شرح بلوغ المرام - كتاب الزكاة - باب صدقة الفطر - حديث 647-650


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، وأصلي وأسلم على خاتم رسله وأفضل أنبيائه، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:

فاليوم عندنا ضمن دروس الزكاة باب: صدقة الفطر، قال المصنف رحمه الله: [ باب: صدقة الفطر ].

أسماء صدقة الفطر ومعانيها

فيما يتعلق بصدقة الفطر، فلها أسماء كثيرة جداً، منها: صدقة الفطر، أو زكاة الفطر، أو صدقة رمضان، أو زكاة رمضان، وقد تسمى صدقة الرءوس؛ لأنها لا تتعلق بالأموال، وإنما تتعلق بالأشخاص، والإمام مالك رحمه الله كان يسميها: صدقة الأبدان؛ لأن الصدقة على البدن وليست على المال، ولها أسماء كثيرة جداً.

ومعناها: الصدقة التي تبذل عند الإفطار من رمضان، فهي زكاة الفطر، أو صدقة الفطر، وقد يسميها بعضهم: الفطرة كما ذكر ذلك الإمام النووي وغيره.

والمقصود هنا بالفطرة: إما لأنها مأخوذة من الفطر أو لأنها تتعلق بالفطرة، فطرة الإنسان التي فطر الله الناس عليها، وهي كلمة مولدة يعني: ليست موجودة في لسان الشرع بهذه الصيغة، وإنما هذا من استعمال الفقهاء، وبكل حال فالمقصود بصدقة الفطر: الزكاة الواجبة على الإنسان بعد الفطر من رمضان.

وقت تشريع صدقة الفطر

ومتى شرعت هذه الصدقة أو الزكاة؟

الجمهور على أنها شرعت في السنة الثانية من الهجرة، وقد جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنها شرعت بعد تحويل القبلة، ومع فرض الصيام بعد ثمانية عشر شهراً من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام، يعني: تقريباً في آخر السنة الثانية من الهجرة قبل تمام الحولين، فهي إذاً متصلة بالصوم ومشروعة مع الصوم، وهذا الذي عليه جمهور أهل العلم.

ومما يؤكد على هذا المعنى قول قيس بن سعد الأنصاري رضي الله عنه: (أن صدقة الفطر وجبت عليهم قبل فرض الزكاة، فلما فرضت الزكاة سكت عنهم وتركوا، فهم يزكون).

فهذا دليل على أن صدقة الفطر كانت شرعيتها متصلة بالصيام، يعني: فرضت مع رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وبعض أهل العلم يرون أنها فرضت مع الزكاة، وقد سبق معنا الكلام عن فرضية الزكاة وأنها كانت متأخرة قبل السنة الخامسة، ولكنها ليست مع الصوم، وبعضهم يقول: إن الزكاة فرضت بعد ذلك بكثير.

أهم مقاصد وحكم مشروعية صدقة الفطر

أما الحكمة من هذه الصدقة أو الزكاة، فهي حكم كثيرة من أهمها:

شكر نعمة الله تبارك وتعالى على ما أنعم به على المسلم من صيام رمضان وقيامه وبلوغ الشهر، فهي فيها معنى الشكر لله عز وجل على الصوم، ولهذا سميت صدقة الفطر.

ومن حكمها ومقاصدها: أنها شرعت تطهيراً للصائم مما قد يكون خدش به صومه من اللغو والرفث، كما في حديث: ( طهرة للصائم من اللغو والرفث ) وسوف يأتي.

فهي تطهير ورتق ورقع لما قد يكون في الصوم من نقص، كأن يكون الإنسان مثلاً أخل ببعض الأشياء، أو قال كلمة لا تحسن، أو نظر نظرة لا تحسن، فشرعت صدقة الفطر لتعزز ذلك وتزيله.

والمقصد الثالث من مقاصدها: هي التوسعة على الفقراء والمحاويج والمساكين في يوم العيد؛ وذلك أن يوم العيد يوم فرح وسرور، فشرع الله تعالى للمسلمين فيه الفطر وحرم عليهم الصيام كما هو معروف، وسماه: (يوم أكل وشكر وذكر لله تعالى) كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فشرعت صدقة الفطر حتى يكون المسلمون شركاء في ذلك كله، ويساعد القوي منهم الضعيف ويرعى الغني منهم على الفقير، فيكون الناس كلهم يذوقون طعم السعادة ويستمتعون بالمأكل والمشرب وضروريات الحياة في مثل هذا اليوم.

هذه أهم مقاصدها وأسرارها، وإن كان الأمر يتسع لأكثر من ذلك.

فيما يتعلق بصدقة الفطر، فلها أسماء كثيرة جداً، منها: صدقة الفطر، أو زكاة الفطر، أو صدقة رمضان، أو زكاة رمضان، وقد تسمى صدقة الرءوس؛ لأنها لا تتعلق بالأموال، وإنما تتعلق بالأشخاص، والإمام مالك رحمه الله كان يسميها: صدقة الأبدان؛ لأن الصدقة على البدن وليست على المال، ولها أسماء كثيرة جداً.

ومعناها: الصدقة التي تبذل عند الإفطار من رمضان، فهي زكاة الفطر، أو صدقة الفطر، وقد يسميها بعضهم: الفطرة كما ذكر ذلك الإمام النووي وغيره.

والمقصود هنا بالفطرة: إما لأنها مأخوذة من الفطر أو لأنها تتعلق بالفطرة، فطرة الإنسان التي فطر الله الناس عليها، وهي كلمة مولدة يعني: ليست موجودة في لسان الشرع بهذه الصيغة، وإنما هذا من استعمال الفقهاء، وبكل حال فالمقصود بصدقة الفطر: الزكاة الواجبة على الإنسان بعد الفطر من رمضان.

ومتى شرعت هذه الصدقة أو الزكاة؟

الجمهور على أنها شرعت في السنة الثانية من الهجرة، وقد جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنها شرعت بعد تحويل القبلة، ومع فرض الصيام بعد ثمانية عشر شهراً من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام، يعني: تقريباً في آخر السنة الثانية من الهجرة قبل تمام الحولين، فهي إذاً متصلة بالصوم ومشروعة مع الصوم، وهذا الذي عليه جمهور أهل العلم.

ومما يؤكد على هذا المعنى قول قيس بن سعد الأنصاري رضي الله عنه: (أن صدقة الفطر وجبت عليهم قبل فرض الزكاة، فلما فرضت الزكاة سكت عنهم وتركوا، فهم يزكون).

فهذا دليل على أن صدقة الفطر كانت شرعيتها متصلة بالصيام، يعني: فرضت مع رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وبعض أهل العلم يرون أنها فرضت مع الزكاة، وقد سبق معنا الكلام عن فرضية الزكاة وأنها كانت متأخرة قبل السنة الخامسة، ولكنها ليست مع الصوم، وبعضهم يقول: إن الزكاة فرضت بعد ذلك بكثير.

أما الحكمة من هذه الصدقة أو الزكاة، فهي حكم كثيرة من أهمها:

شكر نعمة الله تبارك وتعالى على ما أنعم به على المسلم من صيام رمضان وقيامه وبلوغ الشهر، فهي فيها معنى الشكر لله عز وجل على الصوم، ولهذا سميت صدقة الفطر.

ومن حكمها ومقاصدها: أنها شرعت تطهيراً للصائم مما قد يكون خدش به صومه من اللغو والرفث، كما في حديث: ( طهرة للصائم من اللغو والرفث ) وسوف يأتي.

فهي تطهير ورتق ورقع لما قد يكون في الصوم من نقص، كأن يكون الإنسان مثلاً أخل ببعض الأشياء، أو قال كلمة لا تحسن، أو نظر نظرة لا تحسن، فشرعت صدقة الفطر لتعزز ذلك وتزيله.

والمقصد الثالث من مقاصدها: هي التوسعة على الفقراء والمحاويج والمساكين في يوم العيد؛ وذلك أن يوم العيد يوم فرح وسرور، فشرع الله تعالى للمسلمين فيه الفطر وحرم عليهم الصيام كما هو معروف، وسماه: (يوم أكل وشكر وذكر لله تعالى) كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فشرعت صدقة الفطر حتى يكون المسلمون شركاء في ذلك كله، ويساعد القوي منهم الضعيف ويرعى الغني منهم على الفقير، فيكون الناس كلهم يذوقون طعم السعادة ويستمتعون بالمأكل والمشرب وضروريات الحياة في مثل هذا اليوم.

هذه أهم مقاصدها وأسرارها، وإن كان الأمر يتسع لأكثر من ذلك.

الحديث الأول ورقمه: (627)؛ حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر: صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ). الحديث متفق عليه.

تخريج الحديث

فيما يتعلق بـ أولاً: تخريج الحديث:

فقد رواه الشيخان -كما ذكر المصنف- البخاري ومسلم، بل رواه الستة: أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه كلهم في كتاب: الزكاة.

ورواه أحمد في مسنده، إذاً: فالحديث مما يصح أن يقال: رواه السبعة، والمصنف رحمه الله يقول في صدر كتابه في مقدمة كتاب بلوغ المرام يقول: حررته تحريراً بالغاً ليكون حافظه بين أقرانه نابغاً.

ولا شك أن الشيخ أحسن الاختيار، ولكن بقي في هذا الكتاب مواضع كثيرة جداً في التخريج تحتاج إلى استدراك وإلى تصحيح، فهذا الحديث إذاً رواه السبعة كما ذكرنا، وأيضاً رواه الدارمي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم في المستدرك ومالك في الموطأ وغيرهم.

معاني ألفاظ الحديث

أما فيما يتعلق بألفاظ الحديث، فإن فيه:

قوله: ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ) و(فرض): تحتمل أن يكون المعنى: أوجب وألزم، ومنه الفريضة يعني: الواجبة، وتحتمل معنى آخر وهي أن يكون فرض بمعنى قدر، يعني: حدد المقدار، فهذا يسمى فرضاً أيضاً.

وقوله: ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي: مبلغاً عن الله تعالى، فإن الأمر كما قال سبحانه: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4].

وقوله: ( زكاة الفطر ) بينت أسماءها وأنها صدقة أو زكاة للفطر من رمضان.

قال: (صاعاً من تمر) (صاعاً) هنا يجوز أن تكون بدلاً أو عطف بيان على قوله: ( زكاة الفطر ) يعني: زكاة الفطر هي صاع من تمر، ويجوز أن تكون مفعولاً به ثانياً، يكون فرض زكاة الفطر صاعاً، فعلى هذا تكون فرض تنصب مفعولين.

والصاع هو: مكيال معروف بينته، وسوف نزيده بياناً إن شاء الله تعالى.

قوله: ( صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير ) (أو) هنا المقصود بها التخيير والله أعلم، يعني: إما هذا أو هذا، أن الإنسان المكلف مخير بينها.

فوائد الحديث

في الحديث فوائد:

من فوائد الحديث: وجوب صدقة الفطر؛ لقوله: ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ).

ومن فوائده أيضاً: أن صدقة الفطر محددة المقدار؛ لقوله: (فرض)، ولقوله: (صاعاً من تمر).

وفيه: بيان الأصناف التي تخرج منها صدقة الفطر، وهي: التمر، والشعير هنا.

وفيه بيان: وجوب هذه الصدقة على الحر والعبد.

وفيه: بيان وجوبها أيضاً على الذكر والأنثى، فتجب على المرأة ويخرجها عنها زوجها أو أبوها.

وفيه: وجوبها على الصغير الذي لا يصوم والكبير أيضاً، يعني: الكبير الصائم أو الكبير العاجز عن الصيام أيضاً فإنه يخرجها.

وفيه: أن هذه الزكاة لا تجب إلا على المسلمين، وهو مذهب الجمهور وأوجبها بعضهم على العبد الكافر.

وفيه: بيان وقت هذه الفريضة، وأنها تؤدى قبل خروج الناس إلى صلاة العيد.