(22) اسم الله الرزاق - شرح وأسرار الأسماء الحسنى - هاني حلمي عبد الحميد
مدة
قراءة المادة :
18 دقائق
.
اسم الله الرزاق: الرزق ُ في اللغة: مايُنتفع به، يُقال رزق الخلقَ رَزقًا ورِزقًا.
فالرَزقُ بفتح الراء هو المصدر من رَزْق.
والرِزق بكسر الراء هو اسم يُعبَّر به عن المصدر.
ويُقال: رِزقًا اسم المصدر ويستخدم أحيانا موضع المصدر الأصلي.
ويُجمع رِزق ورَزق على أرزاق، والرزاق من أبنية المبالغة على صيغة فعَّال.
ورود الاسم في القرآن والسنة:
ورد اسم الله الرزاق مفردًا مرة واحدة في قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:58].
وقد قُرِئ الرازِق ها هنا في في قراءة ابن مُحيصن وغيره {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّازِقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:58].
وورد بصيغة الجمع خمس مرات منها قول الله تعالى {وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [المائدة:114] وقوله تعالى: {وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [ الجمعة :11] هكذا في سورة الجمعة.
وورد قول النبي لإثبات هذا الاسم في الحديث أنه قال: «إن اللهَ هو المسعر القابض الباسط الرازق» (صححه الألباني ).
اسـم الله الرزاق:
نبدأ باسم الله الرزاق ثم نعرج بعد ذلك على اسمه تعالى الرازق لبيان الاختلافات الواردة.
ورد في الحديث الذي (رواه الترمذي وصححه الألباني) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: «أقرئني رسول الله إني أنا الرزاق ذو القوة المتين» (صححه الألباني) وورد الحديث الذي مر بنا في رواية الترمذي والتي صححها الألباني كذلك أن النبي قال: «إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق» (صححه الألباني).
حقيقة الرزق قلنا ماينتفع به، وهو العطاء المتجدد الذي يأخذه صاحبه في كل تقديرٍ يومي أو سنوي أو عمري فينال ما قسم الله له في التقدير الأزلي والميثاقي.
يعني هذا الرزق عطاء يتجدد من الله سبحانه وتعالى للعبد على حسب أقدار، منها تقدير يومي، أي يكتب له رزق اليوم، وهناك تقدير سنوي، وهناك تقدير عُمُرِي وهو أرزاقه التي كُتبت لهُ على مدى عُمُرِهِ.
والرزاق سبحانه وتعالى هو الذي يتولى تنفيذ المقدر في عطاء الرزق المقسوم والذى يخرجُه في السموات والأرض.
فإخراجه في السموات يعنى أنه مقضيٌّ مكتوب، وإخراجه في الأرض يعنى أنه سينفذ لا محالة.
فالرزق أولاً مكتوب في اللوح المحفوظ ثم بعد ذلك ينزل في السموات لتعرفه الملائكة وتنزل به إلى صاحب الرزق في الأرض فينفذ على صاحبه.
ولذلك قال الله تعالى في شأن الهدهد الموحد ومخاطبته سليمان {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [النمل:25] الخبء: أي الشيء الخفي المخبوء.
فهنا أدرك الهدهد أن الرزق مكتوبٌ في السماء قبل أن يكون واقعًا مقدرًا في الأرض.
وقد قال الله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات:22] وقال عن تنفيذ ماقسمه لكل مخلوق {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت:6] وقال {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} [هود:6].
إذًا فالرزاق سبحانه هو الذي يتولى تنفيذ العطاء الذي قدرهُ لأرزاق الخلائق لحظةً بلحظة، فهو المفيضُ بالأرزاقِ رزقًا بعد رزق ومبالغةً في هذا الإرزاق وهذا الإنفاق، ولذلك ليس من أحدٍ يُسمى بهذا الاسم إلا الله جل في علاه ولا ينبغي أن يوصف به بشر فلا يقال عن أحد أنه رزاق أبدًا لأن هذه صفه استأثر الله سبحانه وتعالى بها لنفسه.
ويروى عن امرأة أنه لما هددها زوجها بمنع النفقة قالت: "إنما أنت أكال" أي تأتي لنا بالأكل أما الرزاق فهو الله سبحانه وتعالى.
كلام العلماء على اسم الله الرزاق ودلالاته في حق الله تعالى:
قال ابن جرير:
هو المتكفل بأقواتهم {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ .
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء:79-80]
قال الخطابي:
هو المتكفل بالرزق القائم على كل نفس بما يقيمُها من قوتها فليس يختص بذلك مؤمنًا دون كافر ولا وليًا دون عدو.
ويعجبني قول لأحد الأخوة خاص باسم الله الرزاق إذ يقول: "إذا كان الله يرزق فلان الكافر كيف لا يرزقني؟".
فمهما ضاقت به السبل وقُدّر عليه رزقه دائمًا عنده يقين وحسن ظن بالله سبحانه وتعالى أن الله سيعطيه.
يقول الحُليني:
هو المفيض على عباده ما لم يجعل لأبدانهم قوامًا إلا به.
فالصحة رزق والعافية رزق، والمال رزق.
وقال: "هو الرزاق رزقًا بعد رزق والمكثر الموسع على عبيده سبحانه وتعالى".
قال السعدى:
الرزق نوعان:
رزق عام يشمل البر والفاجر والأولين والأخرين وهذا رزقُ الأبدان، ورزق خاص وهو رزق القلوب .
وهذا معنى هام جدًا في اسم الله الرزاق، فمتى تحدثنا عن "الرزاق" سبحانه تجد الناس انصرفت قلوبهم وعقولهم إلى رزق الأبدان فقط من المال وغيره.
ولكن أعظم الرزق هو رزق القلب ، وهو بأن يُغذيه الله تعالى بالعلم والإيمان هذا هو الرزقُ الحلال الذي يعين على صلاح الدين وهذا خاصٌ بالمؤمنين على مراتبهم بحسب ما تقتضيه حكمة الله تعالى ورحمته.
يقول النبي: «إن الله قسم بينكُم أخلاقكُم كما قسم بينكُم أرزاقكُم وإن الله عز وجل يعُطى الدنيا من يُحب ومن لايُحب ولا يُعطى الإيمان إلا من أحب» (صححه الألباني) هذا الحديث من حديث ابن مسعود (رواه الإمام أحمد وصححه الألباني).
أثر الإيمان باسم الله الرزاق:
الدرس الأول: التوكل
أول شيء يتعلمه العبد من اسم الله الرزاق أن يزداد ثقةً ويقينًا في ربه فلا يتوكل إلا عليه.
مشكلتنا أننا في مجتمع مادي تحكمه فلسفة مادية الكل متعلق فيه بالأسباب والنتائج، فمن يذاكر 3 ساعات سيحصل على تقدير جيد، ومن يذاكر 6 ساعات يحصل على تقدير جيد جدًا، وهكذا في كل أمورنا.
وتناسينا دور المعاني الإيمانية وتقوى الله في زيادة الرزق وفي التوفيق للمعالي.
وتناسينا أن الأسباب ما هي إلا وسائل وأن أرزاقنا في السماء قد قدرت من قبل إقدامنا على هذا السبب أو غيره وتناسينا أن هذه الأسباب نفسها ما هي إلا رزق يساق إلينا ليسوق غيره وركنّا إليها وتعلقت بها قلوبنا.
فأول شيء لتحقيق الإيمان بمعنى اسم الله الرزاق: التوكل، أن تسعى في اتخاذ الأسباب دون اعتماد عليها وتعلم تمامًا أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد شيئًا كان.
وإذا رزقت فانفق تزدد رزقًا..
ولا تعتمد على الادخار سببًا في حفظ الرزق..فإن هذا مما ينافي التوكل أيضًا.
روى (البزار وصححه الألباني) من حديث ابن مسعود «أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صُبرة من تمر فقال ماهذا يا بلال؟ قال: شيء ادخرته لغد أو أعد ذلك لأضيافك قال: أما تخشى أن يفور له بخار في نار جهنم يوم القيامة أنفق يا بلال ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً» (صححه الألباني).
صبرة من تمر: أي حفنة من التمر، ادخرها سيدنا بلال رضي الله عنه لأضياف النبي صلى الله عليه وسلم، فوجهه النبي إلى الإنفاق.
وهذا المعنى يكاد يكون مفقود في في زماننا، زمن الثلاجات..
يأتي الواحد منا باحتياجات الشهر في بيته ويقول ادخر للزمن.
بل أنفق أخي ولا تخش من ذي العرش إقلالاً، واترك أهل الحرص وحرصهم، ألا ترى الطير لا تملك خزائن لقُوتها ولا تملك ثلاجات ولا شيء ولكن تغدو خماصًا وتعود بطانًا كما قال النبي صلى اللهُ عليه وسلم: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا» (السلسلة الصحيحة :620).
وقد وكل الله ملكين ينزلان من السماء أحدهما يدعو لكل منفق والآخر يدعو على كل ممسك فيقول النبي صلى اللهُ عليه وسلم في الحديث الذي (رواه البخاري ) «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقًا خلفاً ويقول الأخر اللهم أعطِ ممسكًا تلفاً» ( صحيح البخاري ).
وتأمل في سورة الليل كيف ربط الله بين البخل والاستغناء عنه سبحانه فقال: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} [الليل:5] يبخل حين يحب المال ويصفه الله أنه إذا فعل فإنه بهذا يستغني عنه، لأنه يركن إلى ماله ويرى فيه الأمان والمستقبل والعزة فهل وجد في ماله ما يريد..كلا {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:5].
إنفاق الشيخ ابن باز:
يروى عن الشيخ ابن باز رحمه الله أنه كان ينفق ما يقارب 68 مليون ريال سعودى في السنة كلها في سبيل الله.
وروى أن امرأة مشلولة أرسلت له تشكو الله زهد الرجال في الزواج منها وأنها تتمنى بناء منزل يرغب الناس في الزواج منها..
فأرسل لها الشيخ 400 ألف ريال وأمر أن يبنى لها المنزل عسى أن يتقدم أحد للزواج منها.
الدرس الثاني: توحيد الله باسمه الرزاق.
صفة الرزق من صفات الربوبية التي لا يتصف بها سوى الرب الخالق وهذا معناه أن تعلقك بالأسباب يوقعك في شرك وقدح في توحيدك..
يقول الله تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} [الروم من الآية:40] فكما أن الله هو الخالق المحي المميت فكذلك هو وحده الرزاق، فلا أحد يستطيع أن ينسب الخلق إلا لله، وكذلك الإحياء والإماتة، فكذلك عليك ألا تنسب الرزق لغيره..
أن تتودد إلى مديرك وتتقرب إليه لأنه هو الذي يرزقك لا شك أن في هذا مخالفة، ومن تتنازل عن دينها مقابل بقائها في عمل تحتاج رزقها منه لا شك أن في هذا مخالفة..وهي ليست بالمخالفة الصغيرة بل الأمر متعلق بالتوحيد..فلا شك أنه يحتاج منّا لوقفات واستدراك.
الدرس الثالث:
كلما زادك الرزق قربًا من الله وازددت به إيمانًا فهو بشارة بزيادة محبة الله لك، ففي الحديث «وإن الله عز وجل يعُطى الدنيا من يُحب ومن لايُحب ولا يُعطى الإيمان إلا من أحب» (صححه الألباني). فانظر لرزقك ماذا فعل فيك؟
الدعاء باسم الله الرزاق:
ورد بالوصف كثيرًا عن النبي دعائه باسم الله الرزاق، من ذلك:
ما (رواه البخاري) من حديث أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: «لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، وارحمني إن شئت وارزقني إن شئت، ليعزم مسألته إنه يفعل مايشاء لا مكره له» (صحيح البخاري). فدلنا النبي أن ندعو الله تعالى ونوقن بالإجابة ونعزم في المسألة اللهم ارزقنا.
ومنها ما (رواه البخاري) أيضًا من حديث عمر قال: «اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك»
وكان من دعائه والحديث (رواه مسلم) «أن كان يقول اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً» (رواه مسلم) أعطهم قدر احتياجهم لا توسع عليهم فيطغوا ولا تقدر عليهم فيضيق عليهم فيجزعوا وإنما أعطهم ما يكفيهم وقنعهم بذلك.
أن النبي كان يعلم صحابته هذا الدعاء كان الرجل إذا أسلم علمه النبي الصلاة.
ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات «اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني» (رواه مسلم) خمس جمعت الخير كله في الدنيا والآخرة.
أن يغفر له تعالى ويرحمه ويكتُب له الهداية هداية التوفيق وكذلك يعافيه في الدنيا.
الفرق بين الاسمين بين اسم الله تعالى الرزاق وبين اسم الله الرازق
يقول: الرازق سبحانه هو الذي يرزق الخلائق أجمعين وهو الذي قدر أرزاقهم قبل خلق العالمين وهو الذي تكفل باستكمالها ولو بعد حين فلن تموت نفسا إلا باستكمال رزقها يقول النبي «أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم» (صححه الألباني).
في لفظ آخر عن أبى أمامة في مسند الشهاب من حديثِ أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي قال: «إن روح القدس نفث في روعي أنَّ نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله فإنَّ الله تعالى لا يُنال ماعنده إلا بطاعته».
إذن فالرازقُ فيه معنى الرزق المطلق، فهو يفيد ثبوت صفة الرزق لله عز وجل أما الرزاق فتفيد التكثير، أنه يرزق رزقا بعد رزق.
ولعلنا نذكر الآن بعض مفاتيح الرزق كأسباب يأخذ بها العبد لزيادة رزقه، منها:
1_ الاستغفار والتوبة {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} [نوح:12].
2_ التبكير في طلب الرزق يقول النبي: «اللهم بارك لأمتى في بكورها» (صحيح) ووقت البكور هو وقت ما بعد الفجر .
3_ التقوى {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [ الطلاق :2]
قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [الأعراف:96].
4_ اجتناب المعاصي قال الله {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم:41] ، وفي الحديث «إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه» (رواه السيوطي في الجامع الصغير رقم: 4262).
5_ التوكل: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} [الطلاق:3].
6_ التفرغ للعبادة: عكس مايقوله الناس والدليل عليه قول الله تعالى في الحديث القدسى «يابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى وأسدُّ فقرك وأملأ قلبك غنى وأملأ يديك رزقاً» وهذا اللفظ في (الحاكم) «يابن آدم تفرغ لعبادتي أملا قلبك غنى وأسدُّ فقرك وأملأ قلبك غنى وأملأ يديك رزقاً، يا ابن آدم لا تباعد مني فأملأ قلبك فقرًا وأملأ يديك شغلًا»
7_ المتابعة بين الحج والعمرة فإنها سبب للرزق لأن النبي قال «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة»
8_ كثرة الإنفاق في سبيل الله قال الله: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ:39] أنفق ينفق عليك.
9_ الإنفاق على من تفرغ لطلب العلم الشرعي: النفقة على طلبة العلم سبب للرزق، ففي الحديث أنه كان ثمة أخوان على عهد رسول الله وكان أحدهما يأتي النبي والآخر يحترف، فشكى المحترف أخاه إلى النبي فقال له النبي: «لعلك تُرزق به».
ونفصل هنا: بأن ليس المعنى أن يتفرغ الجميع لطلب العلم ، لا وإنما كل ميسر لما خلق له..
فطالب العلم لا نأمره بالعمل وخوض ميدان الحياة وما فيه من أوحال لأن طبيعته التي جبل عليها لا تناسب ذلك، فغالباً ما تجد من هذه صفته يحب الجلوس في البيت والعزلة والقراءة ولا يحب الاختلاط بالناس، فيكون في خروجه إلى العمل والحياة تبديد لقدراته التي لا يناسبها هذا المجال.
وقد تجد آخر لا يناسبه جو الطلب، بل يحب الخلطة والخروج وخوض غمار الحياة والحركة والتجريب ولا يصبر على الجلوس في المنزل أو تصفح كتاب، فهذا خلق ليكون في مجال آخر كالدعوة، فيدفعه حبه للحركة والخلطة وكراهيته للسكون والعزلة إلى التحرك بين الناس وملاطفتهم وبسط الحديث معهم ومجادلتهم..
فيكون ناجحًا في دعوته على عكس الأول.
إذا فالمقصود أن كلٌ ميسر لما خلق له، وأن الأحكام عامة على الجميع ولكلٍ فرصته في التخصص فيما يناسب مؤهلاته وقدراته التي جبل عليها لذا قال النبي للرجل لعلك ترزق به ، فلم يقلل من عمل أحدهما ولم يلم أحدهما لمعرفته بطبائع النفوس.
10_ صلة الرحم سببٌ لسعة الرزق «من سره أن يبسط له في رزقه وينسَأ له في أثره فليصل رحمه» (رواه البخاري)
11_ إكرام الضعفاء والإحسان إليهم النبي قال: «هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم» (رواه البخاري)
12_ الهجرة في سبيل الله .. يترك مكان الضيق إلى غيره ما فيه سعة في الرزق ولكن بضوابط الهجرة، وليس كما يحدث الآن بأن يهاجر أحدهم بالسنوات تاركًا زوجته وأولاده بحجة تأمين المستقبل مما يفتح أبواب الابتلاءات والفتن والفواحش على الزوجات.
قال الله تعالى: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [ النساء :ها100].