القدس ودموية الصليبيين (واليهود) - ممدوح إسماعيل
مدة
قراءة المادة :
8 دقائق
.
تاريخ يتكرر.. وبالجهاد يتغير:
منذ قرون كان حال المسلمين قربب الشبه بحالنا الان تفرق وضعف وخيانة (ولكن كان الاسلام في القلوب لم يتغير بعلمانية ليبرالية اشتراكية وفجور أخلاقي وما شابه)..
ونتيجة حالة الضعف والخيانة تشجع الصليبيون على احتلال بيت المقدس وقبل احتلال بيت المقدس قاموا بحملة تسمى حملة الفقراء عام 1096 ولكن السلاجقة الاتراك هزموهم وبعد مادب الخلاف والضعف بين امراء السلاجقة عاد الصليبيون بحملتهم الصليبية..
فحاصروا أنطاكية لمدة تسعة اشهر ومنها زحف الصليبيون على القدس فلم تتقدم "دويلة وامارة اسلامية " لمد يد العون لإنقاذها على الرغم من أن حاكمها "ياغي سيان السلجوقي" قدَّم عشرات الاستغاثات، فلم يُؤبه به، وبعد فتح انطاكية توجه الصليبيون الى معرة النعمان وفيها وقعت ابشع مذبحة من كلاب الصليب فى 12ديسمبر 1098..
وهي أسود لحظة في تاريخ مدينة معرة النعمان السورية بقيادة الصليبي ريموند دي سانت گيل وبهمند من ترانتو نجح الصليبيون في حصار أنطاكية ثم في 12 ديسمبر وصلوا المعرة واجتاحوا أسوارها وقتلوا 20,000 من سكانها كما كانوا يفعلون مع المدن التي يغزونها.
إلا أنهم أضافوا عنصراً جديداً، فقد التهموا الكثير من سكان المدينة..
المؤرخ رودلف من كاين كتب: "في المعرة قواتنا سلقت الكفار(المسلمين ونحن الان البعض يقول الاخر ولا يقول الكفار!!!) أحياءً في قدور الطهي؛ وخوزقوا الأطفال في أسياخ وشووهم على النار وأكلوهم".
وهنا نتوقف ان القتلى من المسلمين لم يكونوا عربا فقط انما كان معهم اخوانهم المسلمين من الاتراك السلاجقة في يوم الجمعة الموافق 15 يونية من سنة 1099م (492هـ)، يومًا من الأيام السوداء في تاريخ القدس.
يعنى من حوالى 912عام..
ذكر المؤرخ المسلم ابن الأثير: ان الصليبين اقتحموا أسوار القدس، ودخلوها وقتلوا معظم من فيها من السكان، لدرجة أنهم في ساحة المسجد الأقصى قتلوا أكثر من سبعين ألفًًا وذلك في يوم الجمعة 15 يونية 1099م (492هـ).
إنه اليوم الذي كان كل شيء قبله قد انتهى المؤرخ الصليبي غوستاف لوبون أكد تلك المجزرة، في كتابه (الحضارة العربية) نقلا عن روايات رهبان ومؤرخين، ممن رافقوا الحملة الصليبية على القدس، فكان من هؤلاء الراهب روبرت الذي استحسن سلوك قومه ووصف ذلك بقوله: "كان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وسطوح البيوت ليرووا غليلهم من التقتيل، كانوا كاللبؤات التي خطفت صغارها! كانوا يذبحون الأولاد والشباب ويقطعونهم إربا إربا، كانوا يشنقون أناسا كثيرين بحبل واحد بغية السرعة، وكان قومنا يقبضون على كل شيء يجدونه فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعا ذهبية! فيا للشره وحب الذهب، وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث..
يقول المؤرخ الصليبي وليم الصوري: "وكان القادة -أي الأمراء!!- قد شقوا في وقت سابق طريقًا لهم، وأحدثوا عندما تقدموا قتلاً لا يوصف...
وتبع موكبَهم حشدٌ من الناس؛ متعطش للدماء، ومصمِّم على الإبادة".
ويقول وليم كانه يحكى مذابح الامريكان في العراق افغانستان والروس وايران في سوريا ويقول: "وعَلِم القادة الآخرون بعد أن كانوا قد قتلوا من واجهوا في الأجزاء المختلفة من المدينة، أن الكثير قد هربوا للالتجاء في الأروقة المقدسة للهيكل؛ ولذلك اندفعوا بالإجماع إلى هناك, ودخلت مجموعة كبيرة من الفرسان والرَّجَّالة قتلتْ جميع الذين كانوا قد التجئوا إلى هناك، ولم تظهر أي شفقة لأي واحد منهم، وغمر المكان كله بدم الضحايا".
ويكمل (وليم الصوري) قائلاً: "وطاف بقية الجنود خلال المدينة بحثًا عن التعساء الباقين على قيد الحياة، والذين يمكن أن يكونوا مختبئين في مداخل ضيِّقة وطرق فرعية للنجاة من الموت ، وسُحب هؤلاء على مرأى الجميع وذُبحوا كالأغنام، وتشكل البعض في زُمَرٍ واقتحموا المنازل، حتى قبضوا على أرباب الأسر وزوجاتهم وأطفالهم، وجميع أسرهم وقُتلت هذه الضحايا، أو قُذفت من مكان مرتفع حيث هلكت بشكل مأساويٍّ، وادَّعى كل واحد من المغيرين ملكية دائمة للمنزل الذي كان قد اقتحمه، وذلك إضافةً إلى تملُّك كل ما كان موجودًا فيه"(!!!).
وينبري لرصد نهاية المذبحة كاتب صليبي آخر (أنتوني برج)، فيرسمها بتعبير يحزن القلوب يقول: "وعندما لم يبقَ من يقتلونه سار المنتصرون خلال شوارع المدينة التي لا تزال مفروشة بالجثث وتفوح منها رائحة الموت، إلى كنيسة القيامة لتقديم الشكر للرب لرحمته (!!!).
(وقد فعل اليهود مثل ما فعل الصليبيون من مذابح في فلسطين )
(هنا يتبادر السؤال أين كان العرب والمسلمون ؟!)
خلال أيام الإبادة المشئومة هذه؟
لقد كانوا في مثل حالنا تقريبًا وليس بالضبط وذلك لان البعض يقع في تشبيه خاطئ جدا حيث يشبه تلك الايام بحالنا الان بالطبع لا ومليون لا للتشبيه المطابق لأنه كما قلت كان الاسلام موجود فكرا وعقيدة وسلوكا حتى مع وجود بعض البدع لكن المشكلة كانت في غياب دولة الاسلام القوية فقط التي تصول وتجول وتجاهد وتملك السلطان والسلاح فالدولة كانت مفككة ضعيفة اخترقها الخونة يعنى كانت المشكلة في الحكم وهنا ممكن التشابه..
ولكن ليس في الجماهير المسلمة وهنا غير ممكن التشابه لان جماهير اليوم فريق منهم تغربوا عن الاسلام حتى اصبحوا يعادون ثوابت الدين وفريق يجهل ثوابت الدين وفريق مطية للخونة وهكذا وان كانت وقعت خيانات وقت الحملة الصليبية ولكنها فردية وليست جماهيرية شعوبية..
وقتها كانت الخلافة العباسية شبه جثة هامدة كسلطان حكم..
وكان احفاد السلاجقة العظام الذين سيطروا على الخلافة العباسية بعد طرد البويهيين ضعفاء عن اسلافهم فاشتد الخلاف بينهم فنشطوا في تقسيم أملاك الخلافة بينهم مما أضعف البلاد وجعلها ولايات مستقلة هزيلة وهنا تشبه منظمة التعاون الإسلامي ومنظماته وجامعة الدول العربية الان وربما كانوا يشحبون وينددون لكن للقوة والوحدة والعمل فاقدون))..
أما الفاطميون في مصر فخيانتهم فاضحة، فقد منعوا المساعدات عن أنطاكية حتى تسقط سريعًا بأيدي الصليبيين، بعد أن اتفقوا مع الصليبين على ترك بيت المقدس لهم وعندما اقتربت قوات الصليب من بيت المقدس هرب القائد الفاطمي وعسكره وتركوا بيت المقدس للصليبين يستبيحوه ويقتلوا اهله..
ولا يفوتنا ان الخونة من الارمن النصارى في الشام ساعدوا الصليبين على الاحتلال بداية من انطاكية حتى بيت المقدس وكان الصليبيون يسمونهم المؤمنين ويسمون المسلمين الكفار!!..
المسلمون المعتدلون الان هم الخونة الذين يساعدون الصليبين على الاحتلال المسلمون المتطرفون هم من يعارضون الخونة والصليبين واليهود وهؤلاء يستحقون القتل والدمار والتشريد كما يحدث في فلسطين وسوريا ومصر..
ويبقى ان سرد تلك الاحداث للتذكرة انه رغم كل تلك المذابح الرهيبة عاد المسلمون بعد 90 عام وعادت دولتهم وقوتهم وسلطانهم وحرروا بيت المقدس والشام من الصليبين وطهروا الاقصى من نجس الصليبيون..
الشاهد مهما كانت قوة العدو (اليهود والصليبين) وبسط سيطرته عشرات السنين فان المسلمين سيعودون بالإسلام وبالجهاد فقط وليس بالشجب والصراخ والبيانات سيعودون بالجهاد اقوى ويحرروا اوطانهم ومقدساتهم..
مع زنكي ونور الدين والبطل الفاتح صلاح الدين الأيوبي في المقال القادم.