ونوبية ٍ في الخلقِ منها خلائقٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ونوبية ٍ في الخلقِ منها خلائقٌ | متى ما تَرَقّ العينُ فيها تَسَهّلِ |
إذا ما اسمُها ألقاهُ في السمع ذاكرٌ | رأى الطرفُ منه ما عناه بمقول |
لها فخذا قَرْمٍ وأظلافُ قَرْهبٍ | وناظرِتا رئمٍ، وهامة ُ ايّلِ |
مُبَطَّنَة ُ الأخلاقِ كبراً وعزّة ً | فمهما تَجُدْ بالمشي في المشي تبخل |
وكم حوْلَها من سائسٍ حافظٍ لها | يُكرّمُها عن خُطّة ِ المتبذّلِ |
ترى ظلفَ رِجلٍ يلتقي إن تنقّلَتْ | بظلفِ يدٍ منها عزيزِ التنقّل |
كأنَّ الخطوطَ البيضَ والصّفْرَ أشبَهتْ | على جسمها ترصيع عاجٍ بصندلِ |
ودائمة ُ الإقعاءِ في اصلِ خَلقها | إذا قابلتْ أدبارها عين مقْبلِ |
تَلفّتُ أحياناً بعينٍ كحيلة ٍ | وجيدٍ على طول اللواءِ مظلّلِ |
وعرفٍ دقيقِ الشعرِ تحسبُ نبتهُ | إذا الرّيحُ هَزّتْهُ ذوائِبَ سُنْبُل |
تَنَفّسُ كبرا من يراعٍ مُثَقَّبٍ | فتعطي جنوباً منه عن أخذِ شمألِ |
وتنفضُ رأساً في الزّمام كأنَّما | تريك له في الجوّ نفضة َ أجدلِ |
إذا طلع النطحُ استجادتْ نطاحه | برأسٍ له هادٍ على السُّحبِ معتلِ |
وقرنين أوْفَتْ منهما كلّ عقدة | كرمّانتيْ بابِ الخباءِ المُقْفَّلِ |
إذا قُمعا بالتبر زادتْ تعززاً | على كلّ خودٍ ذاتِ تاجٍ مُكلَّل |
وتحسبها من نفسها إن تبخترتْ | تزَفّ إلى بعلٍ عروساً وتَنجلي |
وكم منشدٍ قولَ امرىء القيس حولها | "أفاطمَ مهلاً بعضَ هذا التدلّلِ" |