لماذا الحب في الله - محمد علي يوسف
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
لماذا الحب في الله هو أوثق عرى الإيمان ؟!المحبة شعور ينبت من أعماق القلب والمعتاد والطبيعي أن تكون المحبة بين الناس مشتملة على شيء من المصلحة
مش شرط مصلحة مادية ممكن كمان معنوية!!
لو راجعنا غالب علاقاتنا الإنسانية التي تحتوي على الحب سنجد جانبا من المصلحة قد يتجلى في شيء من المتعة أو اللذة أو الارتياح النفسي أو التسلية والتسرية أو قضاء شهوة أو قضاء وقت ممتع
ممكن كمان تكون امتدادا أو امتنانا لمصلحة تحققت سابقا كحبنا لمن لهم فضل علينا أو منة
وعلى قدر المصلحة السابقة أو الحالية أو المتوقعة تكون درجات المحبة وكميتها
يعني مثلا شلة صحاب ممكن تلاقي أحبهم لقلبك هو أكثرهم ظرفة لأنه يضحكك مثلا
أو أكثرهم شبها بفكرك وشخصيتك لأنك تنسجم معه
أو أكثرهم توددا وإظهارا لتلك المودة معنويا وماديا
وهكذا ...
غالبا ستجد دافعا مصلحيا موجودا في جُل علاقات البشر العادية
لكن الذي أحب في الله ولله وحسب فقد وصل إلى درجة مختلفة تماما
لقد تمكنت محبة الله من قلبه لدرجة غيرت معاييره ودوافعه وتجاوزت قيود المصالح وأسوار المنفعة
لقد صارت مشاعره تجاه غيره تابعة لدينه
صارت محبته للأكثر حبا لله
للأكثر طاعة
للأكثر قربا فيما يحسب
صار يحب إنسانا ربما لم يره قط فقط سمع به أو قرأ له أو عنه
بل ربما أحب إنسانا لم يعاصره أصلا ويستحيل أن توجد مصلحة بينهما لأنه مات من قرون
كل هذا دليل على تغلغل محبة الله في قلبه وأنها صارت المحبة الأبرز في ذلك القلب ومن خلالها وبسببها تخرج كل محبة أخرى
وحين يصل القلب لتلك الدرجة الرفيعة من حب الله يستحق أن يقال عنه أنه بلغ أوثق عرى الإيمان
اللهم ارزقنا