الوحوش البشرية - كيف ندعو الناس - محمد قطب إبراهيم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
لم يكن أحد من القائمين بالدعوة يتوقع لها السلامة من الأذى، فذلك حسب السنة الجارية في حكم المستحيل، ولكن أحدا لم يكن يتوقع أن يصل الأذى إلى هذا الحد الوحشي الذي وقع بالفعل. أن يطلق الرصاص على قائد الجماعة في الشارع في وضح النهار، ثم ترفض المستشفيات إسعافه لينزف حتى الموت بأمر الدولة وتدبيرها، ويؤخذ ألوف من الشباب فيعذبوا في السجون بوحشية تع عنها الوحوش.
كل ذلك لم يكن في الحسبان، ولم يكن أحد يتخيل أن يحدث.
ولا شيء بطبيعة الحال يمكن أن يبرر لتلك الوحوش البشرية وحشيتها، مهما حاولت أن تستر جرائمها بدعوى المحافظة على الأمن، أو القضاء على الفتنة ، أو ما شابه ذلك من الدعاوى، التي لا تستر شيئا في الدنيا ، ويوم القيامة {يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين} [النور:25].
ولكنا نسأل من جانب أخر، هل كانت الحركة تسير على منهج صحيح، أم إنها تعجلت في حركتها قبل الأوان؟
ولا يحسبن أحد أن الحركة كانت ستهادن لو أنها سلكت مسلكا أخر.
فقد رأينا كيف كان رد الملأ حين عرض عليهم شعيب عليه السلام أن يصبروا حتى يحكم الله بينهم: {وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين .
قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك ياشعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين} [الأعراف: 87-88].
كلا! لا يمكن أن تطيق الجاهلية دعوة لا إله إلا الله، ولا أن تهادنها أو تصبر عليها.