بني الثغرِ لستم في الوغى من بني أمي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بني الثغرِ لستم في الوغى من بني أمي | إذ لم أصلُ بالعربِ منكم على العُجمِ |
دعوا النومَ إني خائفٌ أن تدوسَكمْ | دَواهٍ، وأنتم في الأماني مع الْحُلمِ |
وكأسٍ بأمِّ الموتِ يَسعى مُديرُها | إلى أهل كأسٍ حثّها بابنة الكرم |
فرُدوا وجوهَ الخيلِ نحو كريهة ٍ | مُصَرِّحة ٍ في الرُّوم بالثُّكْلِ واليُتْمِ |
تُهيلُ من النقع المحلّق بالضحى | على الشَّمسِ ما هالَتْه ليلاً على النَّجمِ |
وصولوا ببيضٍ في العجاجِ كأنَّها | بروقٌ بضربِ الهامِ محمرّة ُ السّجْم |
ولا عَدِمَتْ في سَلِّها من غُمودِها | ظهوراً فقد تخفى الجداول بالرُّجم |
وقرعُ الحسامِ الرأس من كلّ كافرٍ | أحبُّ إلى سَمْعي من النَّقر في البمِّ |
ولله منكم كلّ ماضٍ كعضبهِ | يَسيلُ إلى الْهَيْجاء متَّقِدَ العَزْمِ |
يُحَدِّثُ بالإقدام نَفْساً كأنَّما | يطيرُ إلى الحرب اشتياقاً عن السلم |
ويَسطو بمحجوبِ الظُّباتِ إذا بَدا | جلا ما جلا الإصباحُ من ظلمة الظلم |
له دخلة ٌ في الجسم تُخرجُ نفسهُ | قبيلَ خروج الحدّ منهُ عن الجسم |
ثَبوتٌ إذا ما أقْبَلَ الموتُ فاغِراً | يُردّد في الأسماعِ جرجرة َ القرمِ |
له عَينُ ضِرْغام هَصورٍ، فقلبُهُ | بتصريف فعلِ الجهل منه على علسم |
ولله أرضٌ إن عدمتم هواءها | فأهواؤكم في الأرض مَنثورة النَّظْمِ |
وعزّكم يفضي إلى الذلّ والنوى | من البَيْنِ ترمي الشَّمْلَ منكم بما تَرْمي |
فإنَّ بلادَ النَّاسِ ليستْ بلادَكمْ | ولا جارُها والخلِمُ كالجارِ والخِلْمِ |
أعَنْ أرضكم يغنيكم أرضُ غيركم | وكَمْ خالة ٍ جَداء لم تُغْنِ عن أُمِّ |
أخلّي الذي وُدّي بِوُدٍّ وصَلْتَهُ | لديَّ كما نيطَ الولِيُّ إلى الوسمي |
تقيّدْ من القطر العزيز بموطنٍ | ومتْ عند رَبْعٍ من ربوعكَ أو رسمِ |
وإيّاك يوماً أن تُجرّبَ غُربة ً | فَلَنْ يستجيزَ العقلُ تجربة َ السُّمِّ! |