والتي تحتوي على حموضة عالية إلى أسفل المريء، ويشتكي معظم المرضى عادة من آلام وحرقان في المنطقة السفلية من الصدر، أو -كما هو متعارف عليه- يشعر المريض بالحرقان.

وعندما تكون كميات العصارة المرتجعة كبيرة ومتكررة على مدى فترة طويلة من الزمن تبدأ بطانة المريء بالالتهابات المزمنة، فيوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة وليس العكس.
ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم فإنه لا يبقى هناك ما يمنع عصارة المعدة من الخروج منها صاعدة إلى المريء، وكذلك فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثراً وأشد ضرراً.

وعادة يشعر المريض بحرقان في المنطقة السفلية من الصدر، ولكن في بعض الأحيان يشعر المريض بأعراض أخرى أهمها مرارة في الطعم، أو صعوبة في البلع، أو تغيير في نبرة الصوت، أو ربو متكرر أو ضيق في التنفس، أو آلام في الصدر شبيهة بالذبحة الصدرية، أو التهابات متكررة في الحنجرة والقصبات الهوائية.

ومن الأعراض الأخرى طعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، قد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس، ومن أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام الذبحة الصدرية، ولا توجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض إلى آخر.

ويصيب هذا المرض عدداً كبيراً من السكان، وتقدر الإحصائيات أن (40%) من الناس يشتكون من حرقان لبعض الوقت، ويكون المرض شديداً في أقل من (10%) من السكان، ولكن عندما يكون هذا الارتجاع بكميات كبيرة، أو عندما يسبب هذا الارتجاع أعراضا مزعجة ومتكررة فإنه يصبح مرضاً لا عرضاً عارضاً.

وهناك عوامل متعددة تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة وزيادة في الأعراض، ومنها: امتلاء المعدة بالطعام، والحمل، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاتة، والفلفل والشطة، والمأكولات الحارقة، والنعناع، والكاتشب.

وأما العلاج فيجب تغيير نمط الحياة بحيث نتجنب مسببات الارتجاع، ونتجنب المأكولات والمشروبات السالفة الذكر، والتي يمكن أن تتسبب بزيادة الارتجاع.

وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لابد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق برفع أرجل السرير تحت الرأس مسافة (15 سنتيمتراً) حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر، ويجب تناوله يومياً وأحياناً مرتين في اليوم، مثل (اللوزك) و(النيكسيوم) أو (البارييت) وغيره من مضادات الحموضة، ونتائجه بشكل عام جيدة، وفي حالات قليلة والتي لا تستجيب للعلاج الدوائي فإنه يلجأ إلى العمل الجراحي.

وبالله التوفيق.