خُطُوبٌ لا يُقَاوِمُهَا البَقَاءُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
خُطُوبٌ لا يُقَاوِمُهَا البَقَاءُ | و احوال يدب لها الضراء |
و دهر لا يصح به سقيم | وَكَيْفَ يَصُحّ، وَالأيّامُ داءُ |
و املاك يرون القتل غنما | و في الاموال لو قنعوا فداء |
هم استولوا على النخباء منا | كما استولى على العود اللحاء |
مقام لا يجاذبه رحيل | و ليل لا يجاوره ضياء |
سَيَقطَعُكَ المُثَقَّفُ مَا تَمَنّى | و يعطيك المهند ما تشاء |
بلونا ما تجيء به الليالي | فَلا صُبْحٌ يَدُومُ وَلا مَسَاءُ |
وَأنْضَيْنَا المَدَى طَرَباً وَهَمّاً | فَمَا بَقِيَ النّعِيمُ وَلا الشّقَاءُ |
إذا كَانَ الأسَى داءً مُقِيماً | فَفي حُسْنِ العَزَاءِ لَنَا شِفَاءُ |
وَمَا يُنجي مِنَ الأيّامِ فَوْتٌ | ولا كد يطول ولا عناءُ |
تنال جميع ما تسعى إليه | فَسِيّانِ السّوَابِقُ وَالبِطَاءُ |
وَمَا يُنْجي مِنَ الغَمَرَاتِ إلاّ | ضراب أو طعان أو رماء |
وَرُمْحٌ تَستَطيلُ بِهِ المَنَايَا | وَصَمْصَامٌ تُشَافِهُهُ الدّمَاءُ |
و أني لا أميل إلى خليل | سفيه الرأي شيمته الرياء |
يسومني الخصام وليس طبعي | وَمَا مِنْ عَادَة ِ الخَيْلِ الرُّغَاءُ |
أقُولُ لِفِتْيَة ٍ زَجَرُوا المَطَايَا | وخف بهم على الابل النجاء |
على غوراء تشتجر الاداوى | بعرضتها وتزدحم الدلاء |
رِدُوا وَاستَفضِلُوا نُطَفاً، فحَسبي | من الغدران ما وسع الإناء |
و بعدكم أناخ إلى محل | يطلق عنده الدلو الرشاء |
تقلص عن سوائمه المراعي | وتحرز درة الضرع الرعاءُ |
إذا ما الحر اجدب في زمان | فعفته له زادٌ وماءُ |
ارى خلقاً سواسية ولكن | لغَيرِ العَقْلِ مَا تَلِدُ النّسَاءُ |
يشبه بالفصيل الطفل منهم | فَسِيّانِ العَقِيقَة ُ وَالعَفَاءُ |
تصونهم الوهاد واي بيت | حمى اليربوع لولا النافقاءُ |
هُمُ يَوْمَ النّدَى غَيْمٌ جَهَامٌ | وفي اللاواء ريح جربياءُ |
قِرًى لا يَستَجيرُ بهِ خَمِيصٌ | وَنَارٌ لا يُحَسّ بِهَا الصِّلاءُ |
وَضَيْفٌ لا يُخَاطِبُهُ أديبٌ | وجار لا يلذ له الثواءُ |
هوى بدر التمام وكل بدر | ستقذفه الى الارض السماءُ |
وَعِلْمي أنّهُ يَزْدادُ نُوراً | ويجذبه عن الظلم الضياءُ |
أمرّ بداره فاطيل شوقاً | وَيَمْنَعُني مِنَ النّظَرِ البُكَاءُ |
تَعَرّضُ لي فَتُنْكِرُها لِحَاظي | مُعَطَّلَة ً كَما نُقِضَ الخِبَاءُ |
كَأنّي قَائِفٌ طَلَبَ المَطَايَا | على جدد ابعثره الظباءُ |
فَإنّ السّيْفَ يَحْبِسُهُ نِجَادٌ | ونبت الارض تنوم وآاءُ |
وقد كان الزمان يروق فيها | وَيَشرَبُ حُسنَها الحَدَقُ الظّمَاءُ |
وَدارٌ لا يَلَذُّ بِهَا مُقِيمٌ | ولا يغشى لساكنها فناءُ |
تخيب في جوانبها المساعي | وَيُنقَصُ في مَواطِنِها الإبَاءُ |
وَما حَبَسَتكَ مَنقَصَة ٌ، وَلكِنْ | كَرِيمُ الزّادِ يُحرِزُهُ الوِعَاءُ |
فَلا تَحزَنْ عَلى الأيّامِ فِينَا | إذا غَدَرَتْ، وَشِيمَتُنا الوَفَاءُ |
فان السيف يحسبه نجاد | ويطلقه على القمم المضاءُ |
لئن قطع اللقاء غرام دهر | لما انقطع التودد والاخاءُ |
و مابعث الزمان عليك إلا | وُفُورُ العِرْضِ وَالنّفسُ العِصَاءُ |
وَلَوْ جَاهَرْتَهُ بِالبَأسِ يَوْماً | لابرأ ذلك الجرب الهناءُ |
و كنت إذا وعدت على الليالي | تمطر في مواعدك الرجاءُ |
وَأعْجَلَكَ الصّرِيخُ إلى المَعَالي | كما يستعجل الابل الحداءُ |
وَأيّ فَتًى أصَابَ الدّهْرُ مِنّا | تُصَابُ بِهِ المُرُوءَة ُ وَالوَفَاءُ |
صَقيلُ الطّبْعِ رَقْرَاقُ الحَوَاشِي | كما اصطفقت على الروض الاضاءُ |
ينال المجد وضاح المحيا | طويل الباع عمته لواءُ |
كلام تستجيب له المعالي | وَوَجْهٌ يَستَبِدّ بِهِ الحَيَاءُ |
فَلا زَالَتْ هُمُومُكَ آمِرَاتٍ | على الايام يخدمها القضاءُ |
تجول على ذوابلك المنايا | وَيَخطِرُ في مُنَازِلِكَ العَلاءُ |