أيا جزعي بالدار إذ عنّ لي الجزعُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أيا جزعي بالدار إذ عنّ لي الجزعُ | وقاد حِمامي من حمائمِهِ السّجْعُ |
وعاوَدَنِي فيها رِداعي ولم أشِمْ | ترائب عُوّادٍ يضمّخُها الردعُ |
وقفتُ بها والنفسُ من كلّ مقلة ٍ | تذوبُ بنارٍ في الضلوع لها لذْعْ |
مطلاً مطيل النوح لو أنّ دمنة ً | لها بَصَرٌ تَحْتَ الحوادث أوْ سَمْعُ |
طلولٌ عقت آياتها فكأنما | غرابيبها جزعٌ وأدمانها ودعُ |
حكى الربعُ منها بالصدى إذ سألتُهُ | كلاميَ حتى قيل هل يَمْزَحُ الربع |
تخط مع المحل الجنوب بمحوها | سطورَ البلى فيها وتعجبها المسعُ |
ولم يبقَ إلاَّ ملعبٌ يبعث الأسى | ويدعو الفتى منه إلى الشوق ما يدعو |
ومجموعة ٌ جمع الثلاث ولم تزدْ | عليه صوالي النار أوجهها سفع |
لبسنَ حداد الثكل وهي مقيمة ٌ | على مَيْتِ نارٍ لا يفارقها فَجْع |
ومضروبة ٌ بين الرسوم وما جنتْ | عقاب النوى من هامها الضرب والقلعُ |
ومحلولكٌ ما فكَّ زيجاً ولا له | بسرِّ قضاء النجم علمٌ ولا طبعٌ |
أبان لنا عن بيننا فلسانه | علينا له قطعٌ أتيح له القطع |
إذا لم تكن للحي داراً فما لها | إذا وقفَ المشتاق فيها جرى الدمع |
لياليَ عودي يكتسي وَرَقَ الصبا | وإذ أنا إلفٌ للجآذر لا سِمْع |
وينبو عن اللوم المعنّفِ مسمعي | بمنْ حُسنها بين الحسان له سمعُ |
فتاة ٌ لها في النفسِ أصلٌ من الهوى | وكلّ هوًى في النفس من غيرها بدع |
وتبلغُ بنتُ الكرم من فرح الفتى | بلذّتها ما ليس يبلغه البِتْع |
يصدّ الهوى عن قطفِ رمان صدرها | وإن راقَ في خوط القوام له ينع |
وكم من قطوفٍ دانياتٍ ودونها | تعرض أشراع من الرمح أو شرع |
تريكَ جبيناً يُخجِلُ الشمسَ هيبة ً | وخَلْقاً عميماً في الشباب له جمع |
وتبسمُ في جُنح الدجى وهو عابسٌ | فيضحكُ منها عن بروقٍ لها لمع |
وبيدٍ أبادتْ عيسَنَا بيبابها | فهن غراث في عجافٍ لها رَتْع |
إذا سمع الحادي بها السمعُ ظنهُ | كريماً على نَشْزٍ لمأدُبَة ٍ يدعو |
فكم من هزيلٍ في اقتفاءِ هزيلة ٍ | ليأكلَ منها فَضْلَ ما أكلَ السّبع |
فإن يهلك الإيحاف حرفاً بمهمه | فإنهما السيفُ المُجرّدُ والنّطعُ |
نحوتٌ عليها كلّ حرفٍ بعاملٍ | من العزّم مخصوص به الخفضُ والرّفع |
وعاركتُ دهري في عريكة بازلٍ | ينوء به هادٍ كما انتصبَ الجذع |
وما خار عُودي عند غمز مُلمّة ٍ | وهل خار عند الغمز في يدك النبع |
وملتحفٍ بالصقل من لمع بارقٍ | يُطير فراشَ الهام من حدّه القرعُ |
أقام مع الأحقاب حتى كأنما | لحديه عنه من حوادثها دفعُ |
وتحسبُ أهوال الحروب لشيبهِ | وكلّ خضابٍ في ذوائبه ردْعُ |
إذا سُلّ واهتزت مضاربه حكى | أخا السلّ هزته بأفكلها الرّبعُ |
وتحسرُ منه أنفسٌ هلكتْ به | فما صارمٌ في الأرض من غمده سقع |
أأذكى عليه القينُ بالرّيح نارَهُ | وأمكنه في الطبع بينهما طَبْع |
أصاعقة ٌ منقضّة ٌ من غراره | يهولُكَ في هامِ الرواسي لها صدعُ |
وجامدة ٍ فاضت فقلنا تعجباً | أنهرٌ تمشّت فوقه الرّيح أو درع |
وأحكمها داودُ عن وَحْيِ ربِّهِ | بلطفِ يدٍ، قاسي الحديد لها شَمعُ |
ترى الحلقاتِ الجُعْدَ منها حبائِكاً | مسمَّرة ً فيها مساميرها القرع |
سرابية ُ المرأى وإن لم يَرِدْ بها | على الذِّمْرِ طعنٌ يتقيه ولا مصع |
وعذراء يغشاها ذكورٌ أسنة ٍ | وتُثْنَى لجمعٍ كلّما افترقَ الجمع |
ومنجردٍ كالسيد يُعمل أرضهُ | فيبني سماءً فوقه سمكها النقع |
متى يمنع الجريُ الجيادَ من الونى | ففي يده بذلٌ من الجري لا منع |
له بصرٌ مستخرجٌ خبءَ ليلة ٍ | إذا الحسّ أهداه إلى قلبه السّمع |
ويمرقُ بي في السبق في كلّ حلبة ٍ | فتحسبهُ سهماً يطيرُ به النزع |
برأيي وعزمي أكملَ الله صِبْغَتي | ولولا الحيا والشمسُ ما كَمُلَ الزرع |