أقُولُ لهَا بَينَ الغَدِيرَينِ وَالنّقَا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أقُولُ لهَا بَينَ الغَدِيرَينِ وَالنّقَا | سواد الدجى بيني وبين المناصف |
خذي الجانب الوحشي لا تتعرضي | لِحَيٍّ حِلالٍ باللّوَى وَالأصَالِفِ |
أمامَكِ! إنّ الخَوْفَ حادٍ مُشَمِّرٌ | وَما للمَطَايا مثلُ حادي المَخاوِفِ |
فَمَرّتْ تَظُنّ النِّسعَ صَوْتاً أُجيلُهُ | فلا عذر إلا تتقي بالعجارف |
وقعت بها في أول الفجر وقعة | غِشَاشاً، كمَا أقضِي ألِيّة َ حَالِفِ |
وَأشْمَمْتُهَا رَمْلَ الأُنَيعِمِ غُدوَة ً | فسافت بأنف منكر غير عارف |
أحمّلها الشوق القديم فتنبري | باجلا دعاني القلب جم المشاغف |
كثير التفات الطرف في كل مذهب | بأنة مصدور على البين لاهف |
إذا مَا دَعَاهُ الشّوْقُ رَاوَحَ كَفَّهُ | على لاعج في مضمر القلب لاطف |
أعَادَ لَهُ البَرْقُ الحِجازِيُّ مَوْهِناً | عقابيل أيام اللقاء السوالف |
كأنّ بهِ مِن خَطبِ ظَميَاءَ غُصّة ً | يَسيغُ شَجَاها بالدّمُوعِ الذّوَارِفِ |
كان أثيوابي على ذئب ردهة | دني الليل فاستثنى رياح التنائف |
أُقَوّمُهَا، حَتّى إذا قِيلَ رَاكِبٌ | تَظَالَعْتُ مَرَّ المَائِلِ المُتَجانِفِ |
عسفنا بأرقال المطي وطالما | صَبَرْنا عَلى ضَيمِ العِدى وَالمَخاسِفِ |
وما سرني أني أقيم على الأذى | وَأنّي بِدارِ الهُونِ بَعضُ الخَلائِفِ |
فجوبي الملا أو جاوري بي ربيعة | وأسرة عيلان الطوال الغطارف |
مِن البيضِ، غُرّانِ المَجالي، إذا انتدوا | بدا لك بسامون شم المراعف |
هُناكَ إذا استَلْبَسْتِ أُلبِسْتِ فيهِمُ | جَناحَيْ عَتيقٍ آمِنِ الظّلّ وَاجِفِ |
بحَيْثُ إذا أعطَى الذّمَامُ حِبَالَة ً | علقت بها غير البوالي الضعائف |
إذا مَا طَلَعتِ النّقْبَ، وَاللَّيلُ دونَه | أمنت العدى إلا تلفت خائف |
نَجَوْتِ فكَمْ مِنْ عَضّة ٍ في أنامِلٍ | عليك ولهف من قلوب لواهف |
أتوعدني بالقارعات بجيلة | لَقَدْ ذَلّ مَنْ عَرّضْتُمُ للمَتَالِفِ |
إذا غَضِبُوا للأمْرِ كَانَ وَعيدُهُمْ | حبيق الألايا وارتعاد الروانف |
لَهُمْ نَبَعَاتُ الشّرّ يَنْتَبِلُونَها | ضُرُوباً، فمِنْ بادي عُقُوقٍ وَرَاصِفِ |
مَجَاهيلُ أغفَالٌ، إذا مَا تَعرّضُوا | بأحْسَابِهِمْ أنْكَرْتَهُمْ بالمَعارِفِ |
وكم أسرة من غيركم ذات شوكة | دبينا إلى عيدانهم بالقواصف |
عطفنا إليها بالعوالي أسنة | شُرُوعاً كأذنابِ الغِظاءِ الدّوَالِفِ |
وَعُدْنا بِها حُمراً تَقيءُ صُدُورُها | دماء العدى قطر الأنوف الرواعف |
وَكنّا، إذا داعٍ دَعَا لِوَقيعَة ٍ | سَحَبْنَا لهَا الأرْماحَ سَحبَ المَطارِفِ |
عَجِبتُ لذِي لَوْنَينِ خالَطَ شِيمَتي | فكشفت منه مخزيات المكاشف |
ضممت يدي منه وكانت غباوة | على ضرب مردود من الورق زائف |
يخاوص عين النار خوفا من القرى | إذا نارُ قَوْمٍ أُوقِدَتْ بالمَشَارِفِ |
وَإنْ آنَسَ الأضْيَافَ صَمّتَ كَلبَه | وطأطأ أعناق المطي الصوارف |
نَبَذْتُكَ نَبذَ السّنَ بَعدَ انفِصَامِها | وَإنّي لَمِجْذامُ القَرِينِ المُخَالِفِ |
إذا المروء مضته قذاة بطرفه | فغَيرُ مَلُومٍ إنْ رَمَاهَا بحَاذِفِ |
وَمَا أنْتَ مِنْ جَدّي فيُرْجِعَ رَاجعٌ | من الرحم البلهاء بعض العواطف |
حَلَفْتُ بمَنْ عَجَّ المُلَبّونَ باسمِهِ | عَجيجَ المَطايَا مِنْ مِنًى وَالمَوَاقِفِ |
عجافاً كأوتار الحنايا من الطوى | على مثل أعجاس القسي العطائف |
طَوَى الضُّمرُ من أجوَافِها بعدما انتهتْ | ثَمَائِلُهَا، طَيَّ البُرُودِ اللّطَائِفِ |
تَرَى كلّ مَجهودٍ، إذا مَنّه السُّرَى | أكَبّ عَلى السّرْجينِ إكبابَ رَاعِفِ |
وَرَبِّ الهَدايَا المُشعَرَاتِ نَكُبّهَا | عجالا ورب الراقصات الخوانف |
وَما بالصّفَا مِنْ حالِقٍ وَمُقَصِّرٍ | ومن ماسح ركن العتيق وطائف |
وَسَاعٍ إلى أعْلامِ جَمْعٍ، وَدافعٍ | وماش على جنبي الآلٍ وواقف |
لأعراضكم عندي أشد مهانة ً | مِنَ الحَنظَلِ العاميّ عندَ النّوَاقِفِ |
فلا تستهبوا الشر من رقداته | فيَسحَتَكُمْ سَحتَ السّنينَ الخَوَالِفِ |
قوافي يقطرن السمام كأنها | ملاغم حيات الرمال الزواحف |
فكَمْ حَمْضَة ٍ مِنكُمْ لَنَا بقَرَارَة ٍ | يَعُودُ إلَيها نَاشِطٌ بَعدَ قاطِفِ |
وإياكم أن تحملوا من قوارضي | عَلى ظَهرِ زَعرَاءِ المِلاطَينِ شَارِفِ |
تخب بجانيكم وفي كل ساعة | يتاح لها منكم براقٍ ورادف |
دعوا السلف القمقام تسري رفاقه | لنَيلِ المَعالي، وَاقعُدُوا في الخَوَالِفِ |
وذاك أديم لم تكونوا سراته | بلى ربما استأثرتم بالزعانف |
تغطوا ولا تستكشفوني عواركم | فَمَا جُلْبَة ٌ إلاّ لهَا ظَهْرُ قَارِفِ |
وَإنْ مُدّتِ الأيّامُ بَيْني وَبَيْنَكُمْ | أطلت بكاء العاجز المتهاتف |