أ لا مُخبِرٌ، فيما يَقُولُ، جَليّة ً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أ لا مُخبِرٌ، فيما يَقُولُ، جَليّة ً | يزيل بها الشكّ المريب يقين |
أُسائِلُهُ عَنْ غَائِبٍ كيفَ حالُهُ | وَمَنْ نَزَلَ الغَبرَاءَ كيفَ يَكونُ |
وما كنت أخشى من زمانيَ أنني | أرقُّ على ضرائه وألين |
إلى أن رماني بالتي لا شوى لها | فأعقَبَ مِن بَعدِ الرّنينِ أنِينُ |
مُعيني عَلى الأيّامِ فَجَعنَني بِهِ | فَمَا لي عَلى أحداثِهِنّ مُعِينُ |
غَلَبنَ على عِلقي النّفيسِ فحُزْنَه | وَفارَقَني عِلْقٌ عَليّ ثَمِينُ |
سمحت به إذ لم أجد عنه مَدفعاً | وَإنّي عَلى عُذْرِي بِهِ لَضَنِينُ |
وإنَّ أحق المجهشين لعبرة | ووجد قرين بان عنه قرين |
وَما تَنفَعُ المَرْءَ الشِّمالُ وَحيدَة ً | إذا فَارَقَتْهَا بالمَنُونِ يَمِينُ |
تجرّم عام لم أنل منك نظرة | وحان ولم يقدرْ لقاؤك حين |
وكيف وقد قطَّعن منك علائقي | وَسَدّتْ شَعُوبٌ بَينَنَا وَمَنُونُ |
أضَبَّ جديدُ الأرْضِ دونك وَالتقتْ | علَيكَ رِجامٌ كالغَياطِلِ جُونُ |
تُجاوِرُ فيها هامِدِينَ تَعَطّلُوا | وَمن قَبلُ دانُوا في الزّمانِ وَدينُوا |
مقيمين منها في بطون ضرائح | حَوَامِلَ لا يَبدُو لهنّ جَنِينُ |
أمرّ بقبر قد طواك صعيده | فأبلَسُ حتّى مَا أكَادُ أُبِينُ |
وَتَنْفَضّ بالوجْدِ الألِيمِ أضَالعٌ | وَتَرْفَضّ بالدّمعِ الغزِيزِ شُؤونُ |
فالأيكنْ عقر فقد عقرت له | خدودٌ، بأسرَابِ الدّموعِ عُيونُ |
وَلا عَجَبٌ أن تُمطِرَ العينُ فوْقَهُ | فإنّ سَوَادَ العَينِ فيهِ دَفِينُ |