هلْ أنتِ فادية ٌ فؤاد عميد
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هلْ أنتِ فادية ٌ فؤاد عميد | من لوعة ٍ في الصّدْرِ ذاتِ وَقُودِ |
أم أنتِ في الفَتَكَاتِ لا تخشينَ في | قتلِ العبادِ عقوبة َ المعبود |
إن كان لا تنبو سيوفكِ عن حشا | صبٍّ فليس حدادها بحديد |
قلْ كيف تعطفُ بالوصال لعاشق | من لا تجودُ له بِعَطْفَة ِ جيد |
لو بتّ مغتبقاً مدامة َ ريقها | لخشيتُ صارمَ جفنها العربيد |
إن شئتَ أن تطوي على ظمأٍ فَرِدْ | ماءَ المحاسن فوْقَ وَجنَة ِ رُود |
غيداءُ يُسْقِمُ بالملاحة ِ دَلُّهَا | جسمَ العميد، كذاك دلّ الغيد |
كَتَبَتْ لها وصلاً إشارة ُ ناظري | فمحاهُ ناظرُ طرفها بصدود |
ولقد يَهيجُ لِيَ البكاءَ صبابة ً | شادٍ مطوَّقُ آلة ِ التّغرِيد |
باتت سواري الطلّ تضرب ريشهُ | بجواهرٍ لم تَدْرِ سِلْكَ فريد |
غنى على عودٍ يميس به كما | غنى التقابل معبدٌ في العود |
والليل قوّضَ رافعاً من شبهه | بيضَ القباب على نجائب سود |
والصبحُ يلقط من جُمَانِ نجومِهِ | ما كانَ في الآفاقِ ذا تبديد |
زَهْرٌ خَبَتْ أنوارُهَا فكأنَّها | سرجُ المشاكي عولجت بخمود |
كأزاهر النوار تقطفها مهاً | من كلّ مخضرِّ البقاع مَجُود |
كأسِنَّة ٍ طعَنَتْ بها فرسانُها | ثم امتسكن عن القنا بكبود |
كعيون عُشَّاقٍ أباحَ لها الكرى | مَنْ كان عَذَّبَهُنّ بالتسهِيد |
والصبحُ يبرقُ كرّة ً في كرّة ٍ | مثلَ استلالِ الصارِمِ المغمود |
وتفرّقت تلك الغياهبُ عن سنا | فلقٍ يُفلّقُ هامها بعمود |
إني خبرتُ الدهر خُبْرَ مُجَرِّبٍ | وكلمتُ غاربهُ بحملِ قتود |
فالحظّ فيه طَوْعُ كَفّيْ مُظْلِمٍ | بالجهل، من نور العلوم بليد |
والحمدُ في الأقوام غير مُسلَّمٍ | إلاّ لأحمدَ ذي العلى والجود |
من لا يجود على العفاة ِ بطارفٍ | حتى يجودَ عليهم بتليد |
خرقَ العوائد منه خِرقٌ، سيبهُ | ثرُّ الغمائم مورقُ الجلمود |
يأوي إلى شرفٍ تقادمَ بيته | أزمانَ عادٍ في العلى وثمود |
مترددٌ في ساميات مراتبٍ | والبدرُ في الأبراج ذو تغريد |
كالشمسِ يَبْعُدُ في السماء محلَّها | وشعاعها في الأرض غيرُ بعيد |
يلقى وجوهَ المعتفين بغُرّة ٍ | بسَّامة ٍ ويدٍ تَسُح بجود |
ما زال يشردُ عِرْضُهُ عن ذَمّة ٍ | وعطاؤه بالمطل غيرُ شريد |
في ربعه روضٌ مَرُودٌ خِصْبُهُ | أبداً مُصاقِبُ منهلٍ مورود |
وكأنَّما لِلّيْلِ فيه مدارجٌ | عند التقاء وفودِهِ بوفود |
سبقَ الكرامَ وأقبلوا في إثره | كسنان مُطّردِ الكعوب مديد |
متصرّفُ الكفّيْنِ في شُغُلِ العُلى | لم يخلُ من بذلٍ ومن تشييد |
والمجدُ لا تُعْلِي يَداك بنَاءَهُ | إلاَّ بمالٍ بالندى مهدود |
يا ابن السيادة والرياسة والعلى | وعظيم آباءٍ، عظيم جدودِ |
خُذْهَا كمنتظم الجمانِ غرائباً | تُروي قصيدتها بكلّ قصيد |
نِيطَتْ عليك عقودهُما ولطالما | نُظِمَتْ لأجيَادِ الملوك عقودي |