ضاحكن من أسفِ الشباب المدبرِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ضاحكن من أسفِ الشباب المدبرِ | وبكينَ منْ ضحكاتِ شيبٍ مقمرِ |
ناوَشْنَ خَيْلَ عَزيمَتي بِعَزيمَة ٍ | تركتْ بقلبي وقعة ً لم تنصرِ |
ولقدْ بلونَ خلائقي فوجدنني | سَمْحَ اليدينِ بِبَذْلِ وُدَّ مُضْمَرِ |
يَعْجَبْنَ مني أَنْ سَمَحتُ بِمُهْجَتي | وكَذَاكَ أَعجبُ مِنْ سَماحَة ِ جَعْفَرِ |
ملكٌ إذا الحاجاتُ لذنَ بحفوهِ | صَافَحْنَ كَفَّ نَوَالِهِ المُتَيسرِ |
مَلِكٌ مَفاتِيحٌ الرَّدَى بِشمالِه | ويمينهُ إقليدُ قفلِ المعسرِ |
مَلِكٌ إِذا ما الشَّعْرُ حارَ ببلدة ٍ | كانَ الدّليلَ لِطَرْفِه المُتَحَيرِ |
يا مَنْ يُبِشرُني بأَسْبَابِ الغِنى | منه بشائرُ وجههِ المستبشرِ |
إفْخَرْ بجُودِكَ دُونَ فَخْرِكَ إِنَّما | جدواكَ تنشرُ عنكَ مالم تنشرِ |
إني انتجعتكَ يا أبا الفضلِ الذي | بالجُودِ قَرَّبَ مَوْرِدي مِنْ مَصْدَرِي |
عشْ سالماً تبني العلا بيدِ الندى | حتَّى تكونَ مُنَاوِئاً لِلْمُشْيَرِي |
إني أرى ثمرَ المدائحِ يانعاً | وغُصُونَها تَهتَزُّ فوقَ العُنْصُرِ |
لولاكَ لم أخلعْ عنانَ مدائحي | أبداً ولم أفتحْ رتاجَ تشكري |
ولَقَلَّمَا عَبَّيْتُ خَيْلَ مَدَائِحي | إِلاَّ رَجَعْتُ بِهِنَّ غيرَ مُظَفَّرِ |
أولم يكنْ وطني بأرضكَ والهوى | بدِمشْقَ يَرْتَعُ في دِيارِ البُحْتُرِي |
وأَعُوذُ باسمِكَ أَنْ تكونَ كعارَضٍ | لا يرتجى وكنابتٍ لم يُثمرِ |
واعلمْ بأني لم أقمْ بكَ فاخراً | لكَ مادِحاً في مَدْحِهِ لم أُنْذِرِ |