خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/157"> الشيخ سلمان العودة . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/157?sub=4"> شرح بلوغ المرام
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب المواقيت - حديث 740
الحلقة مفرغة
المواقيت: جمع ميقات، وقد جاء في القرآن الكريم قوله جل وعز: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء:103]، والعبادات يكون لها توقيت، ولكن فيما يتعلق بالحج والعمرة فهناك ميقاتان على ما أسلفنا:
الأول: الميقات الزماني، وهو فيما يتعلق بالحج وهو شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة, هذا صحيح، أو شوال وذو القعدة وذو الحجة، وهما قولان، ولعله يأتي لهما مزيد بسط.
فيما يتعلق بالميقات الزماني للعمرة، قيل: العام كله، وهذا مذهب الجمهور.
وقيل: إن ميقات العمرة العام كله إلا يوم عرفة وأيام التشريق، وهذا القول قول عائشة وأبي حنيفة.
إذاً: هذه المواقيت الزمانية.
أما الموضع الذي سنبحثه الآن فهو المواقيت المكانية.
ومن الطريف أنها سميت (مواقيت)، وهذا مأخوذ من الوقت: وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ [المرسلات:11] يعني: ضرب لها وقت معلوم، ولكن انتقل الأمر من التوقيت الزمني إلى التوقيت المكاني، فهي تحديد، المقصود التحديد المكاني، وأطلق عليها لفظ المواقيت من باب التسامح في الاستخدام.
وطبعاً تحديد المواقيت له حكمة عظيمة، وهي أشبه ما تكون بالحرم المحيط بمكة، فهناك الكعبة، ثم هناك مكة المحيطة بالكعبة، ثم هناك الحرم أيضاً الذي هو أوسع من مكة، ثم هناك المواقيت التي هي خارج الحرم، خارج حدود الحرم، ثم هناك الأرض الحل وهي ما وراء ذلك.
فهذه دوائر، وكأن الكعبة هي عبارة عن مركز، ومكة أوسع منها، ثم الحرم أوسع من مكة، ثم هناك المواقيت، ثم ما وراءها.
الحديث رقم (722):
عن ابن عباس رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم؛ هنّ لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج أو العمرة، ومن كان دون ذلك فمهله من حيث أنشأ، حتى أهل مكة يهلون من مكة ) متفق عليه.
تخريج الحديث
معاني ألفاظ الحديث
وعلى أي حال الطريف أن السمهودي في تاريخ المدينة قال: إنه قام بنفسه -وكأنه تولى هذا الأمر بنفسه أو بإشرافه- بذرع المنطقة من باب السلام في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام إلى باب المسجد، وكان هناك مسجد الشجرة، وكأنه الآن لا أدري هل هو عامر أم لا؟ فقال: إنه قام بذرع المسافة ما بين عتبة باب السلام في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عتبة باب مسجد الشجرة، فوجد أن هذه المسافة حوالي تسعة عشر ألف ذراع، يعني: ذرعها بيده، لأنه لم يكن هناك وسائل في ذلك العصر، ومع ذلك كان عندهم هذه الدقة المتناهية في الضبط.
وذو الحليفة ماذا يسمى الآن؟ أبيار علي؛ وذلك لأن فيه بئراً كانوا يزعمون أن علياً نزل فيها وقاتل الجن، وعلي رضي الله عنه فيه من الشجاعة ما يكفي، فلا يحتاج إلى أن نختلق روايات موضوعة حتى نثبت شجاعته، كان هو رضي الله عنه من أكثر الناس بسالة وشجاعة:
لمن راية سوداء يخفق ظلها إذا قيل قدمها حضين تقدما
تقدمها بالسيف حتى يزيرها حياض المنايا تقطر السم والدما
فرضي الله عنه وأرضاه، والقصة موضوعة .
وكذلك وقت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأهل الشام، والشام هو بلد معروف يشمل الأردن وسوريا وفلسطين، وقيل: إن اسم الشام هو أنها تقع إلى الشمال من الكعبة، وقيل: إن المقصود بـالشام أنها منسوبة إلى سام بن نوح، وهو أحياناً ينطق اسمه بالشين المنقوطة وليس بالسين.
ووقت النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأهل الشام ومن كان على مسامتتهم الجحفة، والجحفة هي أيضاً مدينة خربة مهجورة الآن، وتسمى مهيعة، والناس يحرمون الآن من رابغ ؛ لأن رابغ بمحاذاة الجحفة، وإن كانت أبعد منها قليلاً عن مكة، فالإحرام منها يعتبر إحراماً من الجحفة، ورابغ بلدة عامرة، وفيها دوائر حكومية مختلفة، وهي تقريباً تبعد عن مكة حوالي مائة وستة وثمانين كيلو متر تزيد أو تنقص بحسب الطرق التي تحسب، وبحسب طريقة الحساب أيضاً، ويحرم منها أيضاً سكان شمال المملكة وسكان الساحل الشمالي، وأفريقيا وكذلك أهل لبنان وسوريا والأردن وفلسطين كما ذكرت الذين هم أهل الشام.
(ووقت النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجد) والمعروف لا يعرف، يكفيكم أن نقول: نجد، ففي بلاد العرب عشرة مواضع كلها تسمى نجداً، وحاولت أن أجد تعريفاً فلم أظفر بتعريف دقيق محدد، يعني: نَجْد المكان المرتفع، وقد يسمى بـاليمامة وما حولها، ما وراء الطائف، على أي حال: كل مكان مرتفع فهو نجد، هذا هو من حيث الأصل، وإنما سمي هذا الآن -كما يقال- علماً بالغلبة.
والنبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل نجد قرن المنازل، وقرن هو بسكون الراء، وقد وهم الجوهري صاحب الصحاح، فظن أنه بفتح الراء (قرَن)، وظن أن أويس القرني ينسب إليها، وهذا أيضاً وهم آخر؛ فإن أويساً ينسب إلى قبيلة (بالقرن) أو قبيلة (القرن) المعروفة، فهو من مراد ثم من قرن كما في صحيح مسلم وليس من هذا البلد، أو هذه المنطقة.
وميقات أهل نجد هو قرن المنازل، وقرن المنازل هو أقرب المواقيت إلى مكة، بينه وبين مكة حوالي ثمانين كيلو متر أو حتى أقل، واليوم قرن المنازل يعرف بالسيل، وله اسم ثانٍ وهو وادي محرم.
ووقت النبي صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن يلملم، هكذا بالياء، كأنها على وزن الفِعل، وفيها بئر تسمى السعدية، ويلملم واد عظيم كما ذكر الشيخ عبد الله البسام رحمه الله في بحثه حول المواقيت، وأنهم ذهبوا إليه ورأوا هذا الوادي يصب في البحر الأحمر، ويبعد عن مكة باختلاف التقادير حوالي مائة وعشرين كيلو متر.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( هن لهن ) يعني: هذه المواقيت لأهلها، للبلاد التي سميت.
ثم قال: ( ومن كان دون ذلك فمهله من حيث أنشأ ).
(أنشأ) يعني: سافر، فمن كان دون هذه المواقيت فإنه يُحرم من المكان الذي هو فيه، هذا هو المعنى.
قوله صلى الله عليه وسلم: ( حتى أهل مكة يهلون من مكة ) هذا في ماذا؟ أهل مكة يهلون من مكة في الحج، أما العمرة فإن أهل مكة يهلون من الحل على ما هو معروف وعليه جماهير أهل العلم، وخالف في ذلك مجاهد وبعض السلف وهو خلاف ضعيف، وجماهير الأئمة الأربعة والصحابة يرون أن أهل مكة يهلون من مكة في الحج، أما في العمرة فلا بد أن يجمعوا ما بين الحل والحرم، وذلك لأن العمرة زيارة، والزائر لابد أن يأتي من خارج الحرم إلى الحرم، فلا بد أن يذهب إلى التنعيم -مثلاً- المكي، أو يذهب إلى عرفة، أو يذهب إلى أي مكان في الحل، ثم ينشئ منه العمرة ويأتي إلى مكة ؛ لأن هذا معنى الزيارة، أما الحج فإنهم ينشئونه من مكة من المكان الذي هم فيه.
فوائد الحديث
منها: بيان المواقيت التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها: بيان ميقات أهل المدينة وهو ذو الحليفة، وميقات أهل الشام وهو الجحفة أو رابغ، وميقات أهل اليمن وهو يلملم، وميقات أهل نجد وهو قرن المنازل .
ومن فوائد الحديث: وجوب الإحرام من هذه المواقيت لمن أراد الحج أو العمرة.
ومن فوائد الحديث: أن من لم يكن ناوياً للحج أو العمرة لا يجب عليه الإحرام.
ومن فوائده: أن أهل مكة يهلون من مكة.
إحرام المكي الذي خرج من مكة ثم عاد إليها
هل نقول: يجب عليه أن يحرم من الميقات باعتبار أنه ينطبق عليه: أنه مر عليها من غير أهلها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( هن لهن ولمن مر عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج أو العمرة )، فنقول: عليه أن يحرم من الميقات الذي مر به، مر بميقات أهل نجد -مثلاً- بـقرن المنازل أحرم منه، أو مر بـذي الحليفة أحرم منه؟ أو نقول: إنه يحرم من منزله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( حتى أهل مكة يهلون من مكة )؟
من منزله.
نقول: إن الأمر واسع، إن أهل من الميقات الذي مر به إذا كان نيته الحج فحسن، وإن أهل من منزله فحسن، فهو بالخيار؛ لأن هذه سنة وهذه سنة، ولا يوجد ما يفضل بعضها على بعض، فله أن يهل من منزله لأنه أتى إلى منزله، وله أن يحرم بالحج من الميقات الذي مر به، لكن لو كان ناوياً للعمرة نقول: ينبغي عليه أن يهل من الميقات أو يهل من الحل؛ لأن المكي -كما قلنا- إذا نوى العمرة لابد أن يخرج إلى الحل.