سَعِدَتْ غَرْبَة ُ النَّوى بِسُعَادِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سَعِدَتْ غَرْبَة ُ النَّوى بِسُعَادِ | فهيَ طوعُ الإتهامِ والإنجادِ |
فارَقتْنَا ولِلْمَدَامِعِ أَنْوَا | ءٌ سَوَارٍ عَلَى الخُدُودِ غَوَادِ |
كُلَّ يَومٍ يَسْفَحْنَ دَمْعَاً طَريفاً | يُمْتَرَى مُزْنُهُ بشَوْقٍ تِلادِ |
واقعاً بالخدودِ والحرِّ منهُ | واقعٌ بالقلوبِ والأكبادِ |
وعلى العيسِ خردٌ يتبسم | نَ عنِ الأشنبِ الشتيتِ البرادِ |
كان شوكَ السيالِ حسناً فأمسى | دونهُ للفراقِ شوكُ القتادِ |
شابَ رأسي ، وما رأيتُ مشيبَ الرأ | سِ إلاَّ منْ فضلِ شيبِ الفؤادِ |
وكَذاكَ القُلُوبُ في كُل بُؤْسٍ | ونَعِيمٍ طَلائعُ الأجْسَادِ |
طَالَ إنْكَارِيَ البَيَاضَ وإِنْ عُمرْ | تُ حيناً، أنكرتُ لونَ السوادِ |
نَالَ رَأْسِي منْ ثُغْرَة ِ الهم مالَمْ | يَسْتَنِلْهُ مِنْ ثُغْرة ِ المِيلادِ |
زارني شخصهُ بطلعة ضيمٍ | عمرتْ مجلسي من العوادِ |
يَا أَبا عبد اللَّه أَوْرَيْتَ زَنْدَاً | في يدي كان دائمَ الإصلادِ |
أنت جبتَ الظلامَ عن سبل الآ | لِ إذْ ضلَّ كلُّ هادٍ وحادِ |
فكأنَّ المغذِّ فيها مقيمٌ | وكأَنَّ السّاري عَلَيْهِن غَادِ |
وضياءُ الآمالِ أفسحُ في الطر | فِ وفي القلبِ منْ ضياءِ البلادِ |
كان في الأَجْفَلَى وفي النَّقَرَى عُرْ | فُكَ نَضْرَ العُمومِ نَضْرَ الوِحَادِ |
ومنَ الحظِّ في العلى خضرة ُ المعرو | ف في الجَمْعِ منْهُ والإِفْرَادِ |
كُنْتُ عَنْ غَرْسِهِ بعيداً فأَدْنَتْـ | ـنِي إليه يَداكَ عنْدَ الجِدَادِ |
سَاعَة ً لو تَشاءُ بالنصْف فيها | لمنعتَ البطاءَ خصلَ الجيادِ |
لَزِمُوا مَرْكزَ النَّدَى وذَرَاهُ | وعدتنا عنْ مثل ذاكَ العوادي |
غيرَ أنَّ الرب إلى سبلِ الأنوا | ءِ أدنى والحظُّ حظُّ الوهادِ |
بعدما أصلت الوشاة ُ سيوفاً | قَطعَتْ فيَّ وهْيَ غَيْرُ حِدَادِ |
من أَحَاديثَ حينَ دَوَّخْتَها بالرّأْ | ي كانتْ ضعيفة َ الإسنادِ |
فنَفَى عنْكَ زُخْرُفَ القَوْلِ سَمْعٌ | لمْ يَكُنْ فُرْصَة ً لغَيْرِ السَّدَادِ |
ضَرَبَ الحلْمُ والوقارُ عليْه | دُونَ عُورِ الكلاَمِ بالأَسْدَادِ |
وحوانٍ أبتْ عليها المعالي | أَنْ تُسَمَّى مَطِيَّة َ الأَحْقَادِ |
ولعمري أنْ لو أضحتَ لأقدم | تَ لحتفي ضغينة َ الحسادِ |
حملَ العبءَ كاهلٌ لكَ أمسى | لخطوبِ الزمان بالمرصادِ |
عَاتقٌ مُعْتَقٌ منَ الهُونِ إلاَّ | منْ مُقَاسَاة مَغْرَمٍ أَو نَجادِ |
للحمالات والحمائل فيه | كلحوب المواردِ الأعدادِ |
مُلئَتْكَ الأَحْسَابُ أَيُّ حيَاءٍ | وحَيَا أَزْمَة ٍ وحَيَّة ٍ وَادِ! |
لَوْ تَرَاخَتْ يَدَاكَ عَنْهَا فُوَاقاً | أكلتها الأيامُ أكلَ الجرادِ |
أنتَ نَاضَلْتَ دُونَها بِعَطَايَا | رَائحاتٍ عَلَى العُفَاة غَوَادي |
فإذا هلهلَ النوالُ أتتنا | ذاتَ نيرينِ مطبقاتُ الأيادي |
كُلُّ شَيءٍ غَثٌّ إِذَا عَادَ والـ | معروفُ غثٌّ ما كانَ غيرَ معادِ |
كَادَتِ المَكْرُمَاتُ تَنْهَدُّ لَوْلاَ | أنها أيدتْ بخيرِ إيادِ |
عندهمْ فرجُ اللهيف وتص | ديقُ ظنونِ الزوارِ والروادِ |
بِأَحَاظِي الجُدُود لا بلْ بِوْشكِ | الجد لا بلْ بسُؤْدَد الأجدَادِ |
وكأنَّ الأعناقَ يومَ الوغى أوْ | لَى بِأَسْيَافهمْ منَ الأَغْمَادِ |
فإذا ضلتِ السيوفُ غداة َ الرو | عِ كانتْ هوادياً للهوادي |
قد بَثَثْتُمْ غَرْسَ المَودَّة والشَّحْـ | ـنَاءِ في قَلْب كل قَارٍ وَبادِ |
أبغَضُوا عزَّكُمْ ووَدُّوا ندَاكُمْ | فقروكمْ من بغضة ٍ وودادِ |
لاعَدَمْتُمْ غَريب مَجْدٍ رَبَقْتُمْ | في عُرَاهُ نَوافرَ الأَضْدَاد |