اللغة العربية.. ومخاطر المسخ باللهجة العامية
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
تأتي دعوة البعض إلى قراءة نشرات الأخبار في القنوات الفضائية باللهجة العامية، في نفس سياق دعوات مماثلة سبقتها لاستخدام العامية في التداول، وبالذات في الشعر.بل وغالى بعض أصحاب تلك الدعوات السابقة إلى حد المطالبة باستخدام الأحرف اللاتينية في اللغة العربية ، بدلا من أحرف الهجاء العربية.
وبغض النظر عن ذرائع الدعوة لاستخدام العامية، والدوافع التي تقف وراءها، فقد لاقت تلك الدعوات استهجان، ورفض من كل من يعنيهم أمر اللغة العربية من الكتاب، والمفكرين، والدعاة، وأصحاب الرأي، باعتبار أن التهاون مع دعوات استخدام اللهجة العامية، على حساب الارتقاء بمستوى استخدام الفصحى، يفسح المجال واسعا للإساءة إلى اللغة العربية، كأحد أهم مرموزات الهوية، والوجود العربي.
ولا بد من الإشارة في هذا المجال، إلى أن نهج مسخ الهوية العربية، من خلال الدعوة لإشاعة استخدام العامية، يصب في ذات استراتيجية عولمة الفرنجة، التي بدأت تعبث بالعربية في كل مجالات الاستخدام، من خلال استراتيجية عولمة استخدام اللغات الأجنبية العالمية، والإنكليزية منها بالذات، كونها لغة تدريس العلوم في المعاهد، والجامعات، إضافة إلى عولمة استخدامها في برامجيات? وشبكة الانترنت، والمواقع العنكبوتية، والقنوات الفضائيات وغيرها، من وسائل الاتصال الجماهيري، والفضاء المعلوماتي.
وواضح ما تشكله هذه الأدوات التقنية المعاصرة، بفضائها المفتوح في كل الاتجاهات، من مخاطر جدية على اللغة العربية، ومسخ ملامحها.
وإذا كان الأمر في ضوء تلك التحديات، يتطلب الانتباه إلى مخاطر تداعيات استخدام اللهجة العامية، والحذر من التأثيرات السلبية لوسائل العولمة المفتوحة على لغتنا العربية، التي تتجسد في فرنجة مقرفة، ورطانة لاحنة، تؤثر على سلامة اللغة، بل وتهددها بالانقراض، فلا بد إذن من التحرك على عجل، ضمن خطة عربية مركزية مدروسة، تستهدف التوسع في دراسات علوم اللغة العربية، ونشر كليات اللغة العربية، ومعاهد تعليمها، وتشجيع الدارسين فيها، والعمل على وضع استراتيجية عربية مكملة لها في نفس الوقت ، لتعريب الدراسة في الجامعات العربية، والتوسع في إنشاء المواقع الحاسوبية الخادمة للغة العربية، وغيرها من وسائل بعث الحياة في مشروع النهوض باللغة العربية الفصحى، حفاظا عليها من المسخ، وحماية لها من الانقراض..
نايف عبوش