إلى كَمِ الطَّرْفُ بالبَيْداءِ مَعقُودُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
إلى كَمِ الطَّرْفُ بالبَيْداءِ مَعقُودُ | وكم تشكى سراي الضمر القود |
تَعِلّة ٌ ليَ، بَعْدَ القُرْبِ، تَوْلِيَة ٌ | عَنِ المَقَامِ، وَبَعْدَ النّوْمِ تَسهيدُ |
يا دار ذل لمن فارقت قعدته | والعز أولى بمن علقت يابيد |
أرْمي بِأيْدي المَطَايَا كُلَّ مُشْتَبِهٍ | تنبو باخفاقها عنه الجلاميد |
وكل ليل تظل النجم ظلمته | قلب الدليل به حيران مزؤود |
وغلمة في ظهور العيس ارقهم | هَمٌّ شَعَاعٌ، وَآمَالٌ عَبَادِيدُ |
مُلَثَّمِينَ بِمَا رَاخَتْ عَمَائِمهُمْ | وكلهم طرب للبين غريد |
لا آخُذُ الطّعْنَ إلاّ عَنْ رِمَاحِهِمُ | إذا تَطاعَنَتِ الشُّمُّ المَنَاجِيدُ |
وَرُبّ أمْرٍ بَعِيدِ الغَايِ قَرّبَني | منه السوابق والبذل المقاحيد |
أُذَمّ مِنْ أجْلِ أشْعَارِي فَوَا عَجَبا! | نَجَايَ مِنْ ضِيقِها سَمرَاءُ قَيدُودُ |
مالي بغير العلى في الارض مضطرب | وَلا لجَنْبي بِغَيرِ العِزّ تَمْهِيدُ |
وَلا خَطَوْتُ إلى بَأسٍ وَلا كَرَمٍ | إلاّ وَمَوْضِعُ رِجْلي مِنْهُ مَوْجُودُ |
ضَاعَ الشّبابُ، فقلْ لي أينَ أطلُبُهُ | وَازْوَرّ عَنْ نَظرِي البيضُ الرّعاديدُ |
وَجَرّدَ الشَّيبُ في فَوْدَيّ أبيَضَهُ | يا لَيْتَهُ في سَوَادِ الشَّعْرِ مَغمُودُ |
بيض وسود براسي لا يسلطها | عَلى الذّوَائِبِ إلاّ البِيضُ وَالسّودُ |
يُؤمِّلُ النّاسُ أنْ يَبقَوا وَما عَلِمُوا | أنّ الفَتَى ليَدِ الأقْدارِ مَوْلُودُ |
شُغِلْتُ بالهَمّ حَتّى مَا يُفَرّحُني | لولا الخليفة نور وز ولا عيد |
وَإنْ طَغَى بَيْنَنَا نَأيٌ وَتَبْعِيدُ | |
مُحَسَّدُ المَجدِ مَغبُوطٌ مَناقِبُهُ | متيم القلب بالعلياء معمود |
كريم ما ضم برداه وعمته | عفيف ما ضمنت منه المراقيد |
مطهر القلب لا انهلت مدامعه | وجدا وما حقر الانفاس تصعيد |
ما راق عينيه الا ما اقرهما | من المكارم لا عين ولا جيد |
المورد الرمح ما نالت عوامله | وَالمُطْعِمُ العَضْبَ ما عَزّاهُ تَجرِيدُ |
والقائد الخيل يمطو في اعنتها | مطو النعام اضلتها القراديد |
في كُلّ يَوْمٍ لَهُ نُعْمَى يُجَدّدُها | تَملا يَدي، وَلقَوْلي فيهِ تجديدُ |
وما اسر بمال لا اعز به | وَلا ألَذّ بِرَأيٍ فيهِ تَفْنِيدُ |
لَيسَ السّرَاءُ بغَيرِ المَجدِ فائِدَة ً | وَمَا البَقَاءُ بِغَيرِ العِزّ مَحْمُودُ |
جُرْحُ الحِمامِ وَلا جُرْحُ الأذى أبَداً | والموت عند طروق الضيم مورود |
صارت اليك امير المؤمنين على | غراء احرزها اباؤك الصيد |
مِنْ هاشِمٍ أنْتَ في صَمّاءَ شَاهِقَة ٍ | لهَا رِوَاقٌ بِبَاعِ المَجْدِ مَعمُودُ |
نهاية العز ان تبقى له ابدا | وغاية الجود ان تبقى لك الجود |
لاي حال يداري القلب غلثه | رَجَاءَ وِرْدٍ وَوِرْدي منكَ تَصرِيدُ |
قد كنت عن عدد الايام في شغل | فاليوم عامي لوعد منك معدود |
الام فيك واذني غير سامعة | فاللؤم مطرح والعذل مردود |
يَرُومُ مُلكَكَ مَن لا رأيَ يُنجِدُهُ | ولا فخار ولا بأس ولا جود |
وكيف يطلب شأواً منك ذو ظلع | باقي غبارك في عينيه موجود |
ما كل بارقة تحدو السحاب ولا | |
يستفزه الخيل والاقدار تحصره | ويستطيل العوالي وهو رعديد |
لا تحفلن بوعيد زل عن فمه | فَما يَضُرّ مِنَ المَغرُورِ تَوْعِيدُ |
وَلا يُؤمَّلُ أنْ يَلْقَاكَ في عَدَدٍ | ان اصحر الليث اخفى شخصه السيد |
ولو بسطت يمينا بالعراق اذا | نَالَتْهُ، وَهْوَ بَعِيدُ الدّارِ مَطْرُودُ |
أُعِيذُ مَجدَكَ أنْ أبقَى عَلى طَمَعٍ | وان تكون عطاياي المواعيد |
وان اعيش بعيدا من لقائكم | |
ما لي احب حبيباً لا اشاهده | ولا رجاي الى لقياه ممدود |
وَأُتْعِبُ القلْبَ فيمَنْ لا وِصَالَ لَهُ | ياللرجال اقل الخرد الغيد |
اكثرت شعري ولم اظفر بحاجته | فَسَقّني قَبْلَ أنْ تَفنَى الأغاريدُ |
قد جاء عيد وعيد المرء لذته | وانت فيهم عظيم القدر محمود |
عيش الفتى كله وقت يسر به | من الدنا وجميع العيش مفقود |
فَاسْعَدْ بِهِ، وَبأيّامٍ طُرِفْنَ بهِ | إنّ العَزِيزَ عَلى العِلاّتِ مَسعُودُ |
قَلِيلُ مَدْحِكَ في شِعْرِي يُزَيّنُهُ | حتى كأنّ مقالي فيك تغريد |
كم خوض الناس في قولي وقائله | وَكَمْ غَلا بيَ إغْرَاقٌ وَتَجوِيدُ |
اذم من اجل اشعاري فوا عجنا | تُذَمّ إنْ جَنَتِ الخَمرَ العَناقِيدُ |
وما شكوت لان العز يقعدني | وانت سيفي ويوم الروع مشهود |