وَسَمَتكَ حاليَة ُ الرّبيعِ المُرْهِمِ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
وَسَمَتكَ حاليَة ُ الرّبيعِ المُرْهِمِ | وسقتك ساقية الغمام المُرزِم |
وغدت عليك من الحيا بمودع | لا عن قلى ومن الندى بمسلم |
قد كنت أعذل قبل موتك من بكى | فاليوم لي عجب من المتبسم |
وأذود دمعي أن يبل محاجري | فَاليَوْمَ أُعْلِمُهُ بِمَا لَمْ يَعْلَمِ |
لا قُلْتُ بَعدَكَ للمَدامِعِ كَفكِفي | مِنْ عَبرَة ٍ وَلَوَ أنّ دَمعي مِن دَمي |
إن ابن موسى والبقاء إلى مدى ً | أعطى القياد بمارن لم يخطم |
ومضى رحيض الثوب غير مدنسٍ | وقضى نقيّ العود غير موصّم |
وَحَمَاهُ أبيَضُ عِرْضِهِ وَثَنَائِهِ | ضَمُّ اليَدَينِ إلى بَيَاضِ الدّرْهَمِ |
وغنى عن الدنيا وكان شجى ً لها | إنّ الغَنيّ قَذًى لطَرْفِ المُعدِمِ |
مَلأ الزّمَانَ مَنَائِحاً وَجَرَائِحاً | خَبَطاً بِبُؤسَى في الرّجَلِ وَأنعُمِ |
وَاستَخدَمَ الأيّامَ في أوْطَارِهِ | فَبَلَغْنَ أبْعَدَ غَايَة ِ المُستَخدَمِ |
اليَوْمَ أغمَدْتُ المُهَنّدَ في الثّرَى | ودفنت هضب مُتالع ويلملم |
وغدت عرانين العلى واكفها | من بين أجدع بعده أو أجذم |
مُتَبَلِّجٌ كَرَماً إذا سُئِلَ الجَدا | مَطَرَ النّدَى أَمَماً، وَلمْ يَتَغَيّمِ |
جذلان تُطلع منه أندية العلى | وَجْهاً كَرِيمَ الخَدّ غَيرَ مُلَطَّمِ |
يرمي المغارم بالتلاد وينثني | ثَلِجَ الضّمِيرِ، كَأنّهُ لمْ يُغْرَمِ |
الوَاهِبَ النّعَمَ الجَرَاجِرَ عَادَة ً | من ذي يدين إذا سخا لم يندم |
جاءَت بها حمر الربيع مشيدة | حَمرَاءَ تَحسَبُهَا عُرُوقَ العَندَمِ |
مُتَبَقِّلاتٍ بِاللّدِيدِ وَرَامَة ٍ | بَينَ القَنَا المَنْزُوعِ وَالمُتَلَهْذِمِ |
بيديْ أغرّ يردّ ألوية القنا | غِبَّ الوَقائعِ، يُعتَصَرْنَ مِنَ الدّمِ |
ويقول للنّفس الكريمة سلّمي | يوم اللقاء ولا يقول لها أسلمي |
هتف الحمام به فكان وَصاتَه | بَذْلُ الرّغائِبِ وَاحِتمَالُ المَغرَمِ |
هل يورث الرّجلُ الكريم إذا مضى | إلاّ بَوَاقيَ مِنْ عُلًى وَتَكَرُّمِ |
يأبى الندى ترك الثّراء على الفتى | ويقلّ ميراثُ الجواد المنعم |
ملأت فضائلك البلاد ونقّبت | في الأرْضِ يَقذِفُها الخَبِيرُ إلى العَمي |
فكَأنّ مَجدَكَ بَارِقٌ في مُزْنَة ٍ | قِبَلَ العُيُونِ، وَغُرّة ٌ في أدْهَم |
أَنعاك للخيل المغيرة شزّباً | خَبَطَ المَغَارَ بهِنّ مَنْ لمْ يُجْرِمِ |
كالسّرْبِ أوْجَسَ نَبأة ً مِنْ قانِصٍ | فَمَضَى يَلُفّ مُؤخَّراً بِمُقَدَّمِ |
واليوم مقذٍ للعيون بنقعه | لا يهتدي فيه البنان إلى الفم |
لمْ يَبقَ غَيرُ شَفَافَة ٍ مِنْ شَمْسِهِ | كمضيق وجه الفارس المتلثّم |
من خائض غمر الدّماء يبله | بَلَّ النّدَى مَطَرَ القَنَا المُتَحَطِّمِ |
أوْ نَاقِشٍ مِنْ جِلْدِهِ شَوْكَ القَنَا | عن كلّ فاغرة كشدق الأعلم |
أو مفلت حُمة َ السنان نجت به | روعاءُ لا تدعُ العذار لملجم |
يَنْزُو بِهِ الفَرْعُ الكَذُوبُ وَيَتّقي | مُرَّ الحَدِيثِ بكُلّ يَوْمٍ أيْوَمِ |
وَيَرُوعُهُ وَصْفُ الشّجَاعِ لطَعْنَة ٍ | من ذابل أو ضربة من مخذم |
حتّى يَظُنّ الصّبْحَ سَيفاً مُنْتَضًى | أهوى إليه مع الكميّ المعلم |
وَمُقَاوِمٍ عَرَضَ الكَلامُ بُرُودَهُ | فيهِنّ بَينَ مُعَضَّدٍ وَمُسَهَّمٍ |
أغْضَى لهَا المُتَشَدّقُونَ وَسَلّمُوا | لهدير شقشقة الفنيق المقرم |
بالرّأي تقبله العقول ضرورة ً | عند النّوائب لا بكيف ولا لِمِ |
حَمَلَ العَظَائِمَ وَالمَغَارِمَ نَاهِضاً | ومضى على وضح الطريقِ الأقوم |
حتى إذا أرمى الجذابُ ملاطه | وَأوَى الزّمَامُ لأِنْفِهِ وَالمَلْطَمِ |
طرح الوسوق فلم يدع من بعده | عِنْدَ العَظِيمَة ِ حَامِلاً للمُعْظَمِ |
كالنِّقضِ قد عَرَكَ الدُّؤوبُ صِفاحَه | عَرْكَ الضّبَاعِ مِنَ العِنانِ المُؤدِمِ |
رَقَدَ المُلُوكُ بِحَزْمِ أبْلَجَ رَأيُهُ | فلقٌ لعاشية العقول النوّم |
تَنْفَضّ عَنْهُ النّائِبَاتُ كَأنّهَا | وَبَرُ المُوَقَّعِ نَشّ تَحتَ المِيسَمِ |
كانُوا إذا قَعَدَ البِكَارُ بِثِقْلِهِمْ | قالوا لذا العَوْدِ الجُلالِ: تَقَدّمِ |
عَمْرِي لقَد قَذَفوا الكُرُوبَ بفارجٍ | مِنهُ وَقد رَجَموا الخُطوبَ بمِرْجَمِ |
فَكَأنّمَا قَرَعُوا القَنَا بعُتَيْبَة ٍ | ولقوا العدا بربيعة بن مكدم |
رَقّاءُ أضْغَانٍ يَسُلّ شَبَاتَهَا | حتّى يغير طبع سمّ الأرقم |
سبع وتسعون اهتبلن لك العدا | حتى مضوا وغبرت غير مذمم |
لم يلحقوا فيها بشأوك بعد ما | أمَلُوا، فَعاقَهُمُ اعترَاضُ الأزْلَمِ |
إلاَّ بقايا من غبارك أصبحت | غصصاً وإقذاءً لعين أو فم |
إنْ يَتْبَعُوا عَقِبَيكَ في طَلَبِ العُلى | فالذّئْبُ يَعسُلُ في طَرِيقِ الضّيغَمِ |
هل من أبٍ كأَبي لجرح ملمة | أعْيَا، وَشَعْبِ عَظيمَة ٍ لمْ يُلأَمِ |
إنّ الخُطُوبَ الطّارِقَاتِ فَجَعْنَنَا | بحمى الأبيّ وجُنة المستلئم |
بِمُمَهَّلٍ في الغَابِرِينَ مُؤخَّرٍ | وَمُحَفَّزٍ في السّابِقِينَ مُقَدَّمِ |
الطاهر ابن الطاهرين ومن يكن | لأَب إلى جذم النبوة يعظم |
من معشر اتخذوا المكارم طعمة | وَرُوُوا مِنَ الشّرَفِ الأعَزّ الأقدَمِ |
من جائدٍ أو ذائدٍ أو عاقرٍ | أو ماطرٍ أو منعمٍ أو مرغم |
وفروا على المجد المشيد همومهم | وتهاونوا بالنائل المتهدم |
عيصٌ ألفّ تقابلت شعباته | في المَجْدِ، شَجْرَ مُقَوَّمٍ لمُقَوَّمِ |
يتعاورون المكرمات ولادة | من بين جدٍ في المكارم وابنم |
قد قلت للحساد حين تقارضوا | حرق القلوب جوى ً وحرق الأرّم |
لا تحسدوا المترادفين على العلى | والغالبين على السنام الأكوم |
وَالطّاعِنينَ بِكُلّ جَدٍّ مِدْعَسٍ | والماطرين بكل نيل مرزم |
لكم الفضول إذا تكون وقيعة | أوْ غارَة ٌ، وَلَهُمْ صَفِيّ المَغْنَمِ |
عَطِرُونَ ما لأنُوفِكُمْ من طيبِهِمْ | بَينَ المَجَامِعِ غَيرَ شَمّ المَرْغَمِ |
يتساندون إلى على ً عادية | ومكارمٍ قدمٍ ومجدٍ قشعم |
مُتَزَيّدِينَ إلى السّؤالِ، وَعِندَكُمْ | أُمُّ العَظَاءِ، مُفِذّة ً لَمْ تُتْئِمِ |
فتعلقوا عجب المذلة واتركوا | رفع العيون إلى البناءِ الأعظم |
تلك الأسود فمن يجرّ فريسها | أمْ مَنْ يَمُرّ بِغَابِهَا المُتَأجِّمِ |
حُطّتْ بِأطْرَافِ البِلادِ قُبُورُهُمْ | رقم النجوم سقوف ليل مظلم |
وكفاك من شرف القبيل بأن ترى | بدد القبور لمنجد أو متهم |
عُدّوا جِبَالاً للعَلاء، وَإنْ غَدَوْا | أمشَاجَ مَجْدٍ في رَمَائِمِ أعْظُمِ |
وَضَعَتْ بتِلْكَ صَفايحاً وَضَرَايحاً | أثْقَالَ أوْطَفَ بالرُّعُودِ مُزَمزِمِ |
وَسَقَتْ ثَرَاهنّ الدّمُوعُ مُرِشّة ً | فَغَنِينَ عَنْ قَطْرِ الغَمَائِمِ وَالسُّميّ |
جَدَثّ بِبَابِلَ أُشْرِجَتْ رُجُمَاتُهُ | طبقاً على مطر النّدى المتهزم |
ضمن السماحة في ملاث أزاره | وَالمَجْدَ في نُوّارِهِ المُتَكَمِّمِ |
لا تَحْسَبَنْ جَدَثاً طَوَاهُ ضَرِيحُهُ | قَبراً، فَذاكَ مَغَارُ بَعضِ الأنْجُمِ |
أعريت ظهري للعدا ولو اتقى | بزهاء مزدحم العديد عرمرم |
وكشفت للأيام عورة مقتلي | حتى رددن عليَّ بعدك أسهمي |
قَدْ كُنتَ مَا بَيني وَبَينَ سِهَامِهَا | فاليوم لا يخبطن شاكلة الرّمي |
هَلْ تَسمَعَنّ مِنَ الزّمَانِ ظُلامَتي | فِيمَا جَنَى ، وَإلى الزّمَانِ تَظَلُّمي |
قل للنوائب لا أقيلك عثرة | فتشزني لوقائعي واستسلمي |
لا تَصْفَحَنّ عَنِ المُلِمّ إذا جَنَى | وإذا المضارب أمكنتك فصمم |
فالغمر من ترك الجزاء على الأَذى | وَأقَامَ يَنْظُرُ عُذْرَة ً مِنْ مُجرِمِ |
ومحوكة كالدرع أحكم سردها | صنع فافصح في الزّمان الأعجم |
عضلتها زمناً لأطلب كفؤها | وَزَفَفْتُهَا لكَ نِعْمَ بَعْلُ الأيّمِ |
إنّي نزلت وكنت غير مذلل | بيت المهان وأنت عين المكرم |