تَعَيّفَ الطّيرَ، فَأنْبَأنَهُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تَعَيّفَ الطّيرَ، فَأنْبَأنَهُ | أن ابن ليلى علقته علوق |
وَإنّ سَجْلاً مِنْ دَمٍ آمِنٍ | أفرغه الطعن بوادي العقيق |
يا ناعي الفارس قد أصبحت | ضِبَاعُ ذي العَرْعَرِ منهُ نُغُوقْ |
تعلم من تنعى إلى قومه | طار ذراعاك بعضب ذلوق |
بُعْداً لأرْمَاحِ تَمِيمٍ لَقَدْ | هَدَدْنَ عَادِيّ بِنَاءٍ عَتيقْ |
قَرَعْنَ في أصْلٍ كَرِيمِ الثّرَى | وَجُلْنَ في فَرْعٍ عَزِيزِ العُرُوقْ |
حدواً له من حيث لا يتقي | عِيراً مِنَ الطّعْنِ مِلاءَ الوُسُوقْ |
كان ذا المطلع أمسى الردى | رصيده وأزور عنه الفريق |
قالت لها النفس على عارها | ما لكَ لا تَنقُضُ هَذا الطّرِيقْ |
ما كان بالراجع عن نهجه | لَوْ وَقَفَ السّيفُ لَهُ في المَضِيقْ |
لا يَدَعُ الذّابِلَ مَنْ طَعمُهُ | عَلى صَبُوحٍ بِدَمٍ، أوْ غَبُوقْ |
كان أعلاه لسان فما | يغبه الدهر بلال بريق |
كَمْ بَاتَ ربّاءً لِسَيّارَة ٍ | طارقة غير أوان الطروق |
في قُنة ٍ عيطاء ممطولة | كأنّهَا قُلّة ُ رَأسٍ حَلِيقْ |
يُزَايِلُ اللّيْلَ عَلى رَحْلِهِ | ويؤثر القوم بطعم الخفوق |
وَيَغتَدِي بَعدَ عِرَاكِ السُّرَى | يُعَارِضُ الرّكْبَ بِوَجْهٍ طَلِيقْ |
أوْفَى ، كمَا جَلّى عَلى رَهْوَة ٍ | أزرق وإلى نظرات بنيق |
يَسُلّ عَيْنَيْهِ عَلى مِرْيَة ٍ | عن زجل الطير قبيل الشروق |
يَعتَرِقُ اللّحْمَ عَلى بَارِقٍ | وَيَنتَقي العَظْمَ بِرَمْلِ الشّقِيقْ |
أو حية الرعن ذوى رأسه | مُشتَرقَ الشّمسِ بطَوْدٍ زَلِيقْ |
يَعقُدُ أُولاهُ بأُخْرَاتِهِ | لفاف بنت الرقم الخنفقيق |
كَعِمّة ِ الألْوَثِ مَالَتْ بِهِ | بين الندامى نزوات الرحيق |
جَامِعُ لِينٍ وَصِيَالٍ مَعاً | أطراق ذي حلم وصول الحنيق |
يُدِيرُ في فيهِ ذَليقَ الشَّبَا | مثل لماظ الرجل المستذيق |
تخال ما تطرح أشداقه | ما لطخ المحض بقعب الغبوق |
مستجمع فرّق عن وثبة | نشطك حبل العربي الربيق |
نِعْمَ كِعَامُ الثّغْرِ يَشْجُو بِهِ | فم المنايا ونصاح الفتوق |
تَضُمُّهُ في الرّوْعِ مِنْ دِرْعِهِ | أُمٌّ لهَا مِنْهُ أذًى أوْ عُقُوقْ |
زَالَ وَأبْقَى ، عِندَ أعقَابِهِ | خَدِيمَ مَالٍ عَرَفَتْهُ الحُقُوقْ |
مَضَى وَوَصّاهُمْ بِأنْ يَقْبَلُوا | دعوى العدا فيهم وحكم الصديق |
كانَ هَوًى للنّفسِ، لَوْ أنّني | في حلق القِد وأنت الطليق |
ما كنت بالهائب طرق الردى | مَا سَلِمَ العَضْبُ، وَأنتَ الرّفيقْ |
ما أنَا باللاّقي بِذاتِ النّقَا | خَيْلَ وَغًى مُشعَلَة ً بالعَنيقْ |
مَاطَلَهَا المَاءَ، فَلَمّا سَلَتْ | عَنِ الرّوَى مَاطَلَهَا بالعَلِيقْ |
وَلابنُ لَيلى عَارِضاً رُمْحَهُ | يحدو بخفان جمالاً ونوق |
يأبى إذا الضيم غدا مضغة | سلسالة سائغة في الحلوق |
يَرُوحُ مَنْ يَرْجُو لَهُ غُرّة ً | قد خضخض السجل بجال عميق |
يُحَدّثُ النّفْسَ بِمَا فَاتَهُ | تطاول الغمر لمجنى السحوق |
استَبْدَلَ الحَيُّ بِعِقْبَانِهِ | أغربة بعدك حمق النغيق |
خاطرت الشول بأذنابها | لما انطوى قرقار ذاك الفنيق |
قَدْ نَطَقَ الصّامِتُ مِنْ بَعدِهِ | واصرد النابل بعد المروق |
مَخِيلَة ٌ لا مَطَرٌ خَلْفَهَا | تَلْمَعُ مِنهَا شَوَلانُ البُرُوقْ |
ما الحي بالضاحك عن مثله | ولا وجوه الحي مذ غاب روق |
ولا أغب الأرض تمسي بها | ظل صفيق ونسيم رقيق |
لا أغفلت قبرك حنانة | خرقاء بالقطر صناع البروق |
ما أبدع المقدار فيما جنى | لكنه حمل غير المطيق |