أطلالهمْ سلبتْ دماها الهيفا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أطلالهمْ سلبتْ دماها الهيفا | واستبدلتْ وحشاً بهنَّ عكوفا |
يا مَنْزِلاً أعْطَى الْحَوَادِثَ حُكْمَها | لا مَطّلَ في عِدة ٍ ولا تَسْويفَا |
أَرْسَى بنَادِيك النَّدى وتَنَفَّسَتْ | نفساً بعقوتكَ الرياحُ ضعيفا |
شعفَ الغمامُ بعرصتيكَ وربما | رَوَّتْ رُبَاكَ الهَائِمَ المَشْعُوفَا |
ولَئِنْ ثَوَى بكَ مُلْقِياً أَجْرَامَهُ | ضيفُ الخطوبِ لقدْ أصابَ مضيفا |
وهيَ الحوادثُ لم تزلْ نكباتها | يأْلَفْنَ رَبْعَ المَنْزِلِ المَأْلُوفَا |
خَلَفتْ بِعَقْوَتِكَ السنونَ وطَالَما | كانتْ بناتُ الدهرِ عنكَ خلوفا |
أيامَ لا تسطو بأهلكَ نكبة ٌ | إِلاَّ تَرَاجَعَ صَرْفُها مَصْرُوفَا |
وإذا رمتكَ الحادثاتُ بلحظة ٍ | رَدَّتْ ظِبَاؤُكَ طَرِفَها مطْرُوفَا |
منْ كلِّ مطعمة ِ الهوى جعلتْ لها | مناً موداتُ القلوبِ وقوفا |
ورفيقة ِ اللحظاتِ يعقبُ رفقها | بطشاً بمغترِّ القلوبِ عنيفا |
جُزْنَ الصفَاتِ رَوَادِفاً وسَوَالِفاً | ومحاجراً ونواظراً وأنوفا |
كنَّ البدورَ الطالعاتِ فأوسعتْ | عنا أفولاً للنوى وكسوفا |
آرامُ حَيٍّ أَنْزَفَتْهم نِيَّة ٌ | تَرَكَتْكَ مِنْ خَمْرِ الفِرَاقِ نَزِيفَا |
كَانُوا بُرُودَ زَمانِهمْ فَتَصَدَّعوا | فكأنَّما لبِسَ الزَّمانُ الصُّوفَا |
خُلُقَ الزَّمانِ الْفَدْمِ عَادَ ظَريفَا | كانَ المُمَنَّعَ أخْدَعاً وصَلِيفَا |
عاقدتُ جودَ أبي سعيدٍ إنه | بدنَ الرجاءُ بهِ وكانَ نحيفا |
وعَزَزْتُ بالسَّبُعِ الذي بزئيرِه | أمستْ وأصبحت الضغورُ غريفا |
قَطَبَ الخُشُونَة َ والليَانَ بِنَفْسِهِ | فغدا جليلاً في القلوبِ لطيفا |
فإذا مشى يمشي الدفقى أو سرى | وصَلَ السُّرَى أو سارَ سَارَ وَجِيفَا |
هَزَّتْه مُعضِلَة ُ الأُمور وهَزَّها | وأخيفَ في ذاتِ الإلهِ وخيفا |
يَقْظَانُ أحصَدَتِ التَّجاربُ حَزْمَهُ | شَزْراً وثُقّفَ عَزْمُه تَثْقِيفَا |
واستلَّ منْ آرائهِ الشعلَ التي | لو أنَّهُنَّ طُبعْنَ كُنَّ سُيُوفَا |
كَهْلُ الأناة ِ فَتَى الشَّذَاة ِ إذَا غَدَا | لِلحَرْبِ كانَ القَشْعَمَ الغِطْريفَا |
وأَخُو الفَعالِ إذا الفَتَى كلُّ الفَتَى | في الباسِ والمعروفِ كان خليفا |
كمْ منْ وساعِ الجودِ عندي في الندى | لَمَّا جَرَى وجَريتَ كانَ قَطُوفا |
أَحسَنْتُما صَفَدِي، وَلِكنْ كنتَ لي | مثلَ الربيعِ حياً وكانَ خريفا |
وكلاكما اقتعدض العلى فركبتها | في الذرْوَة ِ العُلْيَا وجَاءَ رَدِيفَا |
إنْ غاضَ ماءُ المزنِ فضت وإنْ قست | كبدُ الزمانِ عليَّ كنتَ رؤوفا |
وإذا خلائقهم نبتْ أو أجدبتْ | أنشأتَ تمهدُ لي خلائقَ ريفا |
ومواهباً مطلوبة ً ملحوقة ً | تذرُ الشريفَ بفضلها مشروفا |
تَكْفِي بها نَهَلَ البَلاءِ وَعَلَّهُ | عند السؤالِ مصارعاً وحتوفا |
اسمَعْ، أقَامَتْ في دِياركَ نِعْمَة ٌ | خَضْرَاءُ ناضِرَة ٌ تَرفُّ رَفِيفَا |
رَيَّا إِذَا النعَمُ انتَقَلْنَ تَخَيّمَتْ | وإذا نفرنَ غدتْ عليكَ ألوفا |
أنا ذو كساكَ محبة ً لا خلة ً | حِبَرَ القَصائِدِ فوفَتْ تَفْويفَا |
مُتَنَخلٌ حَلاَّكَ نَظْمَ بدائعٍ | صارتْ لآذانِ الملوكِ شنوفا |
وافٍ إذا الإحسانُ قنعَ لم يزلْ | وَجْهُ الصنيعة ِ عنْدَه مَكشوفَا |
وإِذَا غَدَا المعرُوفُ مَجْهُولاً غَدا | معروفُ كفكَ عندهث معروفا |
هذا إلى قدمِ الذمامِ بكَ الذي | لَوْ أَنَّهُ وَلَدٌ لكَانَ وَصِيفَا |
وَحِشاً تُحرقُه النَّصِيحَة ُ والهَوَى | لَوْ أَنَّه وَقْتٌ لكانَ مَصِيفَا |
ومقيلُ صدرٍ فيكَ باق روعهُ | لو أنهُ ثغرٌ لكانَ مخوفا |
ولئِنْ أَطَلْتُ مَدَائحي لَبِنَائِلٍ | لكَ لَيْسَ مَحْدُوداً ولا مَوْصُوفَا |
خفضتَ عني الدهر بعد ملمة ٍ | تَرَكَتْ لِنَابيْهِ عَليَّ صَرِيفَا |
جَدْوَى أصيلِ العِلْمِ أَنْ سَيُمِضُّه | |
عَمْرِيُّ عُظْمِ الدينِ جَهْمِيُّ النَّدَى | ينفي القوى ويثبتُ التكليفا |
سأقولُ قولة َ ناصحٍ لكَ ينتحي | قلباً نقياً في رضاكَ نظيفا |
لكَ هضبة ُ الحلمِ التي لوْ وازنتْ | أجأً إذاً ثقلتْ وكانَ خفيفاً |
وحلاوة ُ الشيم التي لوْ مازجتْ | خلقض الزمانِ الفدمِ عادَ ظريفا |
وأرَاكَ في أَرْضِ الأعادي غَازياً | ما تستفيقُ يبوسة ً وجفوفا |
إنْ كانَ بالورعِ ابتنى القومُ العلى | أوْ بالتقى صارَ الشريفُ شريفا |
فعلامَ قدمَ وهوَ زانٍ عامرٌ | وأميطَ علقمة ٌ وكان عفيفا؟! |
وَبَنى المَكارِمَ حاتِمٌ في شِرْكِهِ | وسواهُ يهدمها وكانَ حنيفا؟! |