دَعِ الذّميلَ إلى الغاياتِ وَالرَّتَكَا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
دَعِ الذّميلَ إلى الغاياتِ وَالرَّتَكَا | ماذا الطلاب أترجو بعدها دركا |
ما لي أكلفها التهجير دائبة | عَلى الوَجَى وَقِوَامُ الدّينِ قد هَلَكَا |
حل الغروض فلا دار ملائمة | وَلا مَزُورٌ إذا لاقَيتَهُ ضَحِكَا |
أمسى يقوّض عنا العز خلّفه | وثور المجد عنا بعد ما بركا |
اليَوْمَ صَرّحَتِ الجُلّى ، وَقد ترَكَتْ | بين الرجاء وبين اليأس معتركا |
تَمَثّلَ الخَطْبُ مَظْنُوناً لِتَالِفِهِ | فَسَوْفَ نَلقَاهُ مَوْجُوداً وَمُدّركَا |
رزيئة لم تدع شمساً ولا قمراً | ولا غماماً ولا نجماً ولا فلكا |
لو كان يقبل من مفقودها عوض | لأنفق المجد فيها كلما ملكا |
قد أُدْهشَ المُلكُ قبلَ اليَوْمِ من حذَرٍ | وَإنّمَا اليَوْمَ أذرَى دَمعَهُ وَبَكَى |
أمسَى بها عَاطِلاً مِنْ بَعدِ حِليَتِهِ | وَهادِماً مِن بِناءِ المَجدِ ما سَمَكَا |
مَنْ للجِيَادِ مَرَاعِيهَا شَكَائِمُها | يحمِلنَ شَوْكَ القَنا اللّذّاعَ وَالشِّككَا |
يطا بها تحت أطراف القنا زلقا | من الدماء ومن هام العدا نبكا |
من للظبى يختلي زرع الرقاب بها | حكم القصاقص لا عقل لما سفكا |
من للقنا جعلت أيدي فوارسه | من القلوب لها الأطواق والمسكا |
مَنْ للأسُودِ نَهَاها عَنْ مَطاعِمِها | فكم رددن فريسا بعد ما انتهكا |
من للعزائم والآراء يطلعها | مطالع البيض يجلو ضؤها الحالكا |
من للرقاق إذا أشفت على عطب | يغدو لها بُلَّغاً بالطول أو مسكا |
مَنْ للخُطُوبِ يُنَجّي مِن مَخالبِها | وَيَنزِعُ الظُّفْرَ مِنها كُلَّما سَدِكَا |
ومن معشر أخذوا الفضلى فما تركوا | مِنها لِمَنْ يَطْلُبُ العَلْيَاءَ متّرَكَا |
قدّوا من البيض خلقاً والحيما خلقاً | عِيصاً ألَفّ بعيصِ المَجدِ فاشتَبَكَا |
لَوْ أنّهُمْ طُبِعُوا لمْ تَرْضَ أوْجُهُهم | دراري الليل لو كانت لها سلكا |
هم أبدعوا المجد لا إن كان أولهم | رَأى مِنَ الجِدّ فِعلاً قَبلَهُ فحَكَى |
الراكبين ظهوراً قلما ركبت | والمالكين عناناً قلما ملكا |
هيهات لا ألبس الأعداء بعدهم | يَوْمَ الجِرَاءِ، لِجَاماً يَقرَعُ الحَنَكَا |
ولا أريحت على العلياءِ حافلة | لها سنام من الأجمام قد تمكا |
يا صَفْقَة ً مِنْ بَيَاعٍ كُلُّهَا غَرَرٌ | مِن ضَامنٍ للعُلى من بَعدِها الدَّرَكَا |
خَلالهَا كلُّ ذِئبٍ مَعْ أكِيلَتِهِ | من واقع طاروا من عاجز فتكا |
الموت أخبث من أن يرتضي أبداً | لا سُوقَة ً بَدَلاً مِنهُ وَلا مَلِكَا |
كَالعِلقِ وَالعِلقِ لَوْ خُيّرْتَ بَينَهُما | لمْ تَرْضَ بالدّونِ يوْماً أن يكونَ لكَا |
رَاقٍ تَفَرّدَ بالإحْسَانِ يَفرَعُهَا | وَزَايَدَ النّجمَ في العَلْيَاءِ وَاشتَرَكَا |
اللين يمطيك من أخلاقه ذللاً | وَالضّيمُ يُخرِجُ مِنهُ الآبيَ المَعِكَا |
غمر العطية لا يبقي على نشب | وإن رأى قُلبيَّ الرأي محتنكا |
لا تتبعوا في المساعي غير أخمصه | فأخصر الطرق في العلياء ما سلكا |
ما مِثْلُ قَبرِكَ يُستَسقَى الغَمَامُ لَهُ | وَكَيفَ يَسقي القُطارُ النّازِلَ الفَلَكَا |
لا يُبْعِدِ اللَّهُ أقْوَاماً رُزِئْتُهُمُ | لو ثلموا من جنوب الطود لا أنهتكا |
فقدتهم مثل فقد العين ناظرها | يبكي عليها بها يا طول ذاك بكا |
إذا رَجَا القَلبُ أنْ يُنسِيهِ غُصّتَهُ | ما يحدث الدهر أدمى قرحه ونكا |
إنْ يَأخُذِ المَوْتُ مِنّا مَن نَضَنُّ بهِ | فَمَا نُبَالي بِمَنْ بَقّى وَمَن تَرَكَا |
إني أرى القلب ينزو لأدكارهم | نزو القطاطة مدوا فوقها الشركا |
لا تُبصِرُ الدّهرَ بَعدَ اليَوْمِ مُبتَسِماً | إن الليالي أنست بعده الضحكا |