تفشي يداكَ سرائر الأغمادِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تفشي يداكَ سرائر الأغمادِ | لقطافِ هام واختلاءِ هوادِ |
إلاَّ على غزو يبيدُ به العدى | لله من غزو له وجهاد |
وعزائمٍ ترميهمُ بضراغم | تستأصل الآلاف بالآحادِ |
من كلّ ذِمْرٍ في الكريهة ِ مُقدمٍ | صالٍ لحرّ سعيرها الوقّادِ |
كسنادِ مسمَرة ٍ وقسورِ غيضَة ٍ | وعُقَابِ مَرْقَبَة ٍ، وَحيَة ِ وادِ |
وكأنهم في السابغاتِ صوارم | والسابغات لهم من الأغمادِ |
أسد عليهم من جلود أراقمٍ | قُمُصٌ أزرّتها عيونُ جراد |
ما صونُ دينِ محمدٍ من ضَيْمهِ | إلاّ بسيفكَ يومَ كلّ جلاد |
وطلوعِ راياتٍ، وقودِ جحافلٍ | وقراع أبطالٍ، وكرّ جياد |
ولديكَ هذا كلّهُ عن رائحٍ | من نصْرِ ربّكَ في الحروب، وغاد |
إن اهتمامَكَ بالهدى عن همّة ٍ | علويّة الاصدارِ والايرادِ |
وإقامة ُ الأسطولِ تؤذنُ بَغْتَة ً | بقيامة ِ الأعداءِ والحسَّادِ |
والحربُ في حربيّة ٍ نيرانُها | تطأُ المياهَ بشدّة ِ الإيعاد |
ترمي بنفط طيف يُبقي لفحُهُ | والشمّ منهُ مُحَرّقُ الأكباد |
وكأنَّما فيها دخان صواعقٍ | مُلِئَتْ من الإبراقِ والإرعاد |
لا تسكنُ الحركاتُ عنكَ إنها | لخواتم الأعمال خيرُ مبادي |
وأشدّ مَنْ قَهَرَ الأعادي مِحْرَبٌ | في سلمه للحربِ ذو استعداد |
سيثيرُ منكَ العزمُ بأساً مهلكاً | والنَّارُ تنبع عن قِدَاحِ زناد |
وغرارُ سيفك ساهرٌ لم تكتحل | عينُ الردى في جفْنه برقاد |
وزمانُك العاصي لغيركَ، طائعٌ | لك، طاعة َ المنقادِ للمقتادِ |
ونرى يمينك، والمنى في لثمها | في كلّ أفقٍ بالجنود تُنادي |
من كان عن سَنن الشجاعة والندى | بئس المضلّ فأنت نعم الهادي |
هل تذكر الأعلاج سبيَ بناتها | بظُباً جُعِلنَ قلائدَ الأجياد |
من كلّ بيضاء الترائب غادة ٍ | تمشي كغُصْنِ البانَة ِ المَياد |
مجذوية ٍ بذوائبٍ كأساودٍ | عبثتْ بهنّ براثن الآساد |
من كلّ ذي زَبَدٍ علته سُفْنُهُ | يخرجنَ من جسدٍ بغير فؤادِ |
ثعبان بحرٍ، عضُّهُ بنواجذ | خُلِعَتْ عليه من الحديد، حِداد |
يُبْدِي منه سقطَ حمامة ٍ | ببياضه في البحر جريُ سواد |
وكأنما الريحُ التي تجري به | روحٌ يحرّك منه جسمَ جماد |
يا أيها الممضي قواهُ وحزمَهُ | ومحالفُ التأويب والإسآد |
هذا ابنُ يحْيَى ذو السماح جنابُهُ | مُسْتَهدَفٌ بعزائم القصّاد |
فرِّغْ من السْيْرِ الرذيَّة َ عنده | تملأ يديكَ بطارفٍ وتلاد |
مَلِكٌ مَفَاخِرُهُ تَعَدّ مفاخرا | لمآثرِ الآباءِ والأجدادِ |
ومراتعُ الروّاد بينَ رُبُوعِهِ | محفوفة ٌ بمناهِلِ الوُرّادِ |
ثبتتْ قواعدُ مُلْكِهِ فكأنَّما | أرساه ربّ العرشِ بالأطواد |
وطريدهُ، من حيثُ راحَ أو اغتدى | في قبضة ٍ منهُ بغيرِ طراد |
والأرضُ في يُمناه حَلْقَة ُ خاتم | والبحرُ في جدواه رَشْحُ ثِماد |
لا تسألنْ عمّا يصيبُ برأيه | وطعانه بمقوَّمٍ ميّاد |
يضعُ الهِنَاءَ مواضعَ النُّقَبِ الذِي | يضعُ السّنانُ مواضعَ الأحقاد |
كالبدرِ يومَ الطعن يُطفىء رمحه | روحَ الكميّ بكوكبٍ وقّاد |
تبني سلاهبهُ سماءَ عجاجة | من ذُبّلِ الأرماح، ذاتَ عماد |
وبردّ سُمرَ الطعن عن أرض العدى | وكأنَّها في صِبْغَة ِ الفرصاد |
وسقوط هاماتٍ بضرب مناصل | وصعودُ أرواح بطعن صعاد |
أمَّا شِدَادُ المجرمين فعزُّهُ | أبقاهُمُ بالذلّ غيرَ شِداد |
والنَّارُ تأخذ في تضرمها الغَضَا | جُزْلاً، وتتركُهُ مَهيلَ رماد |
يا من إليه بانتجاعِ مُؤمِّلٍ | مستمطرٌ منه سماءَ أيادِي |
أُلْقِيتُ من نَيلِ المنى عن عاتِقٍ | فكأنني سيف بغيرِ نجاد |
ما لي بأرضكَ يومَ جودكَ مُعربٌ | بلسانهِ عن خدمتي وودادي |
إلاّ قصائدٌ بالمحامدِ صغتها | غُراًّ تهزّ محافل الإنشاد |
خلعتْ معانيها على ألفاظها | ألحانَ أشعارٍ ونَقْرَ شَوَاد |
رَجَحتْ بِقَسطاسِ البديع وإنَّها | لخفيفة ُ الأرواحِ والأجسادِ |
تبقى كنقشِ الصخرِ وهي شواردٌ | مَثَلُ المقيمِ بها وحَدْوا الحادي |