أرأيتَ لنَا ولهم ظُعُنَا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أرأيتَ لنَا ولهم ظُعُنَا | وصنيعَ البين بهمْ وبنا |
أرأيتَ نشاوَى قد سكروا | بكؤوسِ نوًى مُلِئَتْ شجنا |
ومهاً نظرتْ ونواظرها | وَصَلَتْ دمناً، وجفت دمنا |
رحلوا فأثار رحيلُهُمُ | من حرّ ضلوعك ما كمنا |
وحسبتُ سرابَ تتابعهمْ | لججاً وركائبَهمْ سُفُنا |
ومهاً نظرتْ ونواظرها | خُلقتْ لنواظرنا فتنا |
من كلّ مُودِّعَة ٍ نَطَقَتْ | بالسّرِّ مدامعُهَا عَلَنا |
سفرتْ لوداعك شمسَ ضحى ً | وَثَنَتْ بكثيبِ نقا غُصُنَا |
ورَمَتْكَ بمقلة ِ خاذلة ٍ | هَجَرتْكَ وعاوَدتِ الوَسَنا |
وترى للسحر بها حركاً | فيه تؤذيك إذا سكنا |
كثرتْ في الحبّ بها عللي | فظهرتُ أسى ً وخفيتُ ضنى |
يا وجدي كيف وجدت به | روحي وغدوت له بدنا |
دعْ ذكرَ نزوحٍ عنك نأى | وتبدّلْ من سَكَنٍ سكنا |
ونزولَ هواكَ بمنزلة ٍ | كَتَبَتْ زمناً ومحتْ زمنا |
واخضبْ يمناك بِقانيَة | فلها فَرَجٌ ينفي الحزنا |
وتريك نجوماً في شفقٍ | يجلو الظلماءَ لهنّ سنَا |
من كفِّ مطرِّفة ٍ عنماً | كالبدر بَدا والرئمِ رنا |
لا ينكثُ فيها ذو شغفٍ | بالعذلِ، وإن خلعَ الرّسنا |
إني استوليتُ على أمدي | ووطئت بفطني الفطنا |
وسبقتُ فمنْ ذا يلحقني | في مدح عُلى الحسنِ الحسنا |
ملكٌ في الملك له هِممٌ | نالَتْ بيمينيه المنَنَا |
قُرنَتْ باليَمْنِ نقيبَتُهُ | والعفوُ بقدرته قُرنا |
كالشمسِ نأتْ عن مبصرها | بُعداً وسناها منه دنا |
من صانَ الدينَ بِصولتِهِ | وأذلّ بعزتهِ الوثنا |
من يَحْدِرُ فقرا عنك إذا | فاضَتْ نعماهُ عليك غِنَى |
ورأى مَنْ ضنّ فضائله | فسخا، وتَشَجّعَ مَنْ جَبُنَا |
وإذا ما أمَّ له حَرَماً | مَنْ خافَ مِنَ الدنيا أمِنا |
ولئن هدمَ الأموال فقدْ | شادَ العلياءَ بها وبنى |
إن صانَ العِرْضَ وأكْرَمَهُ | فقذال الوفر قد امتهنا |
وكأن الحجّ لساحته | في يوم نداه يومُ مِنى |
ولنا من فضلِ مذاهبه | آمالٌ نَبْلُغُها ومُنى |
وصوارمٌ للأقدار فلا | تقفُ الكفّارُ لها جُنَنَا |
تشدوهُ إذا سكرتْ بدمٍ | في ضرب جماجمهم غننا |
يتَنَبّعُ ماءُ تألُّقها | فيقالُ: أفي سَكَنٍ، سكنا |
لا روضَ ذوى منها قِدماً | بالدّهْرِ ولا ماءٌ أسنا |
وتسيلُ سيولُ جحافله | فحقائقها تنفي الظِّنَنَا |
وإذا ما هَبْوتُها كَثُفَتْ | تجدُ العقبانُ بها وُكُنا |
إنّ ابن عليّ حازَ عُلي | فالفعلُ له والقولُ لنا |
قَمرٌ تُسْتَمطَرُ مِنْهُ يدٌ | فتجودُ أناملُه مُزُنا |
ينحو الآراءَ بفكرته | فيُصيبُ لها نُقَباً بِهِنَا |
من غُلبِ أسودٍ ما عَمَروا | إلاّ آجامَ ظباً وقنا |
وكأن الحربَ إذا فتحتْ | تبدي لهمُ مرأى ً حسنا |
وتخالهمُ فيها ادّرَعوا | بسلوقَ وقد سلّوا اليمنا |
وكأنّ سوابغهم حببٌ | وقد جاشَ بهم ماءٌ أجِنَا |
يغشى الإظلامَ بها الضرغا | مُ فتجعلُ مُقلتهُ أُذنا |
ولهم بإزاءِ قرابتهم | أسماءٌ نعظمها وكنى |
شجرٌ بالبرّ مورّقة ٌ | نتابُ لها ظلاٍّ وَجَنى |
وإذا مَتَحَتْ مُهْجاً يدُهُ | جعل الخطيّ لها شطنا |
وكفاهُ الرمحُ فَعالَ السيف | فقيل أيضربُ مَنْ طَعَنا |
يا من أحيا بالفخر له | بمكارمه أدباً دُفِنا |
فأفادَ الشّعرَ مُنَقِّحه | وأصابَ بمنطقِهِ اللّسَنَا |
أشبهتَ أباكَ وكنت بما | أشبهتَ مَعاليه قمنا |
وحصاة ُ أناتك لو وُزِنتْ | أنْسَتْ برجاحتها حَضَنا |
أنشأتَ شواني طائرة ً | وبنيتَ على ماءٍ مُدُنا |
ببروجٍ قتالٍ تحسبها | في شُمّ شواهقها قُنَنَا |
ترمي ببروجٍ، إنْ ظهرتْ | لعدوٌّ محرقة ، بَطَنَا |
وبنفطٍ أبيضَ تحسَبُهُ | ماءً وبه تذكي السّكنَا |
ضَمِنَ التوفيقُ لها ظفراً | من هُلكِ عداتك ما ضمنا |
أنا مَنْ أهدى لك مُمْتَدحاً | دُرَرا أغليتُ لها ثمنا |
وقديم الوردِ جديدُ الحمدِ | هناك أفوهُ به وهنا |
ومدَحتُ غلاماً جدّ أبيك | وها أنذا شيخاً يَفَنَا |
وتخذتُ تَجِنَّة َ لي وطناً | وهجرتُ صقلِّيَة ً وطنا |
لَقِيَتْكَ عُداتُكَ صاغرَة ً | ترجو من نوءيْكَ الهُدنا |
فسحابُ نداكَ هَمَتْ مِنَحاً | وسماءُ ظباكَ هَمَتْ مَحَنا |
وبقيتَ بقاءَ مجاهدة | وسلكتَ لكلّ عُلى ً سُفُنا |