أَتاني كِتابٌ مِنْكِ فِيهِ تَعَتُّبٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَتاني كِتابٌ مِنْكِ فِيهِ تَعَتُّبٌ | عَليَّ وإسْراعٌ، هُدِيتِ إلى عَذْلي! |
فَعَزَّيْتُ نَفْسي ثُمَّ مَالَ بيَ الهَوَى | وقبليَ قادَ الحبُّ من كان ذا تبلِ |
فَقُلْتُ: إذا كَافَأْتُ مَنْ هُو مُذْنِبٌ | مُسيءٌ، بِما أَسْدَى إلَيَّ، فَما فَضْلي؟ |
لَمْ أَرْتَجي حِلْمي إذا أَنا لَمْ أَعُدْ | عليكِ، ولم يجمعْ لجهلكمُ جهلي |
فلا تقتليني، إنْ رأيتِ صبابتي | إلَيْكِ، فإنّي لا يَحِلُّ لَكُمْ قَتْلي |
وقلتُ لها: واللهِ، ما زلتُ طائعاً | لكم، سامعاً في رجعِ قولٍ وفي فعل |
فَمَا أَنْسَ مِنْ وُدٍّ تَقَادَمَ عَهْدُهُ | فلستُ بناسٍ، ما هدتْ قدمي نعلي |
عشية َ قالتْ، والدموعُ بعينها: | هنيئاً لقلبٍ، عنكَ لم يسلهِ مسلي |
لَقَدْ كَانَ في إقْرَاضِكَ الوُدَّ غَيْرَنا | وفعلكَ ناهٍ لي، لوَ انّ معي عقلي |
فهذا الذي في غيرِ ذنبٍ علمته | صَنِيعُكَ بي حَتَّى كَأَنِّي أَخو ذَحْل |
هلِ الصرمُ إلا مسلمي، إن صرم | تني، إلى سقمٍ ما عشتُ أو بالغٌ قتلي |
ساملكُ نفسي ما استطعتُ، فإن تصل | أصلك، وإن تصرم حبالك من حبلي |
أَكُنْ كَکلَّذي أَسْدَى إلَى غَيْرِ شَاكِرٍ | يَداً لَمْ يُثِبْ فيها بِحَمْدٍ وَلاَ بَذْلِ |