أصبحَ القلبُ للقتولِ صريعا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أصبحَ القلبُ للقتولِ صريعا، | مسهاماً، بذكرها، مردوعا |
سَلَبَتْني عَقْلِي غَدَاة َ تَبَدَّتْ | بَيْنَ خَوْدَينِ كَکلغَزَالِينْ رِيعا |
وهي كالشمس إذ بدتْ في ضحاها | فَأَبَانَتْ لِلنَّاظِرِينَ طُلوعا |
فرمتني بسهمها، ثمّ دلفتْ | لبناتِ الفؤادِ سماً نقيعا |
لمتُ قلبي في حبها، فعصاني، | وَلَقَدْ كَانَ لي زَمَانَاً مُطيعا |
فأرى القلبَ، قد تنشبَ فيه | حُبُّ هِنْدٍ فَمَا يُريدُ نُزوعا |
قادهُ الحينُ نحوها، فأتاها | غَيْرَ عَاصٍ إلى هَواها سَرِيعا |
قلتُ، لما تخلس الوجدُ عقلي، | لِسُلَيْمَى کدَّعِي رَسُولاً مُريعا |
فابعثيهِ، فأخبريه بعذري، | وکشْفَعِي لي فَقَدْ غَنيتِ شفيعا |
عند هندٍ، وذاك عصرٌ تولى ، | بانَ منا، فما يريدُ رجوعا |
فَأَتَتْهَا فَأَخْبَرَتْها بِعُذْري | ثمّ قالتْ: أتيتِ أمراً بديعا |
فاقبلي العذرَ، متُّ قبلكِ، منه، | وَهْيَ تُذْرِي لِمَ عَنَاها الدُّمُوعا |
فَأَصاخَتْ لِقَوْلِها ثُمَّ قَالَتْ | عاد هذا من الحَدِيثِ رَجِيعا |
ارْجَعي نَحْوَهُ فَقُولي: وَعَيْشي | لا تَهَنَّأ، بِمَا فَعَلْتَ، رَبِيعا! |
خِلْتَ أَنَّا نُغَيِّرُ الوَصْلَ مِنَّا | عَنْكَ أَمْ خِلْتَ حَبْلَنا مَقْطوعا؟ |
فأَتَتْني فَأَخبَرَتْني بِأَمْرٍ | شَفَّ جسمي وَطَارَ قَلْبي مَروعا |
فرجعتُ الرسولَ بالعذرِ مني، | نَحْوَ هِنْدٍ وَلَمْ أَخَفْ أَنْ تَرِيعا |
فحيينا بودها، بعدَ يأسٍ، | مِنْ هَوَاها فَعادَ وُدَّاً جَميعا |