بغير شفيع نال عفو المقادر
مدة
قراءة القصيدة :
8 دقائق
.
بغير شفيع نال عفو المقادر | أخُو الجَدّ لا مُسْتَنْصِراً بالمَعَاذِرِ |
واعجب فعلا من قعودي على العلى | سُرَايَ بِأعْقَابِ الجُدُودِ العَوَاثِرِ |
أُؤمّلُ مَا أبْقَى الزّمَانُ، وَإنّمَا | سوالفه معقودة بالغوابر |
فخَلِّ رِقابَ العِيسِ يَجذِبُها السُّرَى | بامال قوم محصدات المرائر |
فما التذ طعم السير الا بمنية | وان الاماني نعم زاد المسافر |
ودون مدارات المطي على الوحي | مشاغبة الاشجان دون الضمائر |
فلَيتَ قُلُوبَ العَاشِقِينَ إذا وَنَى | بها السير كانت في صدور الاباعر |
ولله قلبي ما ارق على الهوى | واصبى الى لثم الخدود النواضر |
يَحِنّ إلى ما تَضْمَنُ الخُمرُ وَالحِلَى | ويصدق عما في ضمان المآزر |
ولما غدونا للوداع ونقرت | صروف النوى دون الخليط المجاور |
عَنِيتُ مِنَ القَلْبِ العَفِيفِ بعاذِلٍ | ومن خدع الشوق السفيه بعاذر |
عشية لاعراس الوفاء بمرمل | لَدَيْنَا، وَلا أُمُّ الصّفَاءِ بِعَاقِرِ |
ومن لم ينل اطماعه من حبيبه | رضي غير راض بالخيال المزاور |
وَكُنْتُ أذُودُ الدّمْعَ إلاّ أقَلَّهُ | لسقيا حمى من بعد بينك داثر |
وَإنّيَ لا أرْضَى ، إذا مَا تَحَمّلَتْ | إلَيْهِ مَرَابيعُ السّحَابِ المَوَاطِرِ |
كليني الى ليل كان نجومه | تغازل طرفي عن عيون الجآذر |
أمُرّ بِدارٍ مِنْكِ مَشجُوجَة ِ الثّرَى | بمجرى نسيم الآنسات الغرائر |
تَمُرّ عَلَيْهَا الرّيحُ، وَهيَ كأنّهَا | تَلَفّتُ في أعْطَافِ تِلْكَ المَقَاصِرِ |
ويشهق فيها بالاصايل والضحى | حيا كل عراض الشآبيب ماطر |
وَيَسْتَنّ فِيهَا البَرْقُ حَتّى تَخالهُ | يَفيضُ بفَيضِ القطرِ في كلّ حاجِرِ |
وَلمّا رَأيتُ اللّيلَ مُستَرِقَ الخَطَى | واطرافه تجلو وجوه التباشر |
ارقت لاجفان الركائب هبة | بِألحَاظِ جَوّالِ العَزَائِمِ سَاهِرِ |
رسيما به يعتل بالاعين الكرى | وينشق عن مكنونه كل ناظر |
ببهماء يستغوي الحداة سرابها | عَلى ظَمَإٍ بَينَ الجَوَانِحِ ثَائِرِ |
ويحبو بها الاعياس حتى كانها | تُنَصّ عَلى أخفَافِهَا بالكَرَاكِرِ |
ومولى ادانيه على السخط والرضى | ويبعط عني والقنا في الحناجر |
يهز عليَّ السوط والرمح دونه | وهز العوالي غير هز المخاصر |
عطفت له صدر الاصم وتحته | عَوَاطِفُ أسْبَابِ الحُقودِ النّوَافِرِ |
فخر وفيه للطعان مناظر | يطالعها طير الفلا بالمناسر |
فَما ظَفِرَتْ من نَفسِهِ أُمِّ قَشْعَمٍ | بما ظفرت من جسمه ام عامر |
وَرَكْبٍ تَفادَى النّوْمُ أنْ يَستَخِفّه | اذا ما الكرى القى يداً في المحاجر |
وردت به بحبوحة الورد فانثنى | يُقَلِّصُ صَافي مَائِهِ في المَشَافِرِ |
وغادر احشاء الغدير ضوامراً | من الماء في ظميء النواحي الضوامر |
ورود خفيف الورد اول وارد | طروقاً الى ماء واول صادر |
اذا هز اطراف الخليج رمت به الــ | ـمَوَارِدُ خِفّاً في وَجُوهِ المَصَادِرِ |
وَكَانَ إذا مَا عَاقَهُ بُعْدُ مَطْلَبٍ | يُضَعْضِعُ أعضَادَ المَطِيّ الزّوَافِرِ |
تَمَرّسَ بِالأيّامِ حَتّى ألِفْنَهُ | وكر على احداثها والدوائر |
واخطأ سهم القطر مقتل محله | فزم قسي العاديات الهوامر |
فتى حين اكدت ارضه هجمت به | على لابنٍ من آل عدنان تامر |
عَلى مَاجِدٍ لا يَسرَحُ اللَؤمُ عِندَهُ | وَلا تُدّرَى أفْعَالُهُ بِالمَنَاكِرِ |
اذا راوح الرعيان ليلاً سوامه | فَقَدْ لَفّهَا جِنْحُ الظّلامِ بِعَاقِرِ |
تَفَرّعْتُ حَتّى عَوّدَتْني رِمَاحُهُ | فعَوّدتُ مِنْ سُوءِ الظّنونِ سَرائِرِي |
تشابه ايامي به فكأنما | أوَائِلُهَا مَمْزُوجَة ٌ بِالأوَاخِرِ |
هُوَ الوَاهِبُ الألفِ الّتي لَوْ تَسومُها | قبيلاً، فَدَاهَا بِالجَدِيلِ وَداعِرِ |
يَطُولُ إذا مَدّ الرُّدَيْنيَّ بَاعُهُ | و عانق اعناق الرجال المساعر |
فيفري طريقاً للسبار كانما | لهَا ذِمّة ٌ في الطّعنِ، رِسْلُ المَسَابِرِ |
تَعَلّقَ في ثِنْيِ العَرِينِ بِعَزْمَة ٍ | تذلل امطاء الليوث الخوادر |
فَطَرّدَهَا حَتّى استَبَاحَ شُبُولَها | وما ضعضعته اسدها بالزماجر |
يخف اليه الجيش حتى كأنه | يمد باعناق النعام النوافر |
جَزَى اللَّهُ عَنْهُ الخَيلَ ما تَستَحقّهُ | اذا رقصت بالدراعين المغاور |
وَخَبّتْ عَلى بَيْداءَ تَشْرَقُ مَاءَهَا | عنِ الرّكبِ في طَيّ العُيونِ الغَوَائِرِ |
تَمُرّ عَلى المَعْزَاءِ خَفّاقَة َ الحَصَى | و تحثو بوجه الشمس ترب القراقر |
وَتَستَرْعِفُ الآفَاقُ لَمْعَ صَفائِها | بمُغبَرّة ٍ تَمْحُو سُطُورَ الهَوَاجِرِ |
حمى بيضة الاسلام بالحق فاحتمت | وَقَرّتْ بأعشاشِ الرّمَاحِ الشّوَاجِرِ |
وَمِنْ قَبلُ ما كانَتْ تَقَلقَلُ خِيفَة ً | و ترقب في الايام وهصة كاسر |
إذا عَبّقَتْ أخْلاقُهُ أرَجَ العُلَى | تضوع في الحيين كعب وعامر |
و لما انجلت من جوزة الشرك فرصة | تَقَنّصَها وَالدّينُ دامي الأظَافِرِ |
تَدارَكَها وَالرّمْحُ يَرْكَبُ رَأسَهُ | فيرعف من قطر الدماء القواطر |
بطعن كولغ الذئب ان زعزع القنا | سَقَاهَا شَآبِيبَ الدّمَاءِ المَوَائرِ |
افاض على عدنان فضل وقاره | وَقَدْ مَسّهَا طَيشُ السّهامِ الغَوَائِرِ |
فَبَوّأ أوْفاهُمْ يَداً قُلّة َ العُلَى | وَمَدّ بِأضْبَاعِ الرّجَالِ البَحَاتِرِ |
اذا جنبوه للرهان اتوا به | جواداً يفدى شاؤه باليعافر |
يغطي على اوضاحها بغباره | و يخرج سهلا من جنوب الاواعر |
اذا ذكروه للخلافة لم تزل | تَطَلّعُ مِنْ شَوْقٍ رِقَابُ المَنَابِرِ |
لعل زمانا يرتفي درجاتها | باروع من آل النبي عراعر |
وَمَنْ لي بِيَوْمٍ أبْطَحيٍّ سُرُورُهُ | يُجَوِّلُ مَا بَينَ الصّفَا وَالمَشَاعِرِ |
فها ان طوق الملك في عنق ماجد | وَإنّ حُسامَ الحَقّ في كَفّ شَاهِرِ |
وَيَا رُبّ قَوْمٍ مَا استَعاضُوا لِذِلّة ٍ | شَهِيقَ العَوَالي مِنْ حَنِينِ المَزَامِرِ |
كُؤوسُهُمُ أسْيَافُهُمْ وَخِضَابُهَا | إذا جَرّدُوهَا مِنْ دِمَاءِ المَعَاصِرِ |
رَضَوْا بخَيالِ المَجدِ وَالشّخصُ عندَه | وَما قيمَة ُ الأعرَاضِ عِندَ الجَوَاهِرِ |
هُمُ تَبِعُوهُ مُقْصِرِينَ، وَرُبّمَا | تَوَسّدَتِ الأظْلافُ وَقْعَ الحَوَافِرِ |
إذا عَدّدُوا المَجدَالتّلِيدَ تَنَحّلُوا | عُلًى تَتَبَرّى مِنْ عُقُودِ الخَناصِرِ |
حَرِيّونَ إلاّ أنْ تُهَزّ رِمَاحُهُمْ | ضنينون الا بالعلى والمفاخر |
هُمُ انتَحَلُوا إرْثَ النّبيّ مُحَمّدٍ | ودبوا الى اولاده بالفواقر |
وما زالت الشحناء بين ضلوعهم | تربي الاماني في حجور الاعاصر |
إلى أنْ ثَنَوْهَا دَعْوَة ً أُمَوِيّة ً | زوتها عن الاظهار ايدي المقادر |
وَلَوْ أنّ مِنْ آلِ النّبيّ مُقِيمَهَا | لَعَاجُوا عَلَيْهِ بالعُهُودِ الغَوَادِرِ |
فما هرقوا في جمعها ريّ عامل | ولا قطعوا في عقدها شبع طائر |
وَقَدْ مَلأُوا مِنْهَا الأكُفّ، وَأهلَها | فما ملئوا منها لحاظ النواظر |
فَرَاشُوا لَهُمْ نَبلَ العَداوَة ِ بَعدَمَا | بروها وكانت قبل غير طوائر |
شَهِدْتُ لَقَدْ أدّى الخِلافَة َ سَيفُهُ | إلى جَانِبٍ مِنْ عَقْوَة ِ الدّينِ عامِرِ |
يفرّق ما بين الكؤوس وشربها | وَيَجْمَعُ مَا بَينَ الطُّلَى وَالبَوَاتِرِ |
فيرفع صدر السيف ان حط كاسه | ويمري دماء الهام ان لم يعاقر |
وَيَنهَضُ مُشتَاقاً إلى مَصرَخِ القَنَا | فيَسحَبُ بُرْدَيْ فاسقِ السّيفِ مُع |
َظَّمُ حَيٍّ مَا رَمَتْهُ هَجِيرَة ٌ | فقعقع في اعراضها بالهواجر |
ولما طغت غيلان في عشق غيها | رماها من الكيد الوحي بساحر |
رماهم من الرمح الطويل بحالب | ومن شفرة العضب الحسام بجازر |
واضرم ناراً فاسترابوا بضؤها | وَمَا هيَ إلاّ للضّيُوفِ السّوَائِرِ |
فلما تراخت في الضلال ظنونهم | تراخى فطارت ناره في العشائر |
ولما اروه نفرة العار خافها | وَلَوْ نَفَرَتْ أرْمَاحُهُمْ لَمْ تُحاذِرِ |
فارسلها شعواء تقدح نارها | عَلى جَنَبَاتِ الأمْعَزِ المُتَزَاوِرِ |
شماطيط يجرون الحديد كانها | مَشَيْنَ عَلى مَوْجٍ من اليَمّ زَاخِرِ |
عَلَيها مِنَ البِيضِ العَوَارِضِ فِتيَة ٌ | خضاب قناها من دماء المناحر |
مَفَارِقُ لا يَعْلُو عَلَيها مُطَاوِلٌ | غَداة َ وَغًى ، إلاّ قِبَابُ المَغَافِرِ |
فَجَاؤوكَ وَالخَيلُ العِتَاقُ طَلائِحٌ | تَضَاءلُ مِنْ عِبْءِ الرّماحِ العَوَاثِرِ |
وَمَا حَرّكُوهَا للطّعَانِ، كأنّما | زجاج قناها علقت بالاشاعر |
وجارت سهام الموت فيها وانما | دَلِيلُ المَنَايَا في السّهَامِ الجَوَائِرِ |
وطأتهم بالاحقيات وطئة | تذلل خد الجانب المتصاغر |
فازعجت داراً منهم مطمئنة | واخليتها من كل عاف وسامر |
شَنَنْتَ بِهَا الغَارَاتِ حَتّى تُرَابُهَا | يثور على العادات من غير حافر |
وَكُلُّ فَتَاة ٍ مِنْ نِزَارٍ تَرَكْتَهَا | تَرِيعُ إلى ظِلّ الرّبُوعِ الدّوَائِرِ |
تُحَشّشُ في أذْيَالِهَا مُسْتَكِينَة ً | وَتَحْطِبُ ذُلاًّ في حِبَالِ الغَدَائِرِ |
وَكُلُّ غُلامٍ مِنْهُمُ شَامَ سَيْفَهُ | رَأى فِيهِ وَجْهَ الحَقّ طَلْقَ المَناظِرِ |
ولما امتطى ظهراً من الغي كاسياً | تَنَدّمَ أنْ أعْرَى ظُهُورَ البَصَائِرِ |
جفته العلى فانسل من عقداتها | وما علقت اعطافه بالمآثر |
وَلَوْ لَمْ تُمَسَّحْ بِالأمَانِ رُؤوسُهُم | بما انست هاماتهم بالغفائر |
تَفَرّتْ قُلُوبُ القَوْمِ حَتّى تهَتّكتْ | بما استترت فيه بنات السرائر |
أبَا أحْمَدٍ ثِقْ بِالمَعَالي، فإنّهَا | اذا لم ترع بالبخل غير غوادر |
فما مالك المدخور الا لطالب | ولا ربعك المعمور الا لزائر |
وَلا تَطْلُبَا ثَارَ الرّمَاحِ، وَإنّمَا | دماء المعالي في رقاب الجرائر |
جَلَوْتَ القَذى عَن مُقلَتيَّ فباشَرَتْ | صَنِيعَكَ أجْفَاني بِألحَاظِ شَاكِرِ |
فان هز يوماً فرع ملكك حاسد | فان المعالي محكمات الاواصر |
هُوَ العُودُ سَهْلٌ للسّمَاحِ جَنَاتُهُ | ولكن على الاعداء وعر المكاسر |
اذم على الايام من كل حادث | وحاط جناب الدين من كل ذاعر |
وَضَمّ شِفَاهَ الوَحشِ حَتّى ظَنَنْتُهُ | سَيَصْدَى صِقَالاً في نيوبِ القَساوِرِ |
وما زال يسمو بالمعالي كانها | تَجُرُّ إلَيْهِ بِالنّجُومِ الزّوَاهِرِ |
لَهُ سَابِقاتُ القَبْلِ في كُلّ أوّلٍ | مضَى ، وَبَقَاءُ البُعدِ في كلّ آخِرِ |
ترفع في العلياء عن وصف مادح | ورفعت عن مدح الملوك خواطري |
فما هو لولا ما اقول بسامع | وَلا أنَا لَوْلا مَا يَمُنّ بِشَاعِرِ |