كَمُلَتْ ليَ الخمسونَ والخمسُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
كَمُلَتْ ليَ الخمسونَ والخمسُ | ووقعتُ في مرضٍ له نكسُ |
وَوُجِدْتُ بالأضدادِ في جَسَدِي | غُصْنٌ يلينُ وقامة ٌ تَقْسُو |
وتموتُ فيها الجنّ والإنْس | لحظَ الهصورَ جآذَرٌ خُنْسُ |
وابيضّ من فوديّ من شَعَري | وَحْفٌ كأنَّ سوادَهُ النِّقْس |
والعمر يذبل في منابته | غَرْسٌ، ويلبسُ نضرة ً غرس |
أصغيتُ للأيام إذ نَطَقَتْ | بالوعظ فهي نواطقٌ خرسُ |
وفهمتُ بعد اللبس ما شرحتْ | والشرحُ يذهبُ عنده اللبس |
أضحى بوحشتي المشيب، ولي | بعد الشباب بذكرهِ أنسِ |
ومُسايرا زمنين في عمري | مصباحُ ذا قمرٌ، وذا شمسُ |
دُنْيا الفتَى تفْنَى لذا خُلِقَتْ | وتموتُ فيهتا الجنّ والإنسُ |
إنَّا لأدمَ كلّنا ولدٌ | وَحِمامُنَا بحمامه جِنْس |
وأقلّ ما يبقى الجدار إذا | ما انهدّ تحت بنائه الأسُ |
يا ربّ إنّ النار عاتية ٌ | وبكلّ سامعة ٍ لها حَسّ |
لا تجعلنْ جسدي لها حطباً | فيه تُحَرَّقُ منّيَ النفس |
وارْفقْ بعيدٍ، لحظُهُ جَزِعٌ | يَوْمَ الحساب، ونُطْقُهُ همس |