برُؤمِ السّيُوفِ وَغَرْبِ الرّمَاحِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
برُؤمِ السّيُوفِ وَغَرْبِ الرّمَاحِ | عقدنا لواء العلى والسماح |
وَكُلِّ غُلامٍ حَيِيِّ اللّحَاظِ | يَلْقَى الطّعَانَ بِرُمْحٍ وَقَاحِ |
إذا مُطِلَ الثّارُ جَرَّ القَنَا | نشاوى تقاضى صدور الصفاح |
فأغمَدَها في احْمِرَارِ الشّقِيـ | وجردها في بياض الاقاح |
بكل فلاة تقود الجياد | تَعْثرُ فِيهَا بِبَيْضِ الأداحي |
فليلجم اعناقها بالجبال | وينعل ارساغها بالبطاح |
وَأشْقَرَ يَسْرِقُ صِبْغَ المُدا | انهبت جلدته للسلاح |
اذا يابس الماء بل الحزام | طارت به غلواء المراح |
تجول القرون باعطافه | مَجالَ الفَوَاقِعِ في كَاسِ رَاحِ |
يشق الظلام بسيف الضحى | وَيَرْمي الغُدُوَّ بسَهمِ الرّوَاحِ |
فيا راكب العجز مرخي العنان | للذّلّ يَخبِطُ، وَالعِزُّ ضَاحِ |
تقاض المطالب واستنبط الــ | ـرّجَاءَ وَنَبّهْ عُيُونَ النّجَاحِ |
فَلَوْلا المَطامِعُ تَحدُو الطّلابَ | لمَا خَفَقَتْ قادِمَاتُ الجَنَاحِ |
وما العيش عندي الا الاباء | وبعدي عن المنزل المستباح |
أُحِبُّ الخِيَامَ وَسُكّانَهَا | وَأحْسُدُ كُلّ بَعِيدِ المَرَاحِ |
وَأغْبِطُ كُلّ فَتًى لا يَزَالُ | عِبْئاً عَلى الزّاعِبَاتِ القِمَاحِ |
يُخَاطِرُ فِيهَا بِعَقْزِ السَّوَامِ | وَيَشْرَبُ مِنْهَا لِبَانَ اللَّقَاحِ |
طروب المسامع اين استقل | صَهِيلُ الجِيَادِ وَجَرْسُ النّبَاحِ |
وَمَنْ لي بِأنْ أتَلافَى الخُطُوبَ | ان نافرتني صدور الرماح |
وَمَنْ لي بِتَقْبِيلِ كَفّ الزّمَا | ن من قبل توقيعها باطراحي |
كَبَا الدّهْرُ بَيْني وَبَينَ المُنَى | وَطَالَ بزَنْدِ الرّجَاءِ اقتِداحي |
ارى الحلم يطوي سباب الرجال | والجهل ينشره في التلاحي |
فيُحسَبُ عَيّاً سُكوتُ الحَليمِ | وَيُعطَى السّفيهُ حُظُوظَ الفِصَاحِ |
أُكَاشِرُ أبْنَاءَ هَذا الزّمَانِ | وَأهْزَأُ مِنْ نُبْلِهِمْ بامْتِداحي |
فَبَينَ البَوَاطِنِ حَلُّ الطّلاقِ | وَبَينَ الظّوَاهِرِ عَقْدُ النّكَاحِ |
وَإنّي لأحْفَظُ غَيْبَ الخَليلِ | إنْ ضَاعَ وَاسْتَلَبَتْهُ اللّوَاحي |
واني لاقصف بطش الفتى | وَلَوْ رَدّ بَاعَ القَضَاءِ المُتَاحِ |
تَكَدّرُ دُوني نِطَافُ الكَلامِ | وَأصْقُلُهَا بِالبَيَانِ الصُّرَاحِ |
أُدافِعُ بالجِدّ عَنْ غَايَة ٍ | وَلَوْ شِئْتُ بُلّغْتُهَا بِالمُزَاحِ |
أُرَاني سَيُخْلِقُ عُمرِي الزّمَانَ | وكل ظلام جديد الصباح |
زجرت السرور فما يجتنى | بغير العلى طلبي وارتياحي |
فَبِاللَّهِ يَا نَشَوَاتِ الشَّمُولِ | عُودي إلى نَفَحَاتِ الرّيَاحِ |
وَصُوني عَنِ السّكْرِ مَن لا يزَالُ | يُنَدّي المُدامَ بِمَاءِ القَرَاحِ |
اعاف ابنة الكرم لا ابن الغمام | بين غبوقي وبين اصطباحي |
يَمُرّ الغِنَاءُ فَيَعْتَاقُني | وعشق الحروب ثني من جماحي |
وَلَوْ لمْ أُغَنّ بِذِكْرِ السّيُوفِ | لَقَلّ عَلى النّغَماتِ ارْتِيَاحي |
وَسَمْرَاءَ تَرْشُفُ ظَلْمَ القُلُو | قذافة ٍ بالنجيع المباح |
تُطَارِدُ في كُلّ مَلْمُومَة ٍ | منطقة ٍ بالعوالي رداح |
تُرِيقُ عَلَيْها كُؤوسَ الدّمَا | بالطعن والموت نشوان صاح |
فنَخضِبُ فيها جِبَاهَ الظُّبَى | وَنُرْمِدُ فِيهَا عُيُونَ الجِرَاحِ |
كأنّا نَرَى الضّرْبَ نَحرَ السّوَامِ | ونحتسب الطعن ضرب الصفاح |
فمَنْ ذا أُسَامي، وَجَدّي النبيُّ | أمْ مَنْ أُطاوِلُ أمْ مَنْ أُلاحي |
انا ابن الائمة والنازلين | كُلَّ مَنيعِ الرُّبَى وَالبَرَاحِ |
وايد تصافح ايدي الكرام | وَإنْ نَفَرَتْ مِنْ أكَفْ الشِّحاحِ |
اذا استصرخوا عصفوا بالصباح | بين الظبي والوجوه الصباح |
وسالوا الى الطعن سيل القنا | ومالوا على الضرب ميل الصفاح |
نشرنا على عذبات الرياح | حِ كُلَّ لِوَاءٍ صَقيلِ النَّوَاحي |
وَأحْسَابُنَا سَامِيَاتُ الأُنُوفِ | بَينَ المَقَامِ وَبَينَ الضُّرَاحِ |