خَلِيلَيَّ، عَوْجا، نَسأَلِ اليَوْمَ مَنْزِلا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خَلِيلَيَّ، عَوْجا، نَسأَلِ اليَوْمَ مَنْزِلا | أَبَى بِکلْبِرَاقِ العُفْرِ أَنْ يَتَحَوَّلا |
بفرعِ النبيتِ، فالشرى خفّ أهله، | وبدلَ أرواحاً جنوباً وشمالا |
ضرائرَ أوطنّ العراصَ، كأنما | أَجَلْنَ عَلَى ما غَادَرَ الحَيُّ مُنْخُلا |
دِيَارَ الَّتي قَامَتْ إلى السَّجْفِ غُدْوَة ً، | لِتَنْكَأَ قَلْباً كَانَ قِدْماً مُقَتَّلا |
أرادت، فلم تسطعْ كلاماً، فأومأتْ | إليّ، ولم تأمنْ رسولاً فترسلا: |
بأن بتْ عسى أن يسترَ الليلُ مجلساً | لَنَا، أَوْ تَنَامَ العَيْنُ عَنَّا فَتَغْفُلا |
فَوَطَّنْتُ نَفْسي لِلْمَبيتِ فَوَلَّجُوا | ليَ الربضَ الاعلى مطياً وأرحلا |
وقالتْ لتربيها: اعلما أنّ زائراً، | عَلَى رِقْبِة ٍ کتيكُما مُتَغَفِّلا |
فَقُولا لَهُ، إنْ جَاءَ: أَهْلاً وَمَرْحَباً، | وَلينا لَهُ كَيْ يَطْمَئِنَّ وَسَهِّلا |
فراجعتاها: أن نعم، فتيممي | لَنَا مَنْزِلاً عَنْ سَامِرِ الحَيِّ مَعْزِلا |
وَلاَ تَعْجَلي أَنْ تَهْدَأَ العَيْنُ، وَکتْرُكي | رقيباً بأبوابِ البيوتِ موكلا |
فبتّث أفاتيها، فلا هيَ ترعوي | لجودٍ، ولا تبدي إباءً، فتبخلا |
وأُكْرِمُها مِنْ أَنْ تَرَى بَعْضَ شِدَّة ٍ، | وتبدي مواعيدَ المنى والتعللا |
فلم أرَ مأتياً يؤملُ بذله، | إذا سئلتْ، أبدى إباءً، وأبخلا |
وأمنعَ للشيءِ الذي لا يضيرها، | وأَسْبَى لِذي الحِلْمِ الَّذي قَدْ تَذَلَّلا |
إذا طمعتْ، عادتْ إلى غيرِ مطمعٍ | بِجُودٍ، وَتأْبَى النَّفْسُ أَنْ تَتَحَلَّلا |