شرح حديث: يقرئنا القرآن ما لم يكن جنبا
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
شرح حديث: يقرئنا القرآن ما لم يكن جنباعن علي رضي الله عنه قال: (كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُقرِئُنا القرآنَ ما لم يكن جُنبًا)؛ رواه أحمد، والأربعة، وهذا لفظ الترمذي، وحسَّنه، وصحَّحه ابن حبان.
المفردات:
(يُقرئنا)؛ أي: يتلو علينا.
البحث:
هذا الحديثُ روي عن علي بلفظ: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته، ثم يخرج، فيقرأ القرآن، ويأكل معنا اللحم ولا يحجبه - وربما قال: لا يحجزه - من القرآن شيء ليس الجنابة).
وقد أخرج هذا الحديث أيضًا: ابن خزيمة، والحاكم، والبزار، والدارقطني، والبيهقي، وصحَّحه أيضًا ابن السكن، وعبدالحق، والبغوي في شرح السنة.
وأعلَّه الشافعي.
وقال الخطابي: كان أحمد يوهِن هذا الحديث.
وقال النووي: خالف الأكثرون الترمذيَّ، فضعفوا هذا الحديث.
هذا وقد أخرج أبو يعلى من حديث علي قال: (رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم توضَّأ ثم قرأ شيئًا من القرآن، ثم قال: ((هكذا لمن ليس بجنب، فأما الجنب، فلا، ولا آية))؛ قال الهيثمي: رجاله موثقون.
وقد أخرج البخاري عن ابن عباس أنه لم يرَ في القراءة للجنب بأسًا).
10- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتى أحدُكم أهلَه ثم أراد أن يَعُود، فليتوضَّأ بينهما وضوءًا))؛ رواه مسلم.
زاد الحاكم: ((فإنه أنشط للعود)).
وللأربعة عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامُ وهو جنب من غير أن يمسَّ ماءً)؛ وهو معلول.
المفردات:
((أن يعود))؛ أي: إلى إتيانها.
((وضوءًا))؛ أي: شرعيًّا، وقد ورد في رواية ابن خزيمة والبيهقي: ((وضوءَه للصلاة)).
(زاد الحاكم)؛ أي: من طريق أبي سعيد.
((للعود))؛ أي: لمن أراد معاودة أهله.
(وهو معلول) يعني حديث عائشة عند الأربعة.
البحث:
إنما كان حديث عائشة معلولًا؛ لأنه مِن رواية أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة، قال أحمد: إنه ليس بصحيح، وقال أبو داود: وهم، ووجَّهه أن أبا إسحاق لم يسمَعْه من الأسود، وقال الترمذي: وعلى تقدير صحتِه، فيحتمل أن المراد لا يمس ماءً للغسل، وإنما يحمل على هذا ليوافق الأحاديث الصحيحة، فإنها مصرِّحة بأنه يتوضأ ويغسل فرجَه لأجل النوم والأكل والشرب والجماع.