في العشر الأواخر وزكاة الفطر
مدة
قراءة المادة :
24 دقائق
.
إنَّ الحمد لله، نَحمده ونستعينُه ونستغفِرُه، ونتوبُ إليْه، ونعوذُ به من شُرور أنفُسِنا ومن سيِّئات أعمالِنا، مَن يهْدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحْدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوْم الدِّين.
أمَّا بعدُ، فيا أيُّها النَّاس، اتَّقوا الله تعالى حقَّ التَّقوى.
عبادَ الله:
من حِكْمة الرَّبِّ جلَّ وعلا تفاوُتُ العِباد في أرْزاقِهم، واختلافُهم ما بين مُقِلٍّ ومُكْثِر، وما بين واجدٍ وبينَ ما هو معدم، وكلُّ هذا التفاوُت في الأرزاق، كلُّ هذا التفاوُت في الأرزاق لحكمةٍ يعلَمُها جلَّ وعلا وهو الحكيم، {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [سبأ:36].
فالتَّفاوُت في الأرزاق -أيُّها المسلِم- لِحكمةٍ أرادها ربُّنا، فهي ابتلاءٌ وامتِحان، ابتلاءٌ للغنيِّ الذي رُزِقَ المالَ، ووُسِّع عليه، وزلِّلتِ الصِّعاب أمامَه، فكان كلُّ خطوةٍ يَخطوها يربَح من ورائِها خيْراتٍ تزدادُ وعظاتٍ تتوالَى، هذا يُبْتلى بِهذا المال، أيكون شاكرًا لله على إنْعامه وإفْضاله، معترفًا للواهب بالفضْل والإحسان، وأنَّ هذا من فضل الله عليْه لا مجرَّد حولِه وقوَّتِه وأسبابِه التي هُدِيَ إليها كلها بتوفيقٍ من الله، فهو الذي هداه للأسباب النَّافعة، وهو الذي يسَّر له الأمور، فيكتب أن يقوم بِحقِّ هذا المال أم لا.
هل هذا المال سببٌ لأشَرِه وطُغيانه وبطَره وتكبُّره؟ {كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى.أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} [العلق:6،7].
أم يكون هذا المالُ سببًا في صلاح القَلْب، وسببًا لبذْلِه وإنْفاقه، وسببًا يُقَرِّبُه إلى الله زُلْفى، ويُنفِق ما يرفع الله به درجاتِه بالدَّار الآخِرة.
ويُبْتلى الفقيرُ بقلَّة المال، هل يكونُ صابرًا شاكرًا للَّه، راضيًا برزق الله، مطمئنَّة نفسُه، (قدْ أفلح مَن أسلم، ورُزِقَ كفافًا، وقنَّعه الله بِما آتاه)، وربُّنا جلَّ وعلا قد أذلَّ قومًا خدعَتْهم الأموال، وظنُّوا أنَّ المال هو الغاية في كلِّ الأمور.
قال تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ.نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ} [المؤمنون:55، 56].
وقال: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ} [سبأ: 37] فما أموالُكم ولا أولادُكم بالَّتي تقربكم عندنا زُلفى إلا مَن آمَن وعمِل صالحًا، فالأموال وحدَها لا تقرِّب، إنَّما يُقرِّب العبدَ إلى الله أعمالُه الصالحة، التي عملها.
أيُّها المسلم:
هذا المال فتنة، كما قال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن:15].
إنَّ هذا المال بلاءٌ إلا مَن أعانه الله على حقِّه فأدَّاه كاملًا، هذا المال بلاءٌ وامتِحان، يوفِّق الله مَن شاءَ مِن عبادِه فيتخلَّص من مصائب الأموال، ويؤدِّي الحقوقَ الواجبةَ عليْه حامدًا وشاكرًا لله، مُثْنيًا على الله بِما هو أهلُه.
أيُّها المسلم:
إنَّ الله سبحانه وتعالى أوْجَب على الأغنياء زكاةً في أموالهم، هذِه الزَّكاة هي الرُّكن الثَّالث من أركان الإسلام، في كتاب الله في آيٍ من القُرآن: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ} [البينة:5].
وقال: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة:43].
وقال: {فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة:5].
وفي آيةٍ أُخرى: {فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة:11].
وجوبُها في الكِتاب والسُّنَّة وأجْمع المسلِمون عليْها إجْماعا قطعيًّا، وأنَّ مَن جَحَد وجوبَها أو شكَّ في ذلِك فهذا كاذبٌ غيْرُ مُسلِم، مرتدٌّ عن الإسلام والعياذ بالله، ومَن بَخِل بِها أوِ انتقص شيئًا منها كان ظالمًا لنفْسِه.
أيُّها المُسلم:
هذه الزَّكاة الشَّرعيَّة التي أوجبها الله على الأغنياءِ أوجَبَها لحِكْمٍ عظيمة، وأسرارٍ يعلم العبادُ شيئًا وتخفى عليهم أشياء، ولقد بيَّن الله عزَّ وجلَّ لنا الحِكمة من الزَّكاة، فقال في فرضيَّة الزكاة: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة:103].
خُذ من أموالِهم صدقةً تطهِّرهم وتزكِّيهم بِها، فانْظُر إلى هَذَيْن الأمرَيْن العظيمَيْن: الطَّهارة والزَّكاة، أوَّلًا تطهِّرهُم، فالزَّكاة طُهْرة للمال، فإنَّ أيَّ مالٍ لَم تُؤَدَّ زكاتُه فإنَّه مال مُشتمِل على الأوساخ والأدناس، باقٍ شرُّه وضرَرُه فيه.
والزَّكاة تُطَهِّره وتَستخلص أوساخَه وأدناسه، وتَجعلُه مالًا نقيًّا نظيفًا لا قذارةَ فيه من الأدْناس والأوساخ، وهي أيضًا تُطَهِّر ذاتَ المزكِّي، تُطهِّر قلبَه من الشُّحِّ والبُخْل والأنانيَّة، وتَجعلُه قلبًا رقيقًا يعطِف على المسلمين، ويرحَم ضعيفَهم ويُواسي مُحتاجهم، يفرِّج همًّا وييسِّر على معْسِر، ويكشِف كربًا ويُعينُ على النوائبِ، وهي أيضًا تزكِّي المال، فهي سببٌ لزيادتِه وبركتِه وسلامتِه من الآفات، وفي الحديث يُرْوى: «ما هلَك مالٌ في برٍّ ولا بَحرٍ إلا بِمَنْع الزَّكاة».
(قال عنه الألباني منكر).
أيُّها المسلِم:
إنَّ الزكاة سبب لرحمة الله؛ يقول جلَّ وعلا: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:156].
فإذا رحِمْت عباد الله فإنَّ رحْمتك بالمساكين سببٌ لتَقْواك لله «ارحَموا مَن في الأرْضِ يرحَمكم مَن في السماء، الرَّاحِمون يَرْحَمُهم الرحْمن» (صححه الألباني).
إنَّ إخراج الزَّكاة يَجعل المجتمع المسلم مُجتمعًا مُتراحِمًا متعاطِفًا، فيه التعاطف والتكاتُف ما بين أفرادِه، فلا يبقى فقيرٌ بين أغنياء، ولا يبقى جائعٌ بين أُناسٍ في شبع، ولا عارٍ بيْن أناس قد اكتَسَوْا، بل ينظر بعضُهم إلى بعض، ويرحَم بعضُهم بعضًا، ويُحسن بعضهم إلى بعض، وأداءُ الزَّكاة سببٌ لِنَيْل رحْمة الله، والفَوْزِ بِجنَّته.
قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.وَعَدَ اللَّهُ المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} [التوبة:71،72].
أيُّها المسلِم:
فإذا رحِمْتَ الفقيرَ رحِمَك الله، وإذا أحسنْتَ إليْه أحسَنَ اللهُ إليْك، {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ} [البقرة:195].
إنَّ إخراج الزَّكاة دليلٌ على قوَّة الإيمان، وعلى التَّسليم لِله بالتِزام الواجب، فمَنْ أدَّى زكاة مالِه دليلٌ على قوَّة إيمانِه، إذِ المالُ مَحبَّتُه، مَحبوسٌ حبُّه في النُّفوس، {وَتُحِبُّونَ المَالَ حُبًا جَمًا} [الفجر:20].
فإذا أخرجَ هذا المالَ، وخالَف هواه ونفسَه الأمَّارة بالسُّوء، وعصى إبليسَ دلَّ على صِدْق الإيمان وقوَّة اليقين؛ {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:268].
إنَّ أداءَك للزَّكاة سببٌ لِمحبَّة الفُقراءِ إليْك، ونظرِهم إليْك بأنَّك ذُو النَّفس الأبيَّة الطيِّبة الشيمة، الرَّحيمُ بِهم والمُحسِن إليْهم، إنَّ أداء الزَّكاة يَجعل المجتمع مُترابطًا بعضُه ببعض، متكاتفًا متعاونًا، يرحم قويُّه ضعيفَه ويُحسِنُ غنيُّه إلى فقيرِه تتقلَّص الجرائم، وتقلُّ السَّرِقات، ويكثُر الخَيْر، وينتظِم المجتمع على خير، وإذا قال الله للمؤمنين: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29].
فالرحْمة تكون بالإحْسان، وبذْل المعروف، وأداء الحقِّ الواجب.
أيُّها المسلم:
أدِّ زكاة مالِك طيِّبة بِها نفسُك، شاكرًا لله على نعمتِه؛ حيث أعطاك الكثيرَ، ورضيَ منك باليسير، فاحْمَده جلَّ وعلاعلى فضْلِه، وأعطِ هذه الزَّكاةَ، واللهُ سيجلِبُها عليْك، {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ:39].
أيُّها المسلم:
إنَّ هذه الزَّكاة لم يُتْرَك أمرُها لاجتِهاد البشر، لَم يترك أمرُها لاجتِهاد البشر، بل جاء تَحديدُها في كتاب الله؛ لأنَّه العليم بعبادِه {؛ أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ} [الملك:14].
فأوجبها ربُّنا لأصنافٍ ثَمانية، قال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:60].
نعم، إنَّه عليمٌ، وإنَّه حكيم، يضَع الأشياءَ مواضِعَها، جلَّ وعلا، فهذِه الأصنافُ الَّذين يستحقُّون الزَّكاة.
فتُعْطي الفقيرَ والمِسْكينَ الَّذي لا يَجِد كفايته، أو يَجِد بعضَها لكن لا يَجِدها كلَّها، تُعْطِي أولئِك الَّذين ليس بأيديهِم نقودٌ ولا لهم مُرَتَّبات ثابتة، وليس لَهم على غيْرِهم صدقاتٌ واجبة، وليس لهم موارد لا مصانعُ قائمة، ولا أقارب تبرُّ عليْهِم، بل حالتُهم حالةُ فقرٍ تزري بِحالهم، فتُعْطيهم على ما يُعينُهم على سَنَتِهم، إنِ استَطَعْت لذلك.
تعْطِي -يا أخي- العامل عليها، والعاملون عليْها هُم مَن يبعَثُهم قائمُ الأمة ليأخذوا الزَّكاة من أهلها، أمَّا الذين تبعثُهم أنت، فتُعْطِيهم أنتَ هؤلاء من خارجِ الزَّكاة؛ لأنَّه واجبٌ عليْك، فتعطي مَن يُعينُك على قضاءِ هذا الواجب.
وتُعْطي المؤلَّفة قلوبُهم الذين يُرْجى أن يُسْلِموا أو يقوى إيمانُهم، أو يُدْفَع شرُّهم عن المسلمين، فقد استعمل الإسلام الإحسان مع مَن هُم ليْسوا على طريقتِك، إذا رحِمْت فقيرَهم وأحسنتَ إلى مُحتاجِهم، فربَّما كان هذا الإحسان سببًا في هدايتِه، وصلاحِ قلْبِه ورُجوعِه إلى الطَّريق المستقيم.
وتعطي -يا أخي- في الرِّقاب المأسورة.
وتُعْطي -يا أخي- الغارمين، والغارمون على قِسمين: غارم تحمَّل ديونًا ليْستْ له ذاتيًّا، وذلك لدَفْعِ شرورٍ وإصلاحِ شأن أُمَّة، فهذا يُعْطى لأنَّها مصلحةٌ لأجْلِ أمَّة جمعاء، ويُعطى الغارم الذي تَحمَّل الدُّيون لمصلحة نفسِه، تَحمَّلها لمصلحة نفسه، فيُعْطَى ما يعينُه على قضاء دَيْنِه، لكن لابدَّ أن ننظر إن كانت هذه الدُّيون ديونًا في غيْر حلال وديونًا ارتكبها في معصيةٍ، لابدَّ أن ننظُر فيها في الغالب لا إلى أحوالِه، فلا نعينُه على أكْلِ أموال النَّاس ولا نُعينه على الظُّلم والعدوان، إنَّما ننظُر في حالِه فنُعْطِيه ما يَقْضِي دينَه إن كان هذا الدَّين في سبيل خيْرٍ، وإن علمنا أنه لا يَستطيعُ أن يفعل أو يُخْشى أن يأخذ المال ويأكُله، دفعناه إلى الغريم وأخذنا على ذلك مواثيقَ بأنَّ هذا هو الوفاء.
أيُّها المسلم:
وتعطي الشَّابَّ الذي يريدُ الزَّواج ما يُعينُه على الزَّواج، ما يُعينُه على زواجِه؛ فإنَّ الزَّواج عفَّة للبصَر وعفَّة للفَرْج، فتُعْطِي هذا الشَّابَّ ما يعينُه على مؤونة الزَّواج؛ لأنَّ هذا من الخيْر -أيُّها المسلم- فتُعْطيه ما يُعينُه على أخْذ مسكنه، وتعطيه ما يعينُه على نفقة أولادِه، تُعْطيه ما تظنُّ أنَّه يكفيه، لكن بِشَرط أن يكون العطاءُ باعتِدال ونظام، هذا هو المطلوب.
وتُعْطي -يا أخي- المُجاهدين في سبيل إعْلاء كلمة الله، لا الجهاد الذي يزعُم مَن يزعُمه مِمَّن جعلوا جهادَهم قتالَ المسلمين وسفْك دمائهم، وتدمير مُمتلكات، فجعل الظلْم والعُدوان جهادًا، فيأبى الله ذلك.
الجهادُ المطلوب هو جهادُ الذين جاهدوا لتكونَ كلِمة الله هي العُليا، لا أقل ولا أكثر، أمَّا المدَّعون للجِهاد وهم ظلَمة ومُعتدون -عباد الله- فهؤلاء هم المستغلُّون، وهؤلاء هم مستغلُّون من غيْرِهم، وهؤلاء خاضعون لغيْرِهم من أعداء الإسلام، فَجعلوا الظُّلم وسفْك الدِّماء وتَدْمير الممتلكات جهادًا، والله يعلَمُ المُفْسِد من المصلح.
أيُّها المسلم:
وتُعطي ابنَ السَّبيل الَّذي انقَطَع عن بلادِه؛ فإنْ كان غنيًّا في بِلادِه، ولو كان غنيًّا في بلاده ما يُعينُه إلى الوصول إليها.
أيُّها المسلم:
هذه الزَّكاة على ما دُعيتَ بِها الله سائِلُك عنها، إيَّاك أن تُحابي بِها أو تُسْقِط بِها عنك واجبات؛ فلا تُعْطِها زوجتَك لتكونَ قائمة مقام النَّفقة عليْها، ولا أولادك لتكونَ قائمة مقام الإنفاق عليْهِم، ولا مَن هُم في بيتِك مِمَّن يَخدمونَك القَائمون على خدمتك، لتكونَ قائمةً مقام واجِبِهم، أعْطِها للمستحقِّين، ودقِّق وحاسِبْ، واعلَمْ أنَّ وراءَك حسابًا عظيمًا، والله مطَّلع عليْك، وعالمٌ بأحْوالِك كلِّها.
أيُّها المسلم:
أعْطِ المُسْتحقِّين للزَّكاة حقوقَهم، أعطِهم حقوقَهم بأمانةٍ وإخْلاص.
ثانيًا: إنَّ الله جلَّ وعلاأوْجَب الزَّكاة في أصنافٍ من المال، أوْجَبها في البهيمةِ من الأنْعام، من الإبل والبقر والغنم، إذا بلغتْ النِّصاب.
فالغنَمُ أقلُّه أربعونَ، والبَقَر ثلاثون، والإبل خَمس، تخرج منهم شاة، لكن شريطة أن تكون هذه السَّائمة ترعَى وترِد الماء وتأْكُل العلَف بلا مقدِّم لها، أمَّا البهائم تُعْلَف وتُسْقى، فهذا إن أراد بِها التَّكسُّب والبيع والشراء، فإنَّها عروضُ تِجارة يُخْرِج منها العُشْر من قيمتها، وإن كان للبِرِّ وهو ينفق عليها يَعْلِفها ويَسقيها ولم يَجعلْها للتِّجارة، فإنَّ هذه لا زكاةَ عليْها؛ لأنَّها من باب المُقْتنيات.
وأوجبها الله في الخارج من الأرض من الحبوب والثمار؛ {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام:141].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ} [البقرة:267].
فأوجَبَها من الحبوب والثِّمار إذا بلغتْ نِصاب خَمسة أوسُق: العُشْرَ فيما سُقِي بِلا مؤونةٍ، ونِصْف العُشْر فيما سُقِي بالمؤونة والتَّعب، ولم يوجِبْها بالخضروات والفواكه؛ لأنَّها لا تُكال ولا تُدَّخر.
وأوجبها الله جل وعلا في النَّقْديْن: الذَّهب والفِضَّة، إذا بلغت منهما النِّصاب؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} [التوبة:34،35].
{وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ} [آل عمران:180].
فأدِّ زكاة الذهب إنْ ملكتَ نصاب الذَّهب 20 مثقالًا 85 جرامًا من الذَّهب، وهو أن تُخْرج ربع العشر، وأدِّ زكاة الفضة إن ملكت ما يُقارب 6.5 ريال فضيَّة سعوديَّة أو قيمته بالأوراق النقديَّة، ما يقارب الريال في هذا الزَّمن، فتُعْطِي ربع عشْر ذلك، سواءٌ كانتْ هذه النُّقود حاضرةً بيدِك في تلك الخاصَّة، أم كانتْ هذه النقود في ذمَم النَّاس لكنها على سبيلِ الإتيان، في ذِمَم النَّاس إلا أنَّك واثقٌ بأنَّها تَصِلُ إليْك؛ لأنَّك أخذت عليها العقود والضَّامنين، وأخذتَ الضَّمان عليْها؛ فالمُقَسِّطون للسَّيَّارات، والمُقسِّطون في العقارات، والمقسِّطون في جَميع الموادِّ عليْهِم أن يُزَكُّوا في جَميع ما بأيديهم وما في ذمَم النَّاس لَهم؛ لأنَّهم على ثقة بأصولِها؛ حيثُ تأتيهم الدفعات على حسَب المتَّفق عليه.
أيُّها المسلم:
والأسهُم الَّتي بيدِك، إن كانت أسهُمًا تِجاريَّة تعرفُها وتبيعُها وتشتري، فهذِه مثْلُ النُّقود بيدِك فزكِّها كلَّ عام بقيمتِها الحاضرة، سواءٌ كانت هذا العام مثْلَ العامِ الماضي أو أقلَّ أو أكثرَ، وأمَّا الأسهُم الاستثماريَّة التي تأخُذُ فوائدَها فهذِه تزكَّى فوائدها إذا مضى عامٌ في ملْكِك.
أيُّها المسلم:
وتزكِّي عن عُروض التِّجارة، وهي جَميع ما يُعْرَض للبيع من أي أصناف المبيعات، (موادّ غذائيَّة- ملابس- أواني- عقار- معدات، كلّ ما عُرِضَ للبيع)، قال: "أمرنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم أن نعدَّ لِلزَّكاة ما نعدُّ للبَيْع، فتُقيِّم العروضَ الَّتي عنْدَك في مستودعاتِك ومخازنك ومعارضك، فتُخْرِج رُبْعَ عُشْرِ قيمتِها بما تبيعه حاضرًا لا بما اشتريتَ به.
أيُّها المسلمون:
أبْرِئُوا ذمَّتكم وأدُّوا الحقوق إلى أهلها، لا تَجْعَل إسقاطَ الدَّيْن عن الفقيرِ من الزَّكاة؛ لأنَّ الفقيرَ العاجزَ إذا أسقطتَ الدَّيْن عنه من الزَّكاة، لأنَّك يئِسْت منه فجعلتَه مقابل الزَّكاة فهذا لا يَجوز، فلنتَّقِ الله في أنفُسِنا ولْنُحاسبْ أموالَنا، ولنَرْحمْ عبادَ الله، ونُفَرِّج همَّ المهمومين، ولنيسِّر عن المعسرِين، ولنَخْلُف السُّجناء والغرماء في أهلهم بالخَيْر، فنحن مُجتمع مسلم، يَجب أن نكونَ مِثاليِّين في أخلاقِنا وأعمالِنا.
أسألُ الله لي ولكُم التَّوفيقَ والسَّداد، والعون على كل خيْر، بارك الله لي ولكُم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيمَ لي ولكم ولسائر المسلمين، من كلِّ ذنب، فاستغفِروه وتُوبوا إليه، إنَّه هو التَّوَّاب الرَّحيم.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله حَمدًا كثيرًا مُباركًا فيه، كما يحب ربُّنا ويَرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليْه وعلى صحبِه وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعدُ، أيُّها النَّاس:
فاتَّقوا الله حقَّ التَّقوى، قد يسأل البعضُ من النَّاس فيقول: الزكاة كثيرة، والفقراءُ لا أستطيع معرِفَتهم، ولا أستطيع أن أُصْلِح حالَهم، وأشكل عليْه الأمر.
نقول: يا أخي، سنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على أنَّ المسلم إذا سُئِلَ الزَّكاة إن علِمْت أنَّ حاله رجلٌ فقيرٌ فأعْطِه، وإن شكَكْتَ وارتَبْت عظْهُ وانصحْه لله.
جاء رجلانِ إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يسألانِه الصَّدقة، فقلَّب فيهما النَّظر فرآهُما جلْدَين قويَّين، قال: «إن شئْتُما أعطيْتُكما، ولا حظَّ فيها لغنِيٍّ ولا لقويٍّ مكتسب» (صححه الألباني)، وحذَّرنا من سؤال النَّاس مع الغِنَى، فقال: «: مَن سأل النَّاس أموالًا تكثُّرًا فإنَّما يسألُ جَمرًا، فليستقلّ أو يستكثِر» (صحيح مسلم)، وقال: « لا تزال المسألة بأحدكم حتَّى يلقَى اللهَ وليس في وجهه مزْعةُ لحم» (صحيح مسلم)، وقال: «مَن فتَح بابَ مسألةٍ فتح الله عليْهِ بابَ فقر» (قال عنه الهيثمي صحيح أو حسن).
فيا أيُّها الأقوياء، ويا أيُّها القادرون على العمل، إيَّاكم أن تقعوا في عذاب الله، استغِلُّوا قدراتِكم، استغلُّوا طاقاتِكم، اعمَلوا؛ إنَّ الإسلامَ لم يُجِز الزَّكاة ليقوي البطالة، ويقوي الكَسل، ويعين الكسلاء على النوم؛ إنَّما إسعادًا للحاجة، أمَّا القادرون على العمل فلا نُعْطِيهم، الميدان فسيح، والأعمال متعدِّدة، لكنَّ دناءةَ نفوسِهم جعلتهم يسألون وهم قادرون على العمل، مستطيعون عليه.
أيُّها المسلم:
إذا عجزتَ عن الزَّكاة أحيانًا أو كثُر المال، فعِندك الضَّمان الاجتماعيُّ فإنَّ لديْهِم خبرةً وقدرة ولوائحَ للمستحقِّين؛ لأنَّ الدَّولة - وفَّقها الله - قد أمدت هذا الجهاز بإمدادٍ جيِّد، ففي كلِّ شهرٍ يُصْرَف عليْهم ما يقرُب من ألف مليون، يأخذونه من الصرَّاف أو من أماكن الصَّرف دون أيّ مشقَّة؛ لأنَّهم متأكِّدون من أحوال هؤلاء، وقد أمدَّتْهُم الدَّولة أيضًا بأمْرِ خادم الحرمين في غيْر شهر رمضان، وقد يُعطَى المعوَّقون خاصَّة رواتبَ مائةً في المائة، كل هذا من حرص حكومتنا -وفَّقها الله- على سدِّ حاجة المُحتاجين، وتنفيس كرْب المكروبين، ومع هذا فعليْنا أيضًا أن نُساهم في الخير، وعليْنا أن نُساهم في إيصال الزَّكاة لمستحقِّيها وعند العجز عنها، فهذا الضمان الاجتماعي عندهم من الخبرة والقدرة على إيصالها إلى المستحقِّين أمرٌ قد لا يستطيع الكثير فعله، فعلى الأثرياء وأرْباب الأموال ألا يكون عدم معرفة الفقراء حاجزًا لَهم، أمَّا مَن يدعو النَّاس إلى التجمُّع والتَّجمْهُر إلى بابه، فهذا ضررٌ عظيم، وفيه فسادٌ كبير، ولا يستطيعُ في ذلك أن يُميزَ بين غني وفقير، فالواجبُ التَّعاون والحِرْص على إيصال هذا إلى مستحقِّيه؛ حرصًا كبيرًا.
أسألُ الله أن يوفِّقني وإيَّاكم إلى أداء الواجب، وأن يزكِّي قلوبَنا وأموالَنا، وأن يَجعلنا جَميعًا من المُتعاونين على البِرِّ والتَّقوى، إنَّه على كلِّ شيءٍ قدير.
واعلموا -رحِمكم الله- أنَّ أحسن الحديث كتابُ الله، وخيْر الهدْيِ هدْيُ مُحمّدٍ صلى الله عليه وسلم وشرَّ الأمور مُحدثاتُها وكلَّ بدعة ضلالة، وعليْكُم بِجماعة المسلمين؛ فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذ شذَّ في النَّار، فصَلُّوا -رحِمَكم الله- على محمد بن عبد الله.
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على عبدِك ورسولِك مُحمَّد، وارْضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الرَّاشدين الأئمَّة المهديِّين: أبي بكر وعُمر وعُثمان وعلي، وعن سائر أصحابِ نبيِّك أجْمعين، وعن التَّابعين وتابعيهِم إلى يوم الدِّين.
واعلَمْ -أيُّها المسلِم- أنَّ المسلِم إذا أراد التَّأكُّد من صدقتِه، فليبحثْ عن أقاربِه، عن إخوته عن أخواتِه، عن أعمامِه وعمَّاته، أخواله وخالاته، بني عمِّه وبناتِ عمَّاته وأخواله؛ فإنَّ الصدقةَ على القريب أوْلى من البعيد؛ ففي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: «صدقتُك على المسكينِ صدقةٌ، وعلى الرَّحِم اثنتان: صدقة وصلة» (قال عنه الألباني حسن صحيح).
اللَّهُمَّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشِّرك والمشركين، دمِّر أعداءَ الدِّين، وانصُرْ عبادَك الموحِّدين، واجعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مُطمئنًّا وسائرَ بلادِ المسلمين، يا ربَّ العالمين.
اللهم أمنَّا في أوْطاننا، وأصلِحْ أئمَّتنا وولاةَ أمرِنا، اللَّهُمَّ وفِّقْهم لما فيه صلاحُ الإسلام والمسلمين، اللَّهُمَّ وفِّق إمامَنا وإمامَ المسلمين عبدالله لكلِّ خير، واحفَظْهُ بِحِفْظك، وكُنْ له عونًا ونصيرًا في كلِّ ما أهمَّه، اللَّهُمَّ تقبَّل منه صالحَ أعمالِه، إنَّك على كل شيءٍ قدير، اللهُمَّ وفِّقْ وليَّ عهْدِه سلطان بن عبدالعزيز لكلِّ خيْر، اللَّهُمَّ سدِّدْه في جميعِ أعمالِه، واجعَلْهم جَميعًا أعوانًا على البِرِّ والتَّقوى، إنَّك على كل شيءٍ قدير.
واعلموا -رحِمكم الله- أنَّ أيَّامكم الآتية أيَّام العشْر الأخيرة من رمضان، وأيَّام العشر الأخيرة من رمضان أحبُّ، وفي لياليها يُرْجى أن تكون ليلةُ القدر، سواءٌ في الأوتار أو في الأشفاع، ونبيُّكم صلَّى الله عليه وسلَّم كان في العشرين من رمضان يَجعَل الليلَ ما بيْن نومٍ وقيام، وفي العَشْر الأخيرة يشدُّ مئزَرَه، ويتفرَّغ إلى العبادة الخاصَّة، ويعتكف في تلك العشْر؛ رجاءً في تلك الليلة، فاغتنِموا بقيَّة شهْرِكم، واحرصوا على الجِدِّ والأعمال الصالحة، ولا تفوتَنَّكم تلك الأوقات النفيسة، فكم من إنسان سيندم.
نسأل الله لنا ولكمُ البركة في الأعمال، إنَّه على كل شيءٍ قدير.
ربَّنا اغفر لنا ولإخوانِنا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تَجعلْ في قلوبنا غِلًا للذين آمنوا، ربَّنا إنَّك رؤوفٌ رحيم.
ربَّنا ظلَمْنا أنفُسَنا وإن لم تغْفِرْ لنا وترحَمنا لنكوننَّ من الخاسرين، ربَّنا آتِنَا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرة حسنة، وقنا عذابَ النَّار.
عبادَّ الله:
إنَّ الله يأمُر بالعَدْلِ والإحسان، وإيتاءِ ذي القُرْبى، وينهَى عن الفحشاءِ والمُنْكَر والبغي، يَعِظُكم لعلَّكم تذكرون.
فاذْكُروا الله العظيم يذْكُرْكم، واشكروه على نِعَمِه يَزِدْكم، ولَذِكْرُ الله أكبر، والله يعلَم ما تصنعون.
24/9/2008 ميلادي - 23/9/1429 هجري