لمن الديارُ كأنهنّ سطورُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لمن الديارُ كأنهنّ سطورُ، | تسدي معالمها الصبا وتنيرُ |
لَعِبَتْ بِهَا الأَرْوَاحُ بَعْدَ أَنِيسِها | نَكْبَاءُ تَطَّرِدُ السَّفا وَدَبورُ |
دَارُ لِهِنْدٍ إذْ تَهيمُ بِذِكْرِها | واذِ الشبابُ المستعارُ نضير |
إذ تستبيكَ بجيدِ آدمَ شادنٍ، | درٌّ على لباته، وشذور |
تِلْكَ کلَّتي سَبَتِ الفُؤَادَ فأَصْبَحَتْ | وَکلقَلْبُ رَهْنٌ عِنْدَها مأْسُورُ |
لو دبّ ذرٌّ فوق ضاحي جلدها، | لأبانَ مِنْ آثَارِهِنَّ حُدورُ |
غَرّاءُ واضِحَة ُ الجَبِينِ كَأَنَّها | قَمَرٌ بَدا لِلنَّاظِرِينَ مُنيرُ |
جَمُّ العِظَامِ لَطِيفَة ٌ أَحْشَاؤُها | والمسكُ، من أردانها، منشور |
تفترُّ عن مثلِ الأقاحي شافها | هَزِمٌ أَجَشُّ مِنَ السِّماكِ مَطِيرُ |
وَلَهَ أَثيثٌ كالْكُرومِ مُذَيَّلٌ | حَسَنُ الغَدَائِرِ حَالِكٌ مَضْفُورُ |
ومخضبٌ رخصُ البنانِ كأنهُ | عنمٌ ومنتفخُ النطاق وثير |
قالتْ: ودمعُ العين يجري واكفاً | كالدرّ يسبلُ تارة ً ويغور: |
بِکللَّهِ زُرْنا إن أَرَدْتَ وِصَالَنا | وآحْذَرْ أُنَاساً كُلُّهُمْ مأْمُورُ |
أَنْ يَأْخُذُوكَ فَكُنْ فَتًى ذا فِطْنَة ٍ | إنّ الكريمَ لدى الحذارِ صبور |