خطب ومحاضرات
هذا الحبيب يا محب 73
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد:
لنقضي ساعة مع حبيبنا صلى الله عليه وسلم، وقد انتهينا إلى قول المؤلف -غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم-: [كيف نزل القرظيون من حصونهم] نحن مع غزوة الخندق أو الأحزاب، وقد انتهت وفر المشركون عائدين إلى مكة وما حولها، وإلى نجد وما حولها، ولكن بنو قريظة ما زالوا في المدينة، وقد غرر بهم العدو وأدخلهم في الحرب، وأعلن الله الحرب عليهم، فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بالمسير إلى بني قريظة، فقال صلى الله عليه وسلم: ( لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة )، ثم حاصرهم نصف شهر. والآن كيف نزلوا من على حصونهم العالية؟
قال: [إنه لما صدر حكم الله تعالى على لسان سعد بن معاذ في بني قريظة] وتقدم لنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم حكّم سعداً في اليهود، وأصدر حكمه، ووافق حكمه حكم الله من فوق سبع طباق [ورضي الحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون] وتذكرون لما ناشد سعد المؤمنين من المهاجرين والأنصار وطالبهم بالرضا بحكمه، قال: عليكم بذلك عقد الله وميثاقه أن الحكم ما حكمت فيهم؟ فقالوا: نعم. فقال: وعلى من هاهنا؟ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا ينظر إليه إجلالاً وإكباراً، فقال الرسول: نعم. فحكم بقتل رجالهم وسبي ذراريهم ونسائهم وأخذ أموالهم. وهذا الحكم حكم الله به قبل أن يخلق سعداً .
وقلنا قبل إن بني قريظة طائفة كبيرة من طوائف اليهود بالمدينة النبوية من قبل الإسلام، تجمعوا هناك ينتظرون النبوة الجديدة الخاتمة؛ ليؤمنوا بالرسول الخاتم ويقاتلوا معه حتى يستردوا مملكة بني إسرائيل، هذه كانت آمالهم.
وشيء آخر أيضاً: وهو أن الرومان عذبوهم، وأحرقوهم بالنار، فهربوا إلى هذه الديار للأمن فيها؛ لأن أهلها كانوا مشركون جهال، لا يعلمون شيئاً.
قال: [ووافقوا عليه مجتمعين] الرسول والمؤمنون [كان القرظيون ساعتئذ في حصونهم] ما نزلوا [وقد أبوا أن ينزلوا على حكم سعد ] وتذكرون ما فعل أبو لبابة حين استشاروه القرظيون، قال: اقبلوا حكم رسول الله وأشار بيده إلى عنقه، ولما نزع يده من عنقه عرف أنه وقع في الفخ، فارتعدت فرائصه وأعلن توبته مع أنه لم ينطق بشيء، وأتى المسجد وربط نفسه بسارية، ومكث مربوطاً حتى نزلت توبته.
قال: [فصاح علي بن أبي طالب قائلاً: يا كتيبة الإيمان -وتقدم هو والزبير بن العوام - وقال: والله لأذوقن ما ذاق حمزة أو لأقتحمن حصنهم] وبهذا الإعلان انهزموا .. وهذه هي البطولات! فـعلي والزبير من جماعة ألف، وجماعة ألف هم مجموعة من الصحابة إذا طالب قائد القوات في المعركة ألف مقاتل بعثوا له بواحد من هؤلاء يكفيه، يدخل في ألف فيمزقهم وحده.
[فصاح اليهود] بأعلى أصواتهم [وقالوا: يا محمد! ننزل على حكم سعد بن معاذ ] لم ما قالوا يا رسول الله؟ لأنهم لا يعترفون بأنه رسول الله [ونزلوا] من على حصونهم [فاقتيدوا إلى المدينة] المدينة النبوية، والعامة يقولون: المدينة المنورة [وحبسوا في دار بنت الحارث ] امرأة كانت عندها بناية فحبسوهم فيها، فليس عندهم سجون ولا قلاع [وهي امرأة من بني النجار يقال لها: نسيبة بنت الحارث ] سموا عليها بناتكم حتى تخلدوا ذكراها.
قال: [تنفيذ الحكم] الحكم صدر على لسان سعد بن معاذ ووقّع عليه رسول الله والمؤمنون؛ لأنه حكم الله من فوق سبع سماوات.
[ثم خرج الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم] والمسجد آنذاك كان هو دائرة القضاء والحكم، فالمسجد ملتقاهم لمناجاة ربهم خمس مرات أو ساعات في اليوم والليلة، وفيه يتم القضاء وتتم كل التدبيرات المتطلبة للحياة [إلى سوق المدينة] وسوق المدينة طرف المسجد النبوي الآن [وأمر بحفر أخاديد فيها، ثم أمر أن يؤتى بهم أرسالاً، فتضرب أعناقهم ويلقون في تلك الأخاديد] والأخاديد جمع أخدود، وقد جاء ذكرها في القرآن، قال تعالى: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ [البروج:1-4] من هؤلاء؟ الذين كانوا يقتلون المسيحيين المؤمنين بحرقهم في الأخاديد.
[وكانوا] أي: رجال بني قريظة [قرابة سبعمائة رجل] لأن كل من بلغ بإنبات الشعر أو احتلم فهو رجل، ومن لم يبلغ فهو مع النساء والأطفال [من بينهم كعب بن أسد رئيسهم] رئيس الطائفة اليهودية القرظية [وعدو الله حيي بن أخطب النضري ] وهو الذي ألب الأحزاب وجمعها وجاء بها من الشرق والغرب [محزب الأحزاب لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وقد قالوا لـكعب -وهم يساقون أرسالاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم] أي: جماعة بعد جماعة [إلى أين يُذهب بنا يا كعب ؟] يستفهمون سيدهم إلى أين يُذهب بهم! [فقال لهم: أفي كل موطن لا تعقلون؟ ألا ترون الداعي لا ينزع، وأنه من ذهب به منكم لا يرجع؟] المنادي ينادي لا يترك واحداً أبداً، وكل من ذهب لا يرجع، إذاً معروف أنهم يقتلون [هو والله القتل!!] طمأنهم!!
[وأخيراً جيء بعدو الله حيي بن أخطب عليه حلة فقاحية] أي موشاة بالحمرة كالورد [قد شقها من كل جهاتها حتى لا ينتفع بها المسلمون] حتى لا تورث عنه وتؤخذ مزقها وهي على جسمه من كل جهة فلا ينتفع بها المسلمون، وهذا من أكابر شياطين الإنس، فعداوته أصيلة، متمكنة في قلبه، وهل هذا النوع موجود الآن؟ إي نعم، والله موجود بالآلاف بل بمئات الآلاف، لا يريدون أن ينجو مسلم أو يسعد.
قال: [جيء به مجموعة يداه إلى عنقه] مغلل بالأغلال [فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم] والرسول واقف في الأمة وهم ينفذون حكم الإعدام [قال: أما والله ما لمت نفسي في عداوتك] هذا حجر، والحجر أفضل منه [ولكنه من يخذل الله يخذل] فصاحة عجيبة! أي: خذلنا الله فخذلنا [ثم أقبل على الناس وقال: أيها الناس! إنه لا بأس بأمر الله، كتاب وقدر، وملحمة كتبها الله على بني إسرائيل] وهذا إيمان! ولا يوجد في المليون مسلم يعرف هذا الكلام أو يقوله عند الشدة، لا إله إلا الله! أهل كتاب عاشوا بين العرب وتعلموا لغتهم وفازوا بها، هذا مؤمن بالبعث والجزاء والرسل والدار الآخرة وكافر بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته، فهو إذاً من شر الكفار، ولا ينفعه إيمان بعد كفره بالإسلام ونبيه؛ فما دام لا يعمل بهذه الشريعة فإن نفسه لا تزكو وتطيب على الأوهام القديمة، وإذا لم يصم ويصلّ ويحج ويعتمر ويجاهد ويعمل بهذه العبادات فنفسه منتنة عفنة، قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا [الشمس:9] وهو ما زكاها.
وقد يقول قائل: ولو كفر بنبي وقد آمن بثلاثمائة وأربعة عشر نبياً؟ نقول: نعم. لأنه إذا لم يعمل بما وضع الله من عبادات: من أعمال القلوب والألسن والجوارح فإن نفسه لا تزكو، وتبقى خبيثة منتنة كنفوس الشياطين والكافرين، إذاً كيف يدخل الجنة؟ مستحيل! وحكم الله قد صدر: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10] ولو كنت ابن نبي أو أباه لا ينفعك نسبك أبداً، لا ينفعك إلا أن تؤمن بالله وتعمل على تزكية نفسك بما وضع الله لك من مواد.
قال: [ثم جلس فضربت عنقه] ضربة واحدة. وألقي في الأخدود.
قال: [القرظية العجب] امرأة من بني قريظة كان حالها عجباً!
[لقد أُعدم كل من أنبت الشعر واحتلم من ذكران بني قريظة] وكانوا قرابة السبعمائة [إلا رفاعة ] رفاعة يهودي لكنه لم يقتل [فقد استوهبته سلمى بنت قيس - أم المنذر النجارية - النبي صلى الله عليه وسلم] الله أكبر! طلبت من رسول الله أن يسلمها هذا اليهودي، فقال: خذيه [فقالت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي! هب لي رفاعة فإنه قد زعم أنه سيصلي ويأكل لحم الجمل] يصلي بمعنى يسلم، وأكل لحم الجمل دليل على صدق إسلامه، فلو كان ينافق ما أكل لحم الجمل؛ لأن اليهود لا يأكلون لحم الجمل.
[فوهبه لها فاستحيته، أما نساؤهم فلم يقتل منهم إلا امرأة واحدة قتلت بجناية ارتكبتها] وهي قتل الإنسان [وكانت المرأة عجباً في حياتها، ولنترك لأم المؤمنين عائشة ] الصديقة رضي الله عنها [تحدثنا عنها] وكأننا نعيش معها، فتلك حجراتها.
[حدث عروة بن الزبير عن خالته عائشة رضي الله عنها] لأن عروة ابن أسماء بنت أبي بكر وأسماء أخت عائشة [قال: إنها قالت: لم يقتل من نساء بني قريظة إلا امرأة واحدة] هذا وهو يحدث التابعين من أولاد الصحابة، عن خالته بما أخبرته قال: قالت: لم يقتل من نساء بني قريظة إلا امرأة واحدة [إنها والله لعندي] أي: في البيت [تتحدث معي وتضحك وتتقلب ظهراً لبطن من الضحك] وهنا العجب [ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل رجالها في السوق؛ إذ هتف هاتفها باسمها: أين فلانة؟ قالت: أنا والله، فقلت لها: ويلكِ مالكِ؟ قالت: أقتل. قلت: ولم؟ قالت: بحدث أحدثته] وكانت قد قتلت رجلاً برحى [فانطلق بها فضرب عنقها. فكانت عائشة تقول: والله ما أنسى عجباً منها طيب نفسها وكثرة ضحكها، وقد عرفت أنها تقتل] لأن الإنسان إذا حكم عليه بالإعدام ولم يدر متى يطبق بعد عام أو عامين فإنه يبقى في كرب وهم، وهذه نادوها للقتل وهي تضحك وتتقلب ظهراً لبطن من الضحك، فتعجبت منها عائشة ، وحق لها أن تعجب.
قال: [وقرظي أعجب:
هذا القرظي الأعجب حالاً من القرظية العجب، هو الزَّبير بن باطا أحد أعيان بني قريظة] والزَّبير بالفتح، فالزَبير عندهم أكبر من الزُبير؛ لأن الزُبير تصغير، والزَبير كبير [وكان هذا الزبير قد مَنَّ على ثابت بن قيس بن شماس في الجاهلية، وذلك في حرب بعاث] التي كانت تدور بين الأوس والخزرج، ويهود بني النضير كانوا أحلافاً للأوس، وبنو قريظة كانوا أحلافاً للخزرج، وهذا الزَّبير بن باطا كان أعتق ثابت بن قيس بن شماس في الجاهلية وهو الآن في الإسلام شيخ كبير.
قال: [إذ قد جز ناصيته وخلى سبيله] بعد أن أخذه أسيراً في الحرب -حرب المشركين- جز ناصيته وخلاه [فجاء ثابت -وهو شيخ كبير- فقال: يا أبا عبد الرحمن! هل تعرفني؟] جاء للزبير وقت إعدامه [قال: وهل يجهل مثلي مثلك؟ قال: إني أردت أن أجزيك بيدك عندي] لأنه أعتقه ولم يقتله منذ أربعين أو خمسين سنة [قال الزبير : إن الكريم يجزي الكريم.
ثم أتى ثابت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إنه قد كان للزبير بن باطا علي منة، وقد أحببت أن أجزيه بها؛ فهب لي دمه] أي: أعطني دمه؛ لأنه محكوم عليه بالإعدام [فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هو لك )] وهبه معدوماً أو محكوماً عليه بالإعدام ليحيا ما شاء الله [فأتاه فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وهب لي دمك فهو لك] يعني: عفاه من القتل [فقال الزبير : شيخ كبير لا أهل له ولا ولد فما يصنع بالحياة؟] فهمتم ما قال الزبير بن باطا ؟! لما جاءته الحياة كاملة قال: وما الفائدة فليس عندي مال ولا ولد ولا امرأة، فلم أبقى حياً؟! وهو يستعطف بذلك لعله يحصل أيضاً على ماله وولده وزوجته.
[فأتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! هب لي امرأته وولده] يعني: ما دمت وهبتني الرجل فهب لي امرأته وولده [قال: ( هما لك )] يا ثابت [فأتاه فقال له: قد وهب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلك وولدك فهما لك، فقال] الزبير بن باطا [أهل بيت في الحجاز لا مال لهم، فما بقاؤهم على ذلك؟] يعني: أهل بيت في الحجاز الجدباء، حيث لا زبدة ولا عسل كالشام، ما قيمة بقائهم بدون مال؟! [فأتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ماله قال: ( هو لك )] وأعطاه ماله أيضاً. يعني أعطاه حياته وأسرته وماله، وهذا هو الرسول الكريم، ووالله! لا أكرم منه صلى الله عليه وسلم.
[فأتاه ثابت فقال: قد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك فهو لك. قال: أي ثابت : ما فعل الذي كأن وجهه مرآة صينية يتراءى فيها عذارى الحي كعب بن أسد؟ ] تذكر كعب الذي قتل، فرأى أنه لا خير في الحياة بعد موته. عجب هؤلاء اليهود! والمراءي الزجاجية كانت تأتي من الصين، ويعني: أن وجهه جميل مشرق كأنه مرآة صينية يتراءى فيها أبكار الحي وجوههم، وهذا مدح عظيم [قال: قتل. قال: فما فعل سيد الحاضر والبادي حيي بن أخطب ؟!] يعني: ما فعل حيي إذ قتل كعب [قال: قتل. قال: فما فعل مقدمتنا إذا شددنا، وحاميتنا إذا فررنا، عزال بن سموءل ؟ قال: قتل] يتذكر عظماء رجالاتهم [قال: فما فعل المجلسان؟ يعني بني كعب بن قريظة، وبني عمرو بن قريظة، قال: ذهبوا قتلوا] كلهم [قال: فإني أسألك يا ثابت ؛ بيدي عندك إلا ألحقتني بالقوم] وهذه شجاعة! [فوالله! ما في العيش بعد هؤلاء من خير. فما أنا بصابر لله فتلة دلوٍ ناضح] أي زمن ما يفرغ دلو ماء، كناية عن أقصر زمن، يعني: لا أريد أن أصبر على هذه الحياة إلا مثلما تفرغ دلوك من الماء [حتى ألقى الأحبة، فقدمه ثابت فضرب عنقه.
ولما بلغ أبا بكر الصديق قوله: ألقى الأحبة. قال: يلقاهم والله! في نار جهنم خالداً فيها مخلداً].
هذه أحداث عجيبة! وما زال اليهود -بنو عمنا- يسعون ليل نهار على إنهاء هذا النور وإطفائه، بل يسعون لإحباط كل عمل للبشرية يبقي على ذكورها وإناثها، حتى يصيروا كالبهائم فيركبهم بنو إسرائيل ويعيدوا مملكتهم، وكل مكر وكيد في العالم يصدر عنهم، والحروب كلها دارت بسببهم!
كما أن المذاهب الفكرية المنحرفة كالبلشفية والشيوعية والعلمانية هم من قواها أو أوجدها، كما أوجدوا المسخ، وأندية اللواط، والقمار، والعري.. لماذا؟ قالوا: من أجل أن ترجع البشرية إلى الحيوانية، فإذا أصبحوا أبقاراً نركبهم كيفما نشاء. ثم يعلنون عن المملكة الإسرائيلية!
كان موشي ديان عليه لعائن الله يخطب في البرلمان -وعندنا تلميذ استشهد في الأفغان سمع هذا بأذنه- ولما أعجبوا بخطبته قالوا له: أنت الملك! وأنت كذا .. فقال: اسكتوا، لم يحن الوقت بعد ..
وأزيدكم من السياسة التي ربما مضت عليكم وأنتم أحداث فلا تعرفونها: كلمة (ملك) أصبحت كأنها سم، وفي أوروبا والدنيا كاملة يقولون: اقتلوا الملوك! افتح بطن العالم وخذ مصارينه واخنق بها الملك! فإذا بالجمهوريات تظهر بتخطيط اليهود، وانتقل ذلك إلى بلاد العالم الإسلامي، وهذا كله من تعليم اليهود وكيدهم؛ لأنهم لا يريدون أن يبقى خير في البشرية، فامسخوها، وبالفعل فعل الناس ما خطط له اليهود وقتلوا الملوك وفعلوا بهم ما فعلوا؛ استجابة لسحر اليهود، وإلى الآن ما أفقنا ولا عرفنا أبداً، يقولون: الجمهورية! وأنا أقول: أروني رئيس جمهورية تذوق أهله أو مواطنوه الطعم الطيب أو عرفوا الراحة؟!
إن كل خبث اليهود هم الذين ينشئون خلاياه الأولى؛ لتنمسخ البشرية. وقلنا بالأمس: أين النصارى الذين كانوا يعرفون بالرحمة والإحسان؟ لقد مسخوا وتحولوا إلى شر الخلق بالعمل اليهودي.
قال: [أموال بني قريظة] من أخذها وماذا فعل بها؟
[بناءً على حكم سعد بن معاذ الذي وافق فيه حكم الله تعالى، ورضيه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فإن أموال بني قريظة -كنسائهم وذراريهم- تقسم على المسلمين، فلذا قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطى للفارس ثلاثة أسهم] والفارس هو صاحب الفرس، يأخذ سهمين للفرس؛ لأنه يطعمه، وسهماً له [وللراجل سهماً] واحداً [بعد أخذ الخمس] للدولة. لرسول الله ومن أمر الله أن ينفق عليهم [الذي هو لله وللرسول ولذي القربى واليتامي والمساكين وابن السبيل.
وعلى هذه السُّنة مضت في الإسلام قسمة الغنائم إلا أن بعض أئمة الفقه] ولعلهم المالكية [يرون أن الفارس يعطى سهمين والراجل يعطى سهماً واحداً] والعلة معروفة فصاحب الفرس يطعم فرسه، ثانياً: حربه أقوى من حرب الماشي، فما يحدثه من زلزال في العدو أكثر مما يحدثه الراجل، فلهذا تشجيعاً له على شراء الخيل والركوب عليها والجهاد بها، يعطيه الإمام ثلاثة أسهم أو سهمين.
[ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد الأنصاري -أخا بني عبد الأشهل- بسبايا من سبايا بني قريظة إلى نجد فباعهم، واشترى بثمنهم خيلاً وسلاحاً للمسلمين] لأن النساء والأطفال يباعون في أسواق العالم كسبايا، واشترى بالثمن خيلاً وسلاحاً للمسلمين.
قال: [ريحانة الحبيب صلى الله عليه وسلم] والريحان أطيب رائحة الزهور.
[ريحانة : امرأة من بني عمرو بن قريظة، اصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل قسمة السبايا] وللرسول أن يأخذ ما شاء قبل القسمة [وعرض عليها الزواج بها ويضرب عليها الحجاب فأبت] وأنت كذلك إذا أردت أن تتزوج امرأة لا تتحجب اشترط عليها، فإن قالت: لا. قل: لا أتزوجكِ. هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد عرض على ريحانة الأسيرة بعد أن اصطفاها الزواج بشرط أن تحتجب، فرفضت؛ لأنها اعتادت كشف وجهها، وهي لا تلبس (الميني جيب) ولكن وجهها فقط [وقالت: يا رسول الله! اتركني في ملكك، فهو أخف علي وعليك، فتركها] تأكل وتشرب باقية عنده [وعرض عليها الإسلام فأبت إلا اليهودية، فعزلها ووجد في نفسه لذلك من أمرها] تألم في إبعادها [فبينما هو مع أصحابه، إذ سمع وقع نعلين خلفه] رجل يمشي وراءه [فقال: (إن هذا لـ
يا حي يا قيوم، يا أرحم الراحمين، ويا رب العالمين، اللهم إنا نستقيك، يا ولينا فأسقنا، اللهم إنا نستغيثك فأغثنا، اللهم إنا نسألك فأعطنا، اللهم أسقنا وأغثنا ولا تجعلنا من القانطين، اللهم سقيا عاجلة غير آجلة، نافعة غير ضارة يا رب العالمين.
اللهم ونستسقيك لقلوبنا الجافة اليابسة، اللهم لينها، اللهم لينها، واسقها بنور محبتك ونور لقائك يا رب العالمين، اللهم زك أنفسنا، وآتها هداها وتقواها، أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم إننا بيننا مرضى، وفي بيوتنا مرضى، وفي مشافينا مرضى، ولا شفاء إلا شفاؤك، فاشف اللهم مرضانا يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا ومرضى المؤمنين، اللهم احفظ علينا هذه النعمة، نعمة الإسلام يا حي يا قيوم وارزقنا الأمن والعافية في الدنيا يا رب العالمين، وارزقنا رضاك ومحبتك ودار السلام يوم نلقاك يا رب العالمين.
وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ..
استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
هذا الحبيب يا محب 115 | 4088 استماع |
هذا الحبيب يا محب 111 | 4083 استماع |
هذا الحبيب يا محب 7 | 3835 استماع |
هذا الحبيب يا محب 47 | 3823 استماع |
هذا الحبيب يا محب 126 | 3696 استماع |
هذا الحبيب يا محب 102 | 3684 استماع |
هذا الحبيب يا محب 9 | 3653 استماع |
هذا الحبيب يا محب 32 | 3577 استماع |
هذا الحبيب يا محب 99 | 3492 استماع |
هذا الحبيب يا محب 48 | 3476 استماع |