نَثَرَ الجوُّ على الأرضِ بَرَدْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نَثَرَ الجوُّ على الأرضِ بَرَدْ | أي در لنحور لو جمد |
لؤلؤٌ أصدافه السحب التي | أنجز البارق منها ما وعدْ |
منحتهُ عارياً من نكدٍ | واكتساب الدُّرَّ بالغوص نكد |
ولقد كادَتْ تَعاطَى لَقْطَهُ | رغبة ً فيه كريمات الخُردْ |
وتحلّي منه أجياداً إذا | عَطِلتْ راقتكَ في حلي الغيدْ |
ذَوّبَتْهُ من سماءٍ أدْمُعٌ | فوق أرضٍ تتلقاه بخد |
فَجَرَتْ منهُ سيولٌ حولَنَا | كثعابين عجالٍ تطّرد |
وترى كلَّ غدِيرٍ مُتأقٍ | سبحت فيه قوارير الزبد |
من يعاليلَ كبيضٍ وُضِعَتْ | في اشتباك الماءِ من فوق زرد |
أرّق الأجفان رعدٌ صوتهُ | كهديرِ القَرْمِ في الشّوْلِ حَفَد |
باتَ يجتابُ بأبكارِ الحيا | بلدا يُرْوِيهِ مِنْ بَعْدِ بلَدْ |
فهو كالحادي روايا إن وَنَتْ | في السرى صاح عليها وجلد |
وكأن البرق فيها حاذفٌ | بضرام كلّما شبّ خمد |
تارة ً يخفو ويخفى تارة ً | كحسامٍ كلَّما سُلّ غُمِدْ |
يَذْعَرُ الأبْصارُ محمرّا كما | قلب الحملاق في الليل الأسد |
وعليلِ النبت ظمآن الثرى | عرّج الرائد عنه فزهد |
خلع الخصب عليه حُللاً | لبديع الرقمِ فيهنَّ جُدد |
وسَقاهُ الريَّ من وكّافَة ٍ | فَتَحَ البرقُ بها اللّيلِ وسَدْ |
ذاتِ قطْرٍ داخلٍ جَوْفَ الثرى | كحياة ِ الروح في موت الجسد |
فتثنَّى الغصنُ سكرا بالنَّدى | وتغنّى ساجعُ الطير غرد |
وكأنَّ الصبحَ كَفٌّ حَلَلَتْ | من ظلامِ اللّيلِ بالنورِ عُقَد |
وكأنّ الشمس تجري ذهبا | طائراً في صيده من كل يد |