أيا رشاقَة َ غُصْنِ البان ما هَصَرَكْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أيا رشاقَة َ غُصْنِ البان ما هَصَرَكْ | ويا تألف نظم الشمل من نثرك؟ |
ويا شؤوني، وشأني كله حزنٌ | فضّي يواقيت دمعي واحبسي دُرركْ |
ما خلتُ قلبي وتبريحي يُقَلّبُهُ | إلا جناحَ قطاة ٍ في اعتقال شرَكْ |
لا صبرَ عنكِ وكيف الصبر عنكِ وقد | طواكِ عن عينيَ الموجَ الذي نشركْ |
هلاّ، وروضة ُ ذاك الحسنِ ناضرة ٌ، | لا تلحظُ العينُ فيها ذابلاً زَهَرك |
أماتكِ البحرُ ذو التيار من حسدٍ | لمّا درى الدرُّ منه حاسداً ثغركْ |
وقعتُ في الدمع إذ أغرقتِ في لُججٍ | قد كاد يغمرني منهُ الذي غمرك |
أيّ الثلاثة أبكى فقدهُ بدمٍ | عميمَ خُلقِكِ أم مَعناكِ أم صِغَركْ |
من أين يقبحُ أن أفنى عليكِ أسى | والحسنُ في كلّ فنّ يقتفي أثركْ |
كنتِ الشبيبة َ إذْ وَلتْ ولا عِوَضٌ | منها ولو ربحَ الدّنيا الذي خَسِرَكْ |
ما كنتُ عنكِ مطيلاً بالهوى سَفرِي | وقد أطلتِ لحيني في البلى سفرك |
هل واصلي منكِ إلا طيفُ مَيّتَة ٍ | تُهْدِي لعينيَ من ذاك السكون حَرك |
أعانقُ القبر شوقاً وهو مشتملٌ | عليكِ لو كنتُ فيه عالماً خبركْ |
وددتُ يا نور عيني لو وَقَى بصَري | جنادلاً وتراباً لاصَقاً بشرك |
أقولُ للبحر إذ أغشيتُهُ نظري | ما كدرَ العيشَ إلا شُربُها كدركْ |
هلاّ كففتَ أجاجاً منك عن أشرٍ | من ثغرِ لمياءَ لولا ضعفها أسركْ |
هلاّ نظرتَ إلى تفتير مُقْلتِها | إني لأعجبُ منه كيف ما سحرك |
يا وَجْهَ جوهرة َ المحجوبَ عن بصَري | من ذا يقيكَ كسوفاً قد علا قمرك |
يا جسمها كيف أخلو من جوى حزني | وأنت خالٍ من الروح الذي عَمَرك |
ليلي أطالكَ بالأحزان معقبة ً | عليّ مَنْ كانَ بالأفراحِ قد قصرك |
ما أغفلَ النائم المرموس في جدثٍ | عما يُلاقِي من التبريح مَنْ سَهِرك |
يا دولة َ الوصلِ إن ولّيت عن بصري | فالقلبُ يقرأ في صُحْفِ الأسى سمَرك |
لئن وجدتكِ عني غيرَ نابية ٍ | فإنّ نفسي منها ربُّها فطرك |
إن كان أسلمك المضطرُّ عن قدرٍ | فلم يخنْكِ على حالٍ ولا غَدَرَك |
هل كان إلاّ غريقاً رافعاً يدهُ | نهاهُ عن شربِ كاسٍ من بها أمرك |
وارحمتا لولوعٍ بالبكاء فما | ينسيه ذكر............... |
أما عَداكِ حِمامٌ عن زيارته | فكيفَ أطْمَعَ فيك النفس وانتظرك |
إن كان للدمع في أرجاء وجنته | تبرجٌ فهو يبكي بالأسى خفركْ |
وما نجوتُ بنفسي عنكِ راغبة ً | وإنّما مدّ عُمري قاصرٌ عُمركْ |