شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - أسئلة ومراجعة


الحلقة مفرغة

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وأصحابه أجمعين، هذا هو الدرس العاشر والأخير من دروس هذه الدورة المباركة, الدورة العلمية المكثفة, وهذه ليلة الخميس التاسع والعشرين من شهر رجب من سنة (1430هـ).

كان يفترض أن يكون غداً عندنا درسان, لكن الحمد لله اختزلناهما؛ بسبب ظروفكم ومشورتكم ونزولاً على رغبتكم, ولذلك غداً يعتبر إجازة استمتعوا بها وطيبوا بها نفساً، وبعد غد -أظن- ليلة السبت هناك حفل لهذه الدورة, سيكون على شرف معالي الشيخ صالح بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى.

وحسب علمنا والأخبار تسربت أنه سيكون هناك توزيع جوائز على الطلاب, فإياكم والغياب.

وبالمناسبة أخونا الكريم نبهني إلى كلمة يسبق بها لساني, وهي قضية ينفر، والصواب ينفر بكسر الفاء، وهذه لغة القرآن الكريم, وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ [التوبة:81]، إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [التوبة:39].

المشكلة أنه أحياناً الإنسان يكون حافظاً بعض الأشياء من الصغر أو معتاداً عليها, فتصبح تلقائياً تجري على لسانه, ولذلك كم هو جميل أن يتعود الإنسان منذ طفولته على أن يكون فصيحاً في أقواله وفصيحاً في عاداته؛ لأن العادة محكمة أحياناً, وتقود الإنسان إلى طرق كثيرة جداً .

الآن عندنا موضوع المراجعة, وهي مراجعة لطيفة إن شاء الله، أو دعونا نبدأ بالأسئلة أحسن حتى ننهيها.

السؤال: إذا أدركت صلاة الجنازة مع الإمام في التكبيرة الثانية أو الثالثة فكيف أتم الصلاة؟

الجواب: مثل صلاة الفريضة إذا فاتك شيء منها، تقرأ الفاتحة ثم بعد التكبيرة الثانية تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم, ثم تدعو للميت ولا تطيل وتسلم.

السؤال: يقول: هل من طلق امرأته ثلاث طلقات وهو لا يشعر كأنه مسحور أو معان فما هو الحكم في ذلك؟

الجواب: مسألة الطلاق لابد أن يَسأل عنها عالماً فقيهاً حتى يستفصل منه.

السؤال: نحر الهدي للمتمتع والقارن قبل يوم النحر هل يجزئ؟

الجواب: هذه مسألة ما مرت علينا، مسألة نحر الهدي قبل يوم النحر هل يجزئ؟ عند الشافعي يجزئ, وعند الجمهور لا يجزئ, وهو الأصح دليلاً أن الهدي لا يكون إلا يوم النحر فما بعده.

السؤال: القول الثالث في مسألة الطهارة في الطواف أنه سنة من الحدث الأصغر, هل يعني أنه واجب في الحيض؟

الجواب: في الحيض ذكرنا في المسألة التي بعده ثلاثة أقوال فيه:

القول بأنه لا يصح طواف الحائض بالمرة.

أو القول بأنه يصح عند الضرورة وعليها دم.

أو القول بأنه يصح عند الضرورة ولا شيء عليها.

السؤال: يقول: أرجو إعادة موضوع السعي للقارن والمتمتع, فهو غير واضح؟

الجواب: القول الذي رجحناه: أن القارن عليه طواف واحد وسعي واحد يكفيه لحجه وعمرته, وكذلك بالنسبة للمتمتع رجحنا أنه يكفيه سعي واحد, أما الطواف فطبيعة الحال المتمتع لابد أن يكون طاف طواف العمرة في أول قدومه.

السؤال: هذه مخطوطة طويلة، يقول: في هذه الأيام نجد كثيراً من الناس يسهرون الليالي ويضيعون أوقاتهم في قيل وقال، فما توجيهكم بخصوص هذا؟

الجواب: هذا جزء مما ذكرته قبل قليل, مسألة الاعتياد على السهر .. الاعتياد على البطالة تجعل الإنسان غير متحمل للجدية, ولذلك على الإنسان أن يخلط الجد بالهزل, وأن يعطي النفس حقها من المتعة الحلال؛ حتى تتقوى للجد وللعمل وللعلم وللقراءة وللاطلاع, والأسرة لها دور كبير في هذا الجانب.

السؤال: أعاني من ضعف اللغة العربية كتابة وتحدثاً, في نظركم ما هي الأشياء التي تقوي ملكتي اللغوية؟

الجواب: والله إن كان هذا خطك وهذا أسلوبك فالحقيقة أنك لست تعاني من ضعف, يعني: أسلوبك ممتاز ولغتك وخطك كذلك، ولكن يبدو أن لديك طموحاً كبيراً, وهنأك الله, وأسأل الله لك المزيد, مع أنه ينبغي على الإنسان أن يقوي ملكته بالقراءة والحفظ, حفظ الشعر, وحفظ النصوص, وملازمة بعض الشيوخ المتخصصين.

السؤال: في هذا العصر كثرت المعارف والعلوم, ووجدت كثير من الأقوال قد تشعبت واختلفت في التخصص العلمي؟

الجواب: طبعاً على الإنسان أن يعتني بتخصص, مع أن يكون مثقفاً بمعنى أنه يقرأ قراءات عامة، لكن يكون له تخصص في علم من العلوم, إما في اللغة أو في الشريعة أو في الفقه أو في الحديث أو في غيرها؛ ليكون أكثر إلماماً.

يعبر أخي الكريم جزاه الله خيراً -الأخ يبدو أنه اسمه محمد أو محمود- عن سروره بهذا اللقاء, فجزاك الله خيراً, وبارك الله فيك, وجمعنا وإياك والمسلمين جميعاً في جنات النعيم.

السؤال: يقول: هل هناك محظورات في صداقة الكبير بالصغير؟

الجواب: ( إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئ ما نوى )، أما التربية والتعليم فإنه لابد من كبير معلم وصغير متعلم, ولكن إذا كانت المسألة فيها ريبة أو فيها نوع من المشاعر السلبية التي يحضر فيها الشيطان وتحضر فيها الرغبة الجسدية فهنا الإنسان على نفسه بصيرة, وهو أعرف بذاته.

السؤال: إذا توافر الأمن من غير محرم قلتم: تذهب المرأة للحج, والرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( انطلق فحج مع امرأتك )، وذلك في عهد الصحابة وهم أأمن الناس، فما الجواب على ذلك؟

الجواب: حبيبي! هذا ذكرناه تفصيلاً, يعني: أنت لم تأت بجديد, فالحديث الذي ذكرته نحن ذكرناه ضمن المسألة أم لا؟ وذكرنا حديث ابن عمر وحديث أبي سعيد وحديث أبي هريرة : ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر ) في بعض الأحاديث ( مسيرة يوم وليلة ), وفي بعضها: ( مسيرة ثلاثة أيام ) وفي بعضها (تسافر) مطلقاً ( إلا مع ذي محرم ).

وذكرنا التفصيل في هذه المسألة, فيراجع في موضعه.


استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 38-40 4784 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة الجماعة والإمامة - حديث 442 4394 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 57-62 4213 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 282-285 4095 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 727-728 4047 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة التطوع - حديث 405-408 4021 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 313-316 3974 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 36 3917 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب المياه - حديث 2-4 3900 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 734-739 3879 استماع