أتحذرُ وشك البينِ، أم لستَ تحذرُ؟
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أتحذرُ وشك البينِ، أم لستَ تحذرُ؟ | وَذو الحَذَرِ النِّحْرِير قَدْ يَتَفَكَّرُ |
ولستَ موقى ً إن حذرتَ قضية ً، | وَلَيْسَ مَعَ المِقْدَارِ يُكْدِي التَّهَوُّرُ |
تَذَكَّرْتُ إذْ بَانَ الخَلِيطُ زَمَانَهُ | وقد يسقمُ المرءَ الصحيحَ التذكرُ |
وكان ادكاري شادناً قد هويتهُ، | له مقلة ٌ حوراءُ، فالعينُ تسحر |
كأني لما أنْ تولت به النوى ، | من الوجدِ، مأمومُ الدماغِ، محير |
إذا رُمْتُ عَيْني أَنْ تُفيقَ مِنَ البُكَا | تَبَادَرَ دَمْعي مُسْبِلاً يَتَحَدَّرُ |
لَقَدْ سَاقَني حَيْنٌ إلى الشَّادِنِ الَّذي | أَضَرَّ بِنَفْسي أَهْلُهُ حِينَ هَجَّرُوا |
وَلَوْ أَنَّهُ لا يُبْعِدُ اللَّهُ دَارَهُ | وَلاَ زِلْتُ مِنْهُ حَيْثُ أَلْقَى وأُخْبَرُ |
لَقَدْ كَانَ حَتْفي يَوْمَ بَانُوا بِجُؤذَرٍ | عليه سخابٌ فيه درٌّ وعنبر |
فَقُلْتُ: أَلا يا أَيُّهَا الرَّكْبُ إنَّني | بكم مستهامُ القلبِ، عانٍ، مشهر |
بلي كلُّ ودٍّ كانَ في الناس قبلنا، | ووديَ لا يبلى ولا يتغير |
فَقَالوُا لَعَمْري: قَدْ عَهِدناكَ حِقْبَة ً | وأنتَ امرؤ من دونِ ما جئتَ تخطر |
وقالت لأترابٍ لها، حين عرجوا | عَلَيَّ قليلاً إنَّ ذا بِي يُسَخَّرُ |
وَقَالَتْ: أَخَافُ الغَدْرُ مِنْهُ وَإنَّني | لأعلمُ أيضاً انه ليسَ يشكر |
فقلتُ لها: يا همَّ نفسي ومنيتي، | أَلاَ لا وَبَيْت اللَّهِ إنِّي مُهَبَّرُ |
مُصابٌ عَمِيدُ القَلْبِ أَعْلَمُ أَنَّني | إذا أنا لم ألقاكمُ، سوفَ أدمر |
وشكريَ أن لا أبتغي بكِ خلة ً، | وكيفَ، وقد عذبتِ قلبي، أغدر؟ |
وَإنِّي هَدَاكِ اللَّهُ صَرْمي سَفَاهَة ٌ | وَفِيمَ بلا ذَنْبٍ أَتَيْتُهُ أُهْجَرُ |
وَقَد حَالَ دُونَ الكُفْرِ والغَدْرِ أَنني | أُعَالِجُ نَفْساً هَلْ تُفِيقُ وَتَصْبِرُ |
فقالت: فإنا قد بذلنا لكَ الهوى ، | فَبکلطَّائِرِ المَيْمُونِ تُلْقَى وَتُحْبَرُ |
فقلتُ لها: إنْ كنتِ أهلَ مودة ٍ، | فميعادُ ما بيني وبينكِ عزور |
فقالتْ: فإنا قد فعلنا، وقد بدا | لَنَا عِنْدَ ما قَالَتْ بَنانٌ وَمِحْجَرُ |
فَرُنِّحَ قَلْبي فَهْوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ | سيهلكُ قبلَ الوعدِ، أو سوف يفتر |