تَنَهّدَ لما عن سِرْبُ النواهدِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تَنَهّدَ لما عن سِرْبُ النواهدِ | على بعدِ عهدٍ بالصبا والمعاهد |
وعطفُ قلوبٍ من دُماها بمنطقٍ | كفيلٌ بتأنيسِ الظباءِ الشوارد |
ذكرتُ الصبا والحانيات على الصبا | وهنّ لأجساد الصبا كالمجاسد |
فبرّح بي شوقٌ إليها معاوِدٌ | وناهيك من تبريحِ شوقٍ معاود |
على حينِ لم أركبْ عتاقَ صبابتِي | ولا ذُعِرْتُ في سِربْهنّ طرائدي |
متى تصدرُ الأحلامُ من غير فتنة | ومن غرضِ الأحداق بيض الخرائد |
لقد رادني روضاً من الحسن ناظري | فلي محلُ جسمٍ جرهُ خِصبُ رائدي |
وأصبحتُ من مسك الذوائب ذائباً | أما يقتلُ الآساد سمُّ الأساود |
وإني لذو قلب أبيٍّ حملته | ليحمل عني مثقلات الشدائد |
فلا غرو إن لانت لظبيٍ عريكتي | أنا صائدُ الضرغام والظبي صائدي |
أيا هذه استبقي على الجسم، إنَّني | كثيرٌ سقامي حيث قلَّت عوائدي |
مُسَاءٌ ببينٍ فرَّقتنا صروفه | عباديد إلاَّ في علوَّ المقاصد |
ظلمنا المطايا ظلم أيامنا لنا | لكلّ على الساري به صدر حاقد |
تكلفنا الهمَّات نيل مرادها | ومن للمطايا باتصال الفراقد |
مقاودها تفني قواها كأنها | مكاحل يفنى كحلها بالمراود |
وليلة أعطينا الحشاشات فضلة | من النوم صرعى بين غُبر الفدافد |
وقد وردت ماءَ الصباح بأعينٍ | نوائم في رأي العيون، سواهد |
فقلت لأصحابي ارفعوا من صدورها | فقد رفع الإصباح راية َ عاقد |
إذا نظمت شمل المنى بمحمدٍ | نثرنا على علياه درّ المحامد |
وأضحت لديه معتقاتٍ ومتعت | بخضر المراعي بين زرق الموارد |
همامٌ يهز الملكُ عطفيه كلما | علا الناس منه كعبُ أروعَ ماجد |
وأكبرُ يأوي من ذؤابة ِ يعربٍ | إلى ذروة البيت الرّفيع القواعد |
تلاقى الملوك الغرّ حول سريره | فمن راكع مضغيْ الجفون وساجدِ |
يكفُّون أبصاراً عن سميدع | تديمُ إليه الشمس نظرة حاسد |
إذا اقتادَ جيشاً ساطعَ النقع أنذرتْ | طلائعُهُ جيشَ العدو المكابد |
ومن يكُ بالنصرِ العزيزِ مؤيَّدا | مِنَ الله لا ينصبْ حبالَ المكايد |