لمنِ الديارُ كأنها لمْ تحللِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لمنِ الديارُ كأنها لمْ تحللِ | بَينَ الكِنَاسِ وَبَينَ طَلحِ الأعزَلِ |
وَلَقْدْ أرَى بكِ، وَالجَديدُ إلى بِلى ً، | موتَ الهوى وشفاءَ عينِ المجتلي |
نَظَرَتْ إلِيْكَ بِمِثْلِ عَينيْ مُغزِلٍ | قطعتْ حبالها بأعلى يليلِ |
و إذا التمستْ نوالها بخاتْ بهِ | و إذا عرضتَ بودها لمْ تبخلِ |
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالمَطيُّ خَوَاضعٌ | وَكَأنّهُنّ قَطَا فَلاة ٍ مَجْهَلِ |
يَسْقِينَ بالأُدَمَى فِرَاخَ تَنُوفَة ٍ، | زغباً حواجبهنَّ حمرَ الحوصلِ |
يا أمَّ ناجية َ السلامُ عليكمْ | قَبْلَ الرّوَاحِ وَقَبْلَ لَوْمِ العُزّلِ |
وإذا غَدَوْتِ فَبَاكَرَتْك تَحِيّة ٌ | سَبَقَتْ سُرُوحَ الشّاحجاتِ الحُجّلِ |
لَوْ كُنتُ أعلَمُ أنّ آخِرَ عَهدِكُمْ | يَوْمُ الرّحِيلِ فَعَلْتُ ما لَمْ أفْعَلِ |
أوْ كنتُ أرهبُ وشكَ بينٍ عاجلٍ | بقنعتُ أو لسالتُ ما لمْ يسأل |
أعددتْ للشعراء ِ سماً ناقعاً | فسقيت آخرهمْ بكأسِ الأولِ |
لمّا وَضَعْتُ على الفَرَزْدَقِ مِيسَمي، | و ضغا البعيثُ جدعتُ أنفَ الأخطلِ |
خزى الذي سمكَ السماءَ مجاشعاً | وَبَنى بِناءكَ في الحَضِيضِ الأسْفَلِ |
بيتاَ يحممُ قينكمْ بفنائهِ | دَنِساً مَقَاعِدُهُ، خَبيثَ المَدْخَلِ |
و لقدْ بنيتَ أخسرَّ بيتٍ يبتني | فهدمتُ بيتكمُ بمثلى يذبلِ |
إنّي بَنى ليَ في المَكَارِمِ أوّلي؛ | و نفختَ كيركَ في الزمانِ الأولِ |
أعْيَتكَ مَأثُرَة ُ القُيُونِ مُجاشِعٍ | فانظر لعلكَ تدعى منْ نعهشلِ |
وَامْدَحْ سَرَاة َ بَني فُقَيْمٍ، إنّهُمْ | قتلوا أباكَ وثارهُ لمْ يقتل |
و دعِ البراجمَ إنَّ شربكَ فيهمُ | مرٌّ عواقبهُ كطعمِ الحنظلِ |
إني انصببتُ منَ السماءِ عليكمُ | حتى اختَطَفْتُكَ يا فَرَزْدَقُ من عَلِ |
منْ بعدْ صكتي البعيثَ كأنهُ | خَرَبٌ تَنَفّجَ مِنْ حِذارِ الأجدَالِ |
و لقدْ وسمتك يا بعيثُ بميسمى | و ضغا الفرزدقُ تحتَ حدَّ الكلكل |
حسبُ الفرزدقِ أنْ تسبُ مجاشعٌ | و يعدَّ شعرَ مرقشٍ ومهلهل |
طلبتْ قيونُ بني قفيرة َ سابقاً | غَمْرَ البَديهَة ِ جامِحاً في المِسْحَلِ |
قتلَ الزبيرُ وأنتَ عاقدُ حبوة ٍ | قُبْحاً لحُبْوَتِكَ التي لمْ تُحْلَلِ |
إنّي إلى جَبَلَيْ تَميمٍ مَعْقِلي، | وَمَحَلُّ بَيْتي في اليَفاعِ الأطْوَلِ |
أحْلامُنَا تَزِنُ الجِبالَ رَزَانَة ً، | و يفوقُ جاهلنا فعالَ الجهل |
فَارْجِعْ إلى حَكَمَيْ قُرَيْشٍ إنّهمْ | أهلُ النبوة ِ والكتابِ المنزلِ |
فاسألْ إذا خرجَ الخدامُ وأحمشتْ | حَرْبٌ تَضَرَّمُ كالحَرِيقِ المُشْعَلِ |
وَالخَيْلُ تَنحِطُ بالكماة ِ وَقد رَأوْا | لَمْعَ الرّبِيئَة ِ في النِّيافِ العَيْطَلِ |
أبنو طهية َ يعدلونَ فوارسي | وَبَنُو خَضَافِ، وَذاكَ ما لمْ يُعدَلِ |
و إذا غضبتُ رمى ورائي بالحصى | أبناء جندلة كخير الجندل |
عَمْروٌ وسَعْدٌ، يا فَرَزْدَقُ، فيهمُ | زُهْرُ النّجُومِ وَباذِخَاتُ الأجبُلِ |
كانَ الفرزدقُ إذْ يعوذُ بخالهِ | مثلَ الذليلِ يعوذُ تحت القرملِ |
وَافْخَرْ بضَبّة َ إنّ أُمّكَ مِنْهُمُ، | ليسَ ابنُ ضبة بالمعممَّ المخولِ |
و قضتْ لنا مضرٌ عليكَ بفضلنا | و قضتْ ربيعة ُ بالقضاءِ الفيصلِ |
إنَّ الذي سمك السماءَ بنى لنا | بيتاً علاكَ فما لهُ منْ منقلِ |
أبلغَ بني وقبانَ أنَّ حلومهمْ | خفتْ فما يزنونَ حبة َ خردلِ |
أزْرَى بحِلْمِكُمُ الفِياشُ، فَأنتُمُ | مثلُ الفراشِ غشينَ نارَ المصطلى |
تصف السيوف وغيركم يعصي بها | يا ابن القُيُونِ وَذاكَ فِعْلُ الصَّيقَلِ |
وبرحرَحان تخضخصت أصلاؤكم | وَفَزِعْتُمُ فَزَعَ البِطَانِ العُزّلِ |
خصى َ الفرزدقُ والخصاءُ مذلة ٌ | يرجو مخاطرة َ القرومِ البزلِ |
هابَ الخواتنُ من بناتُ مجاشعٍ | مثلَ المحاجنِ أو قرونَ الأيلِ |
قعدت قفيرة ُ بالفرزدقِ بعدما | جهدَ الفرزدقُ جهدهُ لا يأتلى |
إنّا نُقِيمُ صَغَا الرّؤوسِ، وَنَخْتَلي | رأسَ المتوجِ بالحسامِ المقصلِ |
خصى َ الفرزدقُ والخصاءُ مذلة ٌ | يرجو مخاطرة َ القرومِ البزلِ |
هابَ الخواتنُ من بناتُ مجاشعٍ | مثلَ المحاجنِ أو قرونَ الأيلِ |
قعدت قفيرة ُ بالفرزدقِ بعدما | جهدَ الفرزدقُ جهدهُ لا يأتلى |
ألهي أباكَ عنِ المكارمِ والعلا | ليُّ الكتائفِ وارتقاعُ المرجلِ |
أبْلِغْ هَدِيّتيَ الفَرزْدَقَ إنّهَا | ثِقَلٌ يُزَادُ عَلى حَسيرٍ مُثْقَلِ |
إنّا نُقِيمُ صَغَا الرّؤوسِ، وَنَخْتَلي | رأسَ المتوجِ بالحسامِ المقصلِ |