أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : علاج الوسواس سلوكياً مع عدم الاستغناء عن الجانب الدوائي

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أعاني من سنوات طويلة من الوسواس بكل أنواعه، ولكن أشده هو وسواس الطهارة والوضوء! حتى إنه يؤدي بي في أحيان كثيرة إلى تمني الموت والعياذ بالله!

فمثلا: لا تتجاوز مرات دخولي الحمام لقضاء الحاجة مرتين في اليوم، مع احتياجي للدخول أكثر من 4 مرات، وذلك بسبب معاناتي الشديدة في الاستنجاء! حيث إنه أثناءه أشعر بإصابتي بمياه غير طاهرة من قاع المرحاض؛ فأظل أنظف بيدي حتى تغرق ساقي وحذائي، والأرض بمياه أقول أنها غير طاهرة؛ لأنها مياه تنظيف، وأخرج من الحمام ولا أتوضأ فيه؛ لأنه أصبح غير طاهر! وأتوضأ في مكان آخر، وأتعامل مع أي مكان مشيت فيه بساقي المبتلة على أنه تنجس، وبالتالي أصبح المكان الذي أتوضأ فيه غير طاهر!

ولو ظننت أن ماء تناثر على ساقي وقدمي من الأرض أثناء الوضوء أظل أنظف ساقي ونعلي المفتوح خارجه وداخله؛ لأن قدمي المتنجسة قد أصابته أثناء إخراجها! ولو تغاضيت عن نقطة أصابتني، أظل أفكر أنه لما جاءت ملابسي على ساقي، فقد تنجست ملابسي ويدي التي أمسكت ملابسي، وشعري الذي أصابته ملابسي، ويدي، وكل شيء! حتى إنني أصبحت أغسل بشكل متكرر نظارتي، وأحذيتي من الداخل، وحجابي الذي أرتديه على شعري المتنجس! وأصبحت أتعامل مع كل شيء على أنه نجس بسبب تعاملي معه في وقت من الأوقات!

والمشكلة أنني أشعر بأن ما أفعله منطقي، وأسبابه حقيقية، وليست شكوكاً! أرجو مساعدتي وإرشادي إلى ما أفعل في أقرب وقت، وبعيداً عن الأدوية!

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هذا ما يُعرف بالطقوس الوسواسية العملية، وهي في مجملها مبنية على الخوف من الأوساخ، وتُعالج عن طريق العلاج السلوكي، والذي يتطلب في بعض الأحيان وجود المعالج حتى يكون هو القدوة العلاجية لك، ومن أنجع وأفضل أنواع العلاج هو أن تعرضي نفسك للأوساخ دون أن تغسلي أياديك بصورة مباشرة، وكما ذكرت لك ربما تحتاجين إلى معالج في هذه المرحلة، فمثلاً يمكن أن تقومي بوضع يديك في سلة الأوساخ، لمدة خمس دقائق، ثم تجلسي لمدة خمس دقائق أخرى دون أن تغسلي يديك، وبعدها تقومي بصب ماء في كوب وتقومي بغسل يديك بهذا الماء المتوفر فقط، ولا تذهبي للحنفية أو الماسورة مهما كان .

يجب أن يكرر هذا التمرين البسيط أربع إلى خمس مرات في اليوم، ويمكن بعدها أن تنتقلي إلى مصدرٍ آخر للأوساخ تكون وساوسك حياله أكثر .

أما بالنسبة للوضوء والاستنجاء، فدائماً أنصح إخواني أن يحددوا كمية الماء، ويتخيل أنه في صحراء، والماء الذي لديه هو لشربه ووضوئه واستنجائه، أرجو أن تعيشي هذا الخيال بصورةٍ قوية، وعلى ضوء ذلك تحددي كمية الماء.

العلاج الأمثل للوساوس هو مقاومتها، وعدم الاستجابة لها، ونعرف تماماً أن المقاومة وعدم الاستجابة في مراحلها الأولى سوف تسبب قلقاً وتوتراً للإنسان، ولكن بالاستمرار في مواجهة مصدر الأوساخ، سوف يقل هذا القلق والتوتر بإذن الله، إلى أن يصل الإنسان إلى معدل الشعور الطبيعي .

لا يمكن أن نتجاهل دور الأدوية الحديثة في علاج الوساوس القهرية، حيث أنه اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن هنالك خلل كيميائي يحدث في منطقة في الدماغ تُعرف باسم نواة كوديت، والمادة الذي يحدث فيها الخلل أو عدم انتظام الإفراز تعرف باسم سيروتينين، فمن هنا لابد أن نستعمل وسيلة بايلوجية لتصحيح هذا المسار البايلوجي المختل، وهذه الوسيلة البايلوجية هي الأدوية، ومن أفضل الأدوية التي تساعد في علاج مرض الوساوس القهرية العلاج الذي يعرف باسم فافرين، وجرعة البداية هي 50 مليجرام ليلاً بعد الأكل، ترفع بمعدل 50 مليجرام كل أسبوعين، إلى أن تصل الجرعة إلى 200 أو حتى 300 مليجرام في اليوم، وأقل مدة للعلاج هي ستة أشهر، يمكن بعدها النظر في تخفيف العلاج .

الأدوية البديلة هي الزيروكسات، والبروزاك، والليسترال، والسبراليكس، وأنافرانيل، ولكن الفافرين ربما يكون أفضلها، علماً بأن هذه الأدوية من فضل الله تعالى فعّالة وسليمة، وقليلة الآثار الجانبية، وعليه أرجو أن يدعّم العلاج السلوكي بالعلاج الدوائي، وهذا هو الأفضل، وأرجو أن لا تتخذي موقفاً سلبياً من الأدوية، فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وساوس الطهارة والصلاة، كيف أتخلص منها وأعود لحياتي الطبيعية؟ 1701 الخميس 16-07-2020 03:13 صـ
ماذا أفعل لأخفف الاكتئاب وأكبح ما ينتابني من رغبة؟ 780 الثلاثاء 07-07-2020 08:52 مـ
هل الوسواس والخوف سبب في معاناتي؟ 1413 الخميس 18-06-2020 12:40 صـ
أشك كثيرا بوسواس سلس البول، فما الحل؟ 1022 الأحد 14-06-2020 08:52 مـ
أعاني من الوسواس القهري في الصلاة، فما علاجه؟ 2234 الاثنين 18-05-2020 05:03 صـ