عجلت يا شيب على مفرقي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عجلت يا شيب على مفرقي | وَأيُّ عُذْرٍ، لَكَ أنْ تَعْجَلا |
وكيف أقدمت على عارضٍ | ما استغرق الشعر ولا استكملا |
كُنتُ أرَى العِشرِينَ لي جُنّة ً | من طارق الشيب إذا أقبلا |
فَالآنَ سِيّانِ ابنُ أُمّ الصِّبَا | وَمَنْ تَسَدّى العُمُرَ الأطْوَلا |
يَا زَائِراً مَا جَاءَ حَتّى مَضَى | وعارضا ما غام حتى انجلا |
وما رأَى الراؤن من قبلها | زرعاً ذوى من قبلِ أن يبقلا |
ليت بياضاً جاءني آخراً | فِدَى بَيَاضٍ كَانَ لي أوّلا |
وَلَيْتَ صُبْحاً سَاءَني ضَوْءُهُ | زَالَ، وَأبْقَى لَيلَهُ الألْيَلا |
يا ذابلاً صوَّح فينانه | قَدْ آنَ لِلذّابِلِ أنْ يُخْتَلَى |
حَطّ بِرَأسِي يَقَفاً أبْيَضاً | كَأنّمَا حَطّ بِهِ مُنْصُلا |
هَذا، وَلمْ أعْدُ بِحَالِ الصّبَا | فكيف من جاوز أو أوغلا |
من خوفه كنت أهاب السُرى | شحا على وجهيَ أن يبذلا |
فليتني كنت تسربلته | في طلب العز ونيل العُلا |
قالوا دع القاعد يزرى به | مَنْ قَطَعَ اللّيْلَ وَجابَ الفَلا |
قد كان شعري ربما يدعي | نزوله بي قبل أن ينزلا |
فَالآنَ يَحْمِيني بِبَيْضَائِهِ | أن أكذب القول وأن أبطلا |
قل لعذولي اليوم نم صامتاً | فقد كفاني الشيب أن أعذلا |
طِبْتُ بِهِ نَفْساً، وَمَنْ لمْ يجِدْ | إلا الردى أذعَنَ واستقبلا |
لم يلق من دوني له مصرفاً | ولم أجد من دونه موئلا |