خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/142"> الشيخ ابو بكر الجزائري . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/142?sub=113"> هذا الحبيب يا محب
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
هذا الحبيب يا محب 11
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد:
قد انتهى بنا الدرس إلى مقطوعة تباشير الصباح، وكان منها:
أولاً: دعوة إبراهيم عليه السلام في قول الله تعالى: رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ [البقرة:129].
ثم بشارة عيسى -روح الله- عليه السلام؛ إذ قال تعالى عنه في سورة الصف: وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ [الصف:6] وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة أخي عيسى ).
كما جاءت بشارات الكتب الإلهية: التوراة والإنجيل والزبور. وقد مر بنا هذا ووقفنا عليه.
ثم شهادات أهل الكتاب، وآخر تلك الشهادات شهادة صاحب عمّورية، وإليكم شهادته:
قال صاحب عمورية -وكان على دين المسيح- لـسلمان الفارسي الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: ( سلمان
قال له هذا المسيحي وهو يموت -ولا يعرف إلا الصدق في هذه الحالة-: والله! ما أعلم أنه أصبح اليوم أحد من الناس على مثل ما كان عليه هؤلاء -أي: الرهبان الذين تنقل بينهم سلمان يروي عنهم ويتعلم- آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظل زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم عليه السلام، يخرج بأرض العرب، مهاجره إلى أرض بين حرتين بينهما نخل -والله إنها للمدينة- به علامات -أي: بهذا النبي إذا ظهر علامات تدل على نبوته- لا تخفى: فهو يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة.
وقد امتحنه سلمان بهذا، فجاءه اليوم الأول بصدقة فردها عليه وقال: أعطها لمستحقها، ثم جاء في اليوم الثاني بهدية فقبلها منه وأثنى عليه خيراً صلى الله عليه وسلم.
قال: وبين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت -يا سلمان - أن تلحق به بتلك البلاد فافعل.
وقد مشى سلمان يتنقل وبيع -فيما أُذكر- مرتين عبداً، حتى أتى المدينة وهو عبد يشتغل في البساتين.
إذاً: هذه شهادات أهل الكتاب.
هتاف الجن ببشرى النبوة المحمدية
[إن من جملة تباشير الصباح -التي سبقت طلوع الفجر المحمدي-: أن كثرت الشهب في السماء، ورجمت الشياطين، الأمر الذي اندهش له الناس وفزعت له الكهان من نساء ورجال، وهذا سواد بن قارب رضي الله عنه يمر بين يدي عمر بن الخطاب ، فيقول له رجل: يا أمير المؤمنين! هل تعرف من المار؟ فيقول عمر : لا، ومن هو؟ فيقول له: هذا سواد بن قارب الذي أتاه رئيّه] والرئي هو الجن الذي يلازم الشخص ويصاحبه ويتراءى له في خلاه [بظهور النبي صلى الله عليه وسلم، وعندها أرسل إليه عمر فجاء، فقال له: أنت سواد بن قارب ؟ قال: نعم. قال: أفأنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ فغضب سواد وقال: ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت يا أمير المؤمنين] أي: كيف تقول لي هذا يا عمر ؟ لأن عمر قال له: أفأنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ وكان كاهناً، ولهذا يرى الجن [فقال عمر : سبحان الله! ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك] أي: وما تألمنا ولا غضبنا. فالكهانة أخف من الشرك قطعاً، وبهذا خفف عنه ما عاناه.
[فأخبرني بإتيانك رئيك بظهور النبي صلى الله عليه وسلم، قال: نعم يا أمير المؤمنين، بينما أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان، إذ أتاني رئيي فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي، واعقل إن كنت تعقل، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته، ثم أنشأ يقول:
عجبت للجن وتطلابها وشدها العيس بأقتابها] والعيس هي الإبل البيض.
[تهوي إلى مكة تبغي الهـدى ما صادق الجن ككذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم ليس المقاديم كأذنابها] وقطعاً ليس المتأخر كالمتقدم. أي: فعجل بالدخول في الإسلام.
[ثم ذكر أنه أتاه ليلتين بعد الأولى] أي: الرئي من الجن أتاه ليلتين بعد الأولى [وهو في كلها بين النائم واليقظان وقال له: قم يا سواد بن قارب ، واعقل إن كنت تعقل: إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته، وأنشده في كل ليلة أبياتاً منها قوله:
أتاني نجيي بعد هدء ورقدة ولم يك فيما قد تلوت بكاذب] هذا قول الجان، والرقدة من الرقاد.
[ثلاث ليالٍ قوله كل ليلة أتاك رسول من لؤي بن غالب
ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسلم سواد بن قارب ، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم وقص عليه قصة رئيه -الجني- وأنشد الأبيات التالية] أمام حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.
[فأشهد أن الله لا رب غيـره وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك من وحي ربنا وإن كان فيما قلت شيب الذوائب
وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلاً عن سواد بن قارب]
أما كثرة الشهب ورمي الشياطين بها ومنعهم من استراق السمع فقد جاء ذكره في القرآن الكريم، وهو قول الله تعالى من سورة الجن: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا * وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا [الجن:8-10]] وهؤلاء الجن الذين حضروا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ببطن نخلة بين مكة والطائف ونقلوا رسالتهم إلى أقوامهم، هذا من جملة كلامهم، وقد جاء في سورة الجن من قول الله تعالى: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ [الجن:1].
فكثرتُ الشهب وهولت العالم وخاصة الكهان، وكانت كل ذلك تباشير طلوع الشمس المحمدية.
والآن مع حادثة أصحاب الفيل، التي كانت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين سنة؛ إذ ولد صلى الله عليه وسلم عام الفيل، وحادثة الفيل هذه نزل فيها سورة بكاملها تسمى سورة الفيل.
حادثة أصحاب الفيل ودلالتها على قرب الفجر
[فسمع بذلك رجل كناني] ويا ليتني كنت هو! هذا بطل من كنانة سمع بهذه المؤامرة [فأتى القليس] أي: الكعبة المصطنعة [وأحدث فيه وذهب] تغوط وأفرز العذرة ولطخ الجدران بها؛ إهانة لهذا البيت الذي يتحدى به بيت الله [فبلغ ذلك أبرهة ، فحلف أن يغزو مكة ويهدم الكعبة] وكاد يصل -كما عزم وعرفتم- ولكن الله صفعهم وردهم.
[وجهز جيشاً قوياً، وأخرج معه الفيل المسمى محموداً] هذا الفيل يسمى محمود [وسار في طريقه -إلى مكة- وكلما اعترضته قبيلة من القبائل العربية لتصده قاتلها وهزمها، حتى انتهى إلى مشارف الحرم] وأنتم تعرفون المكان الذي حطم الله فيه جيشه، ما بين مزدلفة ومنى، يقال له: وادي محسر. وهذا يستحب الإسراع فيه للمشاة حتى يتجاوزوه؛ لأنه مكان أهلك الله فيه أبرهة وجيشه.
[فبعث رجاله، فساقوا ماشية أهل مكة، ومن بينها مائتا بعير لـعبد المطلب بن هاشم شيخ مكة ورئيس قريش بها] بعث رجاله ليأخذوا مواشي مكة فأخذوها ومن بينها مائتا بعير لشيخ مكة ورجلها الأوحد [ثم جرت سفارة] بين قريش وبين الجيش الغازي وعلى رأسه أبرهة عليه لعائن الله [انتهت بمفاوضات طالب فيها عبد المطلب بإبله] طالب فيها عبد المطلب أبرهة بأن يرد عليه إبله [وأما البيت فقد قال قولاً سار مثلاً] إلى اليوم [إن للبيت رباً يحميه] وهذا مثل عند العوام والعجائز، قاله عبد المطلب شيخ قريش.
[ولما علم عبد المطلب عجز قومه عن مقاومة هذا العدو الظالم ذي الجيش العرمرم الجرار، أمر أهل مكة أن يلتحقوا بشعاف الجبال وقممها حتى لا تلحقهم معرة الجيش الغازي، ففعل ذلك أهل مكة] والتحقوا بالجبال والأماكن البعيدة، حتى إذا دخل الجيش الظالم الغازي لا يفتك بالناس وينتهك حرمات النساء.
[ووقف عبد المطلب بباب الكعبة آخذاً بحلقته، وهو يقول:
لاهُمَّ] أي: اللهم [إن العبد يمـ ـنع رحله؛ فامنع حلالك
لا يغلبن صليبهم ومحالهم غدواً محالك] غدواً بمعنى: غداً.
[إن كنت تاركهم وملـ ـتنا فأمر ما بدا لك
وانصر على آل الصليـ ـب وعابديه اليوم آلك] أهل الله، آله أي: أهله.
واستجاب الله ..
[فلما أصبح أبرهة وتهيأ لدخول مكة، ووجه الفيل إلى مكة، أبى الفيل أن يمشي، فإذا وجهه إلى غيرها مشى] وإذا وجهه إلى مكة برك [وما زال يحاوله حتى أرسل الله تعالى عليهم طيراً أبابيل من البحر، يحمل كل طير ثلاثة أحجار، واحدة بمنقاره واثنتين برجليه، فما أصابت رجلاً إلا أخذ لحمه يتساقط] قال الله عز وجل: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ [الفيل:1-5].
لا إله إلا الله .. هذا قبل أن تعرف البشرية القنابل المدمرة.
[وطلبوا من يدلهم على الطريق ليعودوا هاربين إلى اليمن، فقال دليلهم] طلبوا من يدلهم على الطريق ليعودوا إلى بلادهم باليمن، فقال دليلهم:
[أين المفر والإله الطالب ................] أي: إذا كان الله هو الذي يطلبكم فأين المفر؟ فالله فوقكم وأمامكم ..
[.................. والأشرم المغلوب ليس الغالب
وانتهت الحال بهزيمة جيش أبرهة وهلاكه] والله الذي لا إله غيره، لو أن المسلمين في أي ديارهم قاموا على منهج ربهم واستقاموا لأصبحوا كوكباً ينير في دنيا الناس، ولو أطبق عليهم من على الأرض كلهم ما استطاعوا أن يمسوهم بسوء، ولكن لما تخلينا عن ولاية الله وتخلى الله عنا فلا نلوم إلا أنفسنا، ستقولون: يا شيخ كيف تقول هذا؟! ألم تستعمركم بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وأسبانيا وهولندا؟ أما كنتم مسلمين يومئذٍ؟ كان أجدادنا مسلمين من نوع الإسلام الذي عليه نحن الآن، ولولا لطف الله ووجود صالحين وصالحات في كل بلد لكانت الفرصة متاحة لأن يسلط الله علينا من يؤدبنا.
[وأما أبرهة فقد نقل مثخناً بجراحاته إلى صنعاء فمات بها] والعياذ بالله إلى جهنم [وقد أنزل الله تعالى سورة الفيل متضمنة هذه الحادثة إجمالاً، وهي آية صدق النبوة المحمدية] ومن يشك في أن محمداً رسول الله؟!
والآن نتائج وعبر لهذه المقطوعة التي هي تباشير الصبح المحمدي، ملخصة عندنا في هذه الأرقام الثمانية، وقد درسناها ولكن هذا من باب الاستذكار، علنا نذكر ما سبق لنا أن درسناه.
قال: [هتاف الجن بالبشرى] هتاف الجن وصياحهم ورفع أصواتهم ببشرى النبوة المحمدية، فكان أولاً: بشارات أهل الكتاب وشهاداتهم نبوته صلى الله عليه وسلم، والآن شهادة الجن -أيضاً- بذلك.
[إن من جملة تباشير الصباح -التي سبقت طلوع الفجر المحمدي-: أن كثرت الشهب في السماء، ورجمت الشياطين، الأمر الذي اندهش له الناس وفزعت له الكهان من نساء ورجال، وهذا سواد بن قارب رضي الله عنه يمر بين يدي عمر بن الخطاب ، فيقول له رجل: يا أمير المؤمنين! هل تعرف من المار؟ فيقول عمر : لا، ومن هو؟ فيقول له: هذا سواد بن قارب الذي أتاه رئيّه] والرئي هو الجن الذي يلازم الشخص ويصاحبه ويتراءى له في خلاه [بظهور النبي صلى الله عليه وسلم، وعندها أرسل إليه عمر فجاء، فقال له: أنت سواد بن قارب ؟ قال: نعم. قال: أفأنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ فغضب سواد وقال: ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت يا أمير المؤمنين] أي: كيف تقول لي هذا يا عمر ؟ لأن عمر قال له: أفأنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ وكان كاهناً، ولهذا يرى الجن [فقال عمر : سبحان الله! ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك] أي: وما تألمنا ولا غضبنا. فالكهانة أخف من الشرك قطعاً، وبهذا خفف عنه ما عاناه.
[فأخبرني بإتيانك رئيك بظهور النبي صلى الله عليه وسلم، قال: نعم يا أمير المؤمنين، بينما أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان، إذ أتاني رئيي فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي، واعقل إن كنت تعقل، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته، ثم أنشأ يقول:
عجبت للجن وتطلابها وشدها العيس بأقتابها] والعيس هي الإبل البيض.
[تهوي إلى مكة تبغي الهـدى ما صادق الجن ككذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم ليس المقاديم كأذنابها] وقطعاً ليس المتأخر كالمتقدم. أي: فعجل بالدخول في الإسلام.
[ثم ذكر أنه أتاه ليلتين بعد الأولى] أي: الرئي من الجن أتاه ليلتين بعد الأولى [وهو في كلها بين النائم واليقظان وقال له: قم يا سواد بن قارب ، واعقل إن كنت تعقل: إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته، وأنشده في كل ليلة أبياتاً منها قوله:
أتاني نجيي بعد هدء ورقدة ولم يك فيما قد تلوت بكاذب] هذا قول الجان، والرقدة من الرقاد.
[ثلاث ليالٍ قوله كل ليلة أتاك رسول من لؤي بن غالب
ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسلم سواد بن قارب ، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم وقص عليه قصة رئيه -الجني- وأنشد الأبيات التالية] أمام حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.
[فأشهد أن الله لا رب غيـره وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك من وحي ربنا وإن كان فيما قلت شيب الذوائب
وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلاً عن سواد بن قارب]
أما كثرة الشهب ورمي الشياطين بها ومنعهم من استراق السمع فقد جاء ذكره في القرآن الكريم، وهو قول الله تعالى من سورة الجن: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا * وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا [الجن:8-10]] وهؤلاء الجن الذين حضروا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ببطن نخلة بين مكة والطائف ونقلوا رسالتهم إلى أقوامهم، هذا من جملة كلامهم، وقد جاء في سورة الجن من قول الله تعالى: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ [الجن:1].
فكثرتُ الشهب وهولت العالم وخاصة الكهان، وكانت كل ذلك تباشير طلوع الشمس المحمدية.
والآن مع حادثة أصحاب الفيل، التي كانت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين سنة؛ إذ ولد صلى الله عليه وسلم عام الفيل، وحادثة الفيل هذه نزل فيها سورة بكاملها تسمى سورة الفيل.