شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة الكسوف - حديث 530-534


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأصلي وأسلم على خاتم رسله، وأفضل أنبيائه، وخيرته من خلقه، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

ثم السلام عليكم ورحمة الله!

رقم هذا الدرس: (187) من شرح بلوغ المرام، وهذا يوم الثلاثاء الرابع عشر من جمادى الثانية من سنة (1426هـ).

وإن شاء الله تعالى في هذا اليوم سوف نأتي على البقية الباقية من باب: صلاة الكسوف؛ لأننا بالأمس أتينا على معظم المسائل الكبار والمهمة في الباب، مثل: حكم صلاة الكسوف، وذكرنا أن الخلاصة في الحكم أنه فرض كفاية.

ومثل: صفة صلاة الكسوف، وسبب الكسوف، والجهر بصلاة الكسوف، والاجتماع لها، وكسوف الشمس، وخسوف القمر، وما يتعلق بذلك من الأحكام.

فبقي عندنا أحاديث في الغالب ليست إلا استكمالاً أو تأكيداً لما مضى.

الأول منها: ورقمه (505)، حديث ابن عباس رضي الله عنه، قال: ( انخسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فصلى فقام قياماً طويلاً بقدر قراءة سورة البقرة، ثم ركع ركوعاً طويلاً، ثم قام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم قام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم قام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم سلم، وقد تجلت الشمس، فخطب الناس ).

[والمصنف رحمه الله يقول: [متفق عليه، واللفظ للبخاري]. ]

تخريج الحديث

الحديث رواه البخاري في أبواب الكسوف، باب صلاة الكسوف جماعة، ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في صلاة الكسوف، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف، وذلك أن في استتمام الحديث في رواية مسلم وغيره، وفي بعض روايات البخاري : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم تقدم ثم تكعكع، فلما سلم قالوا له: يا رسول الله! فقال: إني عرضت عليَّ الجنة حتى رأيت الجنة، ولو أخذت منها قطفاً من عنب لأكلتم منه ما بقي في الدنيا، وعرضت عليَّ النار فلم أر منظراً قط أفظع )، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ( ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته)، إلى آخر الحديث.

فـمسلم رحمه الله خرج هذا الحديث في باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف.

وكذلك رواه أبو داود في الصلاة، باب القراءة في صلاة الكسوف، لقوله: ( بقدر قراءة سورة البقرة )، والنسائي أيضاً في قدر القراءة في صلاة الكسوف، ومالك في الموطأ وأحمد في المسند، والشافعي وابن حبان وابن المنذر وابن خزيمة والبيهقي وغيرهم .

قول المصنف رحمه الله في آخر الحديث: (فخطب الناس)، والمصنف يقول: وهذا لفظ البخاري، وهذا مما يستغرب من المصنف، فإن ابن حجر رضي الله عنه كان في غاية الدقة في الرواية والضبط والإتقان، بينما: (فخطب الناس) هذه ليست في رواية البخاري ولا في رواية مسلم، وإنما هي صياغة المؤلف لقول النبي صلى الله عليه وسلم، يعني: حكاية المؤلف لما وقع من النبي صلى الله عليه وسلم من الكلام، وإلا الحديث فيه أنه: (فقام وقال كذا وقال الناس كذا)، وليس فيها أنه خطب الناس، وإنما المضمون، فهي من باب الرواية بالمعنى.

والمصنف رحمه الله في هذا الكتاب بالذات: البلوغ تساهل في هذا الموضوع في غير ما موضع، سبق معنا الإشارة إليها، وذلك لأنه كتب الكتاب للطلاب، فأحياناً يعتمد على الاختصار ليسهل على الطالب فهم المراد، مثل حديث عمران : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من مزادة امرأة مشركة )، وهذا الحديث هو حديث طويل في البخاري اختصره المؤلف في هذا السطر القليل.

إذاً: (انصرف فخطب الناس) ليست من رواية ابن عباس وإنما هي حكاية فعل.

معاني ألفاظ الحديث

ما يتعلق بمفردات الحديث:

قوله: (على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، يعني: في زمنه وحياته، وهذه من الألفاظ التي إذا قيلت علم أن الحديث له حكم المرفوع، حتى ولو لم يكن مرفوعاً، يعني: الحديث الذي نحن بصدده أن النبي صلى الله عليه وسلم قام وصلى هذا لا إشكال فيه، لكن لو قال الصحابي: كنا نفعل كذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اعتبر أن هذا له حكم الرفع؛ لأن فيه إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الفعل.

وقوله: (قام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول)، ما معنى: دونه؟ يعني: أقصر منه، أي: أقل منه طولاً.

وكذلك قوله: (ثم انصرف) ما معنى الانصراف؟ الانصراف يطلق على أحد معنيين: يطلق على السلام من الصلاة. ويطلق على الالتفات إلى المأمومين.

واللفظ محتمل هنا، فيحتمل أن يكون المعنى، (انصرف) يعني: سلم من صلاته، أو التفت إلى الناس، والفرق بينهما يسير.

وفي الحديث في رواية مسلم قولهم له صلى الله عليه وسلم: (رأيناك كعكعت يا رسول الله!)، ومعنى (كعكعت) يعني: أنه رجع إلى الوراء بسرعة، كعكع أو تكعكع يعني: رجع، وهذا مستخدم عندنا في العامية أم لا؟ لا يزال من فصيح العامة، أنه يقال: فلان كع أو كعكع، يعني: رجع إلى الوراء.

وذكر النبي صلى الله عليه وسلم قوله للنساء: ( إني رأيتكن -في نفس السياق- أكثر أهل النار، قيل: يكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئاً، قالت: ما رأيت منك خيراً قط )، فقوله: (يكفرن العشير) معناه: أن المرأة تنسى جميل زوجها، فإذا أخطأ عليها نسيت ما سبقه منه من الخير .

فوائد الحديث

من فوائد الحديث:

أولاً: استحباب طول القيام في صلاة الكسوف، وذلك بما لا يشق على الناس، فـابن عباس رضي الله عنه هنا ذكر أن القيام الأول بقدر سورة البقرة، وفي حديث أسماء وهو في البخاري أيضاً: أنه قام حتى كان الناس بعضهم يتغشاه الغشي، وقد يخر من هول الموقف وأيضاً من طول القراءة، ومع ذلك يراعى في ذلك ألا يكون فيه مشقة على الناس.

من فوائد الحديث: أن السنة في الصلوات أن يكون أولها أطول من آخرها، وهذا كما نجده في صلاة الكسوف هنا في القيام والركوع، كذلك هو في صلاة الفريضة، فإن الركعة الأولى أطول من الثانية، ولماذا يستحب هذا؟

أولاً: للنشاط؛ لأن الإنسان أول ما يقبل على العبادة يكون نشطاً، فما دام نشطاً تطول العبادة، فإذا فتر نشاطه خففت.

وثانياً: من أجل أن يدرك الناس الصلاة، يدركون الركعة الأولى؛ لأن كثيراً من الناس يأتون مع الإقامة أو مع تكبيرة الإحرام، فيكون في ذلك نوع من الاستئناء بهم حتى يدركوا الصلاة.

كذلك من فوائد الحديث: بيان صفة صلاة الكسوف بالنص الصريح، كما في حديث ابن عباس هنا، وهو في الصحيحين كما ذكرنا.

وفيه: أن صلاة الكسوف ركعتان، وكل ركعة فيها ركوعان، وسجودان.

إذاً: فالزيادة في صلاة الكسوف هي زيادة ركوع واحد فقط على الصلاة المعتادة، مع تطويل القراءة، ومع القراءة بعد الركوع الأول، أعني: مع قراءة الفاتحة وسورة بعد الركوع الأول.

كذلك من فوائد الحديث: استحباب الجماعة لصلاة الكسوف، كما ذكرنا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم جمع الناس وصلى بهم وامتلأ المسجد، بل ونودي للصلاة بـ(الصلاة جامعة)، فهذا من أقوى الأدلة على استحباب صلاة الجماعة للكسوف، وأيضاً للخسوف خلافاً لمن قال بأنها تصلى فرادى.

كذلك من الفوائد: مشروعية الخطبة لصلاة الكسوف، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس كما في الحديث، والخطبة هنا ما حكمها واجب أو سنة؟ سنة؛ لأن الصلاة سنة والخطبة أولى بالسنية.

ومن الفوائد: أن الخطبة إذا كانت سنة فإنها تكون بعد الصلاة، بحيث إن الإنسان يريد أن يصلي ويخرج يسعه ذلك، مثل ماذا؟ مثل العيدين، ومثل الكسوف كما هاهنا.

أما إذا كانت الخطبة واجبة فإنها تكون قبل الصلاة مثل خطبة الجمعة، فهاتان فائدتان.

وقد يقال: إن الخطبة المذكورة في صلاة الكسوف هنا ليست خطبة، وإنما هي موعظة لها مناسبة، وما مناسبتها؟ قول الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصحح ما عندهم، وهذا مأخذ جيد، ولكن نقول: يستحب أن يعظ الإمام الناس في الكسوف وغيره إذا وجدت مناسبات، والكسوف بحد ذاته مناسبة لتحريك القلوب وتذكيرها بالله عز وجل .

الحديث رواه البخاري في أبواب الكسوف، باب صلاة الكسوف جماعة، ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في صلاة الكسوف، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف، وذلك أن في استتمام الحديث في رواية مسلم وغيره، وفي بعض روايات البخاري : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم تقدم ثم تكعكع، فلما سلم قالوا له: يا رسول الله! فقال: إني عرضت عليَّ الجنة حتى رأيت الجنة، ولو أخذت منها قطفاً من عنب لأكلتم منه ما بقي في الدنيا، وعرضت عليَّ النار فلم أر منظراً قط أفظع )، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ( ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته)، إلى آخر الحديث.

فـمسلم رحمه الله خرج هذا الحديث في باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف.

وكذلك رواه أبو داود في الصلاة، باب القراءة في صلاة الكسوف، لقوله: ( بقدر قراءة سورة البقرة )، والنسائي أيضاً في قدر القراءة في صلاة الكسوف، ومالك في الموطأ وأحمد في المسند، والشافعي وابن حبان وابن المنذر وابن خزيمة والبيهقي وغيرهم .

قول المصنف رحمه الله في آخر الحديث: (فخطب الناس)، والمصنف يقول: وهذا لفظ البخاري، وهذا مما يستغرب من المصنف، فإن ابن حجر رضي الله عنه كان في غاية الدقة في الرواية والضبط والإتقان، بينما: (فخطب الناس) هذه ليست في رواية البخاري ولا في رواية مسلم، وإنما هي صياغة المؤلف لقول النبي صلى الله عليه وسلم، يعني: حكاية المؤلف لما وقع من النبي صلى الله عليه وسلم من الكلام، وإلا الحديث فيه أنه: (فقام وقال كذا وقال الناس كذا)، وليس فيها أنه خطب الناس، وإنما المضمون، فهي من باب الرواية بالمعنى.

والمصنف رحمه الله في هذا الكتاب بالذات: البلوغ تساهل في هذا الموضوع في غير ما موضع، سبق معنا الإشارة إليها، وذلك لأنه كتب الكتاب للطلاب، فأحياناً يعتمد على الاختصار ليسهل على الطالب فهم المراد، مثل حديث عمران : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من مزادة امرأة مشركة )، وهذا الحديث هو حديث طويل في البخاري اختصره المؤلف في هذا السطر القليل.

إذاً: (انصرف فخطب الناس) ليست من رواية ابن عباس وإنما هي حكاية فعل.

ما يتعلق بمفردات الحديث:

قوله: (على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، يعني: في زمنه وحياته، وهذه من الألفاظ التي إذا قيلت علم أن الحديث له حكم المرفوع، حتى ولو لم يكن مرفوعاً، يعني: الحديث الذي نحن بصدده أن النبي صلى الله عليه وسلم قام وصلى هذا لا إشكال فيه، لكن لو قال الصحابي: كنا نفعل كذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اعتبر أن هذا له حكم الرفع؛ لأن فيه إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الفعل.

وقوله: (قام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول)، ما معنى: دونه؟ يعني: أقصر منه، أي: أقل منه طولاً.

وكذلك قوله: (ثم انصرف) ما معنى الانصراف؟ الانصراف يطلق على أحد معنيين: يطلق على السلام من الصلاة. ويطلق على الالتفات إلى المأمومين.

واللفظ محتمل هنا، فيحتمل أن يكون المعنى، (انصرف) يعني: سلم من صلاته، أو التفت إلى الناس، والفرق بينهما يسير.

وفي الحديث في رواية مسلم قولهم له صلى الله عليه وسلم: (رأيناك كعكعت يا رسول الله!)، ومعنى (كعكعت) يعني: أنه رجع إلى الوراء بسرعة، كعكع أو تكعكع يعني: رجع، وهذا مستخدم عندنا في العامية أم لا؟ لا يزال من فصيح العامة، أنه يقال: فلان كع أو كعكع، يعني: رجع إلى الوراء.

وذكر النبي صلى الله عليه وسلم قوله للنساء: ( إني رأيتكن -في نفس السياق- أكثر أهل النار، قيل: يكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئاً، قالت: ما رأيت منك خيراً قط )، فقوله: (يكفرن العشير) معناه: أن المرأة تنسى جميل زوجها، فإذا أخطأ عليها نسيت ما سبقه منه من الخير .

من فوائد الحديث:

أولاً: استحباب طول القيام في صلاة الكسوف، وذلك بما لا يشق على الناس، فـابن عباس رضي الله عنه هنا ذكر أن القيام الأول بقدر سورة البقرة، وفي حديث أسماء وهو في البخاري أيضاً: أنه قام حتى كان الناس بعضهم يتغشاه الغشي، وقد يخر من هول الموقف وأيضاً من طول القراءة، ومع ذلك يراعى في ذلك ألا يكون فيه مشقة على الناس.

من فوائد الحديث: أن السنة في الصلوات أن يكون أولها أطول من آخرها، وهذا كما نجده في صلاة الكسوف هنا في القيام والركوع، كذلك هو في صلاة الفريضة، فإن الركعة الأولى أطول من الثانية، ولماذا يستحب هذا؟

أولاً: للنشاط؛ لأن الإنسان أول ما يقبل على العبادة يكون نشطاً، فما دام نشطاً تطول العبادة، فإذا فتر نشاطه خففت.

وثانياً: من أجل أن يدرك الناس الصلاة، يدركون الركعة الأولى؛ لأن كثيراً من الناس يأتون مع الإقامة أو مع تكبيرة الإحرام، فيكون في ذلك نوع من الاستئناء بهم حتى يدركوا الصلاة.

كذلك من فوائد الحديث: بيان صفة صلاة الكسوف بالنص الصريح، كما في حديث ابن عباس هنا، وهو في الصحيحين كما ذكرنا.

وفيه: أن صلاة الكسوف ركعتان، وكل ركعة فيها ركوعان، وسجودان.

إذاً: فالزيادة في صلاة الكسوف هي زيادة ركوع واحد فقط على الصلاة المعتادة، مع تطويل القراءة، ومع القراءة بعد الركوع الأول، أعني: مع قراءة الفاتحة وسورة بعد الركوع الأول.

كذلك من فوائد الحديث: استحباب الجماعة لصلاة الكسوف، كما ذكرنا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم جمع الناس وصلى بهم وامتلأ المسجد، بل ونودي للصلاة بـ(الصلاة جامعة)، فهذا من أقوى الأدلة على استحباب صلاة الجماعة للكسوف، وأيضاً للخسوف خلافاً لمن قال بأنها تصلى فرادى.

كذلك من الفوائد: مشروعية الخطبة لصلاة الكسوف، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس كما في الحديث، والخطبة هنا ما حكمها واجب أو سنة؟ سنة؛ لأن الصلاة سنة والخطبة أولى بالسنية.

ومن الفوائد: أن الخطبة إذا كانت سنة فإنها تكون بعد الصلاة، بحيث إن الإنسان يريد أن يصلي ويخرج يسعه ذلك، مثل ماذا؟ مثل العيدين، ومثل الكسوف كما هاهنا.

أما إذا كانت الخطبة واجبة فإنها تكون قبل الصلاة مثل خطبة الجمعة، فهاتان فائدتان.

وقد يقال: إن الخطبة المذكورة في صلاة الكسوف هنا ليست خطبة، وإنما هي موعظة لها مناسبة، وما مناسبتها؟ قول الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصحح ما عندهم، وهذا مأخذ جيد، ولكن نقول: يستحب أن يعظ الإمام الناس في الكسوف وغيره إذا وجدت مناسبات، والكسوف بحد ذاته مناسبة لتحريك القلوب وتذكيرها بالله عز وجل .

الحديث الذي بعده رقم: (506)، يقول المصنف: وفي رواية لـمسلم : ( صلى النبي صلى الله عليه وسلم حين كسفت الشمس ثماني ركعات في أربع سجدات ).

لاحظ هنا بدأنا في عرض الأحاديث التي تخالف ما ذكرناه وقررناه عن جمهور أهل العلم، وهذا أول واحد منها، فهذا حديث مسلم .

تخريج الحديث

حديث مسلم عن ابن عباس ؛ لأنه تابع للحديث الذي قبله، لأن الحديث الذي قبله عن ابن عباس، وهذا إيماء -والله أعلم- من المصنف الذي هو الحافظ ابن حجر إيماء إلى أنه يرجح مذهب الجمهور، أن في صلاة الكسوف في كل ركعة ركوعان فقط، فهو ساق الحديث الأول حديث ابن عباس المتفق عليه والذي يوافق رواية الجماعة، كما ذكرنا أمس الروايات عن ابن عمر وعبد الله بن عمرو وأبي موسى وعائشة وأسماء وغيرهم، وساق هنا حديث ابن عباس أصلاً -الحديث الأول- وساقه بطوله، ثم قال: وفي رواية لـمسلم، يعني: مخالفة لما سبق، كأنه يقول: رواية لـمسلم مخالفة لما سبق: ( صلى حين كسفت الشمس ثمان ركعات في أربع سجدات )، وهذه الرواية لـمسلم ذكرها -أو لا نقول ذكرها- رواها مسلم، وما الفرق بين ذكرها ورواها؟

إذا قلنا: (ذكرها)، فمعناه أنه ذكرها بغير إسناد، أو معلقة، والواقع أنه رواها كغيرها من الأحاديث رواها مسلم بالإسناد، حدثنا فلان، قال: حدثنا فلان، فنقول: هذه الرواية رواها مسلم في الكسوف، ذكر من قال: يصلي في كل ركعة أربع ركوعات.

وكذلك رواها النسائي في ذكر الاختلاف على ابن عباس في صلاة الكسوف، ورواها أبو داود في ذكر من قال: يصلي أربع ركوعات، والترمذي والدارمي وأحمد وابن أبي شيبة والبيهقي وابن حبان وابن خزيمة وغيرهم.

الحكم على إسناد الحديث

سند هذه الرواية وإن كانت في مسلم, إلا أنها من رواية حبيب بن أبي ثابت عن طاوس عن ابن عباس، وحبيب بن أبي ثابت هنا كما قال البيهقي رحمه الله: أنه وإن كان من رواة مسلم إلا أنه يدلس، وقال البيهقي : إنه لم يقع لي فيما وقفت عليه من أسانيد وطرق هذا الحديث أن حبيب بن أبي ثابت صرح بالأخذ عن طاوس .

يعني: تعرفون معنى التدليس، أن الراوي أحياناً يقول: عن فلان، مثلاً: ممكن أنا أقول: عن أبي عمر أنه قال كذا وكذا، فيأتي واحد يسألني يقول: أنت سمعته من أبي عمر؟ أقول له: لا. أنا ما سمعته من أبي عمر، سمعته من مثلاً: أبي صالح عن أبي عمر، فأطوي وألغي واحداً من الرواة وأسند الحديث لمن فوقه، ولا أقول حدثني؛ لأنه هذا يكون كذباً، وإنما أقول عن فلان، هذا أحد أنواع التدليس.

فـالبيهقي رحمه الله وغيره أعلوا الحديث أنه من رواية حبيب بن أبي ثابت وهو مدلس، وهو لم يصرح بالتحديث عن طاوس بحيث نعرف أنه أخذ عنه مباشرة، وبناءً عليه يحتمل أن يكون بينه وبين طاوس راو أو أكثر، وقد يكون هذا الراوي ضعيفاً، ولذلك ذكر البيهقي رحمه الله أن البخاري تجنب إخراج هذه الأحاديث؛ لأنها ليست على شرطه، ولذلك كان صحيح البخاري أقوى في الصحة من صحيح مسلم، ومسلم أحسن في الصناعة وسياق الأحاديث في موضع واحد.

وكذلك ابن حبان كما ذكرنا بالأمس فإنه ذكر هذه الرواية, وقال: هذا الحديث ليس بصحيح، وقال: إن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من طاوس هذا الخبر، وسوف نأتي -على كل حال- على زيادة في هذا الموضوع.

الخلاصة: أن هذا الحديث الذي بين أيدينا الآن عن ابن عباس وإن كان في صحيح مسلم إلا أنه معلول، وعلته:

أولاً: من حيث المتن، أنه مخالف للأحاديث الصحيحة المتفق عليها، التي اتفق البخاري ومسلم على إخراجها عن جماعة من الصحابة.

وثانياً: أن في سنده مأخذاً، وهو أن حبيب بن أبي ثابت مدلس، وهو لم يصرح بالأخذ عن طاوس، وبناءً عليه أعله ابن حبان، وأعله البيهقي، وغيرهم من أهل العلم، وقد روي هذا الحديث عن طاوس عن ابن عباس : أن ابن عباس صلى صلاة الكسوف بثلاث ركوعات، فخولف حبيب بن أبي ثابت :

أولاً: بعدد الركوعات، هو يقول أربعة، وورد ثلاثة، وخولف أيضاً في الرفع، أنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، بينما الرواية الأخرى أنه من فعل ابن عباس نفسه وليس من فعل النبي عليه الصلاة والسلام.

حديث مسلم عن ابن عباس ؛ لأنه تابع للحديث الذي قبله، لأن الحديث الذي قبله عن ابن عباس، وهذا إيماء -والله أعلم- من المصنف الذي هو الحافظ ابن حجر إيماء إلى أنه يرجح مذهب الجمهور، أن في صلاة الكسوف في كل ركعة ركوعان فقط، فهو ساق الحديث الأول حديث ابن عباس المتفق عليه والذي يوافق رواية الجماعة، كما ذكرنا أمس الروايات عن ابن عمر وعبد الله بن عمرو وأبي موسى وعائشة وأسماء وغيرهم، وساق هنا حديث ابن عباس أصلاً -الحديث الأول- وساقه بطوله، ثم قال: وفي رواية لـمسلم، يعني: مخالفة لما سبق، كأنه يقول: رواية لـمسلم مخالفة لما سبق: ( صلى حين كسفت الشمس ثمان ركعات في أربع سجدات )، وهذه الرواية لـمسلم ذكرها -أو لا نقول ذكرها- رواها مسلم، وما الفرق بين ذكرها ورواها؟

إذا قلنا: (ذكرها)، فمعناه أنه ذكرها بغير إسناد، أو معلقة، والواقع أنه رواها كغيرها من الأحاديث رواها مسلم بالإسناد، حدثنا فلان، قال: حدثنا فلان، فنقول: هذه الرواية رواها مسلم في الكسوف، ذكر من قال: يصلي في كل ركعة أربع ركوعات.

وكذلك رواها النسائي في ذكر الاختلاف على ابن عباس في صلاة الكسوف، ورواها أبو داود في ذكر من قال: يصلي أربع ركوعات، والترمذي والدارمي وأحمد وابن أبي شيبة والبيهقي وابن حبان وابن خزيمة وغيرهم.

سند هذه الرواية وإن كانت في مسلم, إلا أنها من رواية حبيب بن أبي ثابت عن طاوس عن ابن عباس، وحبيب بن أبي ثابت هنا كما قال البيهقي رحمه الله: أنه وإن كان من رواة مسلم إلا أنه يدلس، وقال البيهقي : إنه لم يقع لي فيما وقفت عليه من أسانيد وطرق هذا الحديث أن حبيب بن أبي ثابت صرح بالأخذ عن طاوس .

يعني: تعرفون معنى التدليس، أن الراوي أحياناً يقول: عن فلان، مثلاً: ممكن أنا أقول: عن أبي عمر أنه قال كذا وكذا، فيأتي واحد يسألني يقول: أنت سمعته من أبي عمر؟ أقول له: لا. أنا ما سمعته من أبي عمر، سمعته من مثلاً: أبي صالح عن أبي عمر، فأطوي وألغي واحداً من الرواة وأسند الحديث لمن فوقه، ولا أقول حدثني؛ لأنه هذا يكون كذباً، وإنما أقول عن فلان، هذا أحد أنواع التدليس.

فـالبيهقي رحمه الله وغيره أعلوا الحديث أنه من رواية حبيب بن أبي ثابت وهو مدلس، وهو لم يصرح بالتحديث عن طاوس بحيث نعرف أنه أخذ عنه مباشرة، وبناءً عليه يحتمل أن يكون بينه وبين طاوس راو أو أكثر، وقد يكون هذا الراوي ضعيفاً، ولذلك ذكر البيهقي رحمه الله أن البخاري تجنب إخراج هذه الأحاديث؛ لأنها ليست على شرطه، ولذلك كان صحيح البخاري أقوى في الصحة من صحيح مسلم، ومسلم أحسن في الصناعة وسياق الأحاديث في موضع واحد.

وكذلك ابن حبان كما ذكرنا بالأمس فإنه ذكر هذه الرواية, وقال: هذا الحديث ليس بصحيح، وقال: إن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من طاوس هذا الخبر، وسوف نأتي -على كل حال- على زيادة في هذا الموضوع.

الخلاصة: أن هذا الحديث الذي بين أيدينا الآن عن ابن عباس وإن كان في صحيح مسلم إلا أنه معلول، وعلته:

أولاً: من حيث المتن، أنه مخالف للأحاديث الصحيحة المتفق عليها، التي اتفق البخاري ومسلم على إخراجها عن جماعة من الصحابة.

وثانياً: أن في سنده مأخذاً، وهو أن حبيب بن أبي ثابت مدلس، وهو لم يصرح بالأخذ عن طاوس، وبناءً عليه أعله ابن حبان، وأعله البيهقي، وغيرهم من أهل العلم، وقد روي هذا الحديث عن طاوس عن ابن عباس : أن ابن عباس صلى صلاة الكسوف بثلاث ركوعات، فخولف حبيب بن أبي ثابت :

أولاً: بعدد الركوعات، هو يقول أربعة، وورد ثلاثة، وخولف أيضاً في الرفع، أنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، بينما الرواية الأخرى أنه من فعل ابن عباس نفسه وليس من فعل النبي عليه الصلاة والسلام.

الحديث الذي بعده: (507)، قال: [وعن علي مثل ذلك]. ‏

تخريج الحديث

الأقرب عندي والله أعلم: أن قول المصنف هنا: [وعن علي مثل ذلك]، مأخوذ من صحيح مسلم، فإن هذه الكلمة تقريباً بنصها موجودة في الصحيح بعد سياق حديث ابن عباس، فـمسلم بعدما ساق حديث ابن عباس، قال: وعن علي مثل ذلك، وهذا يسمى: معلقاً؛ لأن مسلماً ما ساق إسناد الحديث.

ولذلك ممكن أن نقول في مثل هذا الحديث: ذكره مسلم ؛ لأنه ما رواه، فإن (رواه) معناه: رواه بإسناده وعلى شرطه، أما إذا ساقه هكذا قال: وعن علي مثل ذلك، يعني: ولم يقل مسلم : حدثنا فلان عن فلان فهذا يسمى معلقاً، يعني: ذكره مسلم أو أشار إليه أو علقه دون إسناد، ولم يذكر المتن أيضاً.

ولهذا وقع صاحب سبل السلام وهو الصنعاني تبعاً لشيخه صاحب البدر التمام في وهم أن يكون حديث علي عند مسلم، والواقع أنه ليس عند مسلم، وإنما مسلم فقط أشار إليه كما ذكرنا.

ولفظ حديث علي : ( أن علياً صلى في الكسوف فقرأ سورة (يس)، ثم ركع، ثم قام، فدعا وذكر الله قدر ذلك، ثم ركع )، إلى غير ذلك. يعني: أربع مرات، ( وفي كل مرة كان علي يرفع ويدعو ويذكر الله ثم يركع، ثم قال في آخر الحديث: كذلك فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ). وحديث علي هذا أخرجه أحمد في مسند علي بن أبي طالب، وأخرجه البيهقي أيضاً في سننه، وفيه ضعف، فإن في سنده رجلاً يقال له: حنش بن المعتمر، وهو لا يحتج بحديثه، فإذا كان في إسناده هذا الضعيف حنش بن المعتمر، فهناك ضعف آخر في المتن، وهو مخالفته للأحاديث الصحيحة المتفق عليها، فمعنى ذلك أن هذا الحديث يسمى عند الأئمة حديثاً منكراً، فإذا كان إسناده صحيحاً ومخالفاً للأحاديث الصحاح فيسمى شاذاً.

الأقرب عندي والله أعلم: أن قول المصنف هنا: [وعن علي مثل ذلك]، مأخوذ من صحيح مسلم، فإن هذه الكلمة تقريباً بنصها موجودة في الصحيح بعد سياق حديث ابن عباس، فـمسلم بعدما ساق حديث ابن عباس، قال: وعن علي مثل ذلك، وهذا يسمى: معلقاً؛ لأن مسلماً ما ساق إسناد الحديث.

ولذلك ممكن أن نقول في مثل هذا الحديث: ذكره مسلم ؛ لأنه ما رواه، فإن (رواه) معناه: رواه بإسناده وعلى شرطه، أما إذا ساقه هكذا قال: وعن علي مثل ذلك، يعني: ولم يقل مسلم : حدثنا فلان عن فلان فهذا يسمى معلقاً، يعني: ذكره مسلم أو أشار إليه أو علقه دون إسناد، ولم يذكر المتن أيضاً.

ولهذا وقع صاحب سبل السلام وهو الصنعاني تبعاً لشيخه صاحب البدر التمام في وهم أن يكون حديث علي عند مسلم، والواقع أنه ليس عند مسلم، وإنما مسلم فقط أشار إليه كما ذكرنا.

ولفظ حديث علي : ( أن علياً صلى في الكسوف فقرأ سورة (يس)، ثم ركع، ثم قام، فدعا وذكر الله قدر ذلك، ثم ركع )، إلى غير ذلك. يعني: أربع مرات، ( وفي كل مرة كان علي يرفع ويدعو ويذكر الله ثم يركع، ثم قال في آخر الحديث: كذلك فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ). وحديث علي هذا أخرجه أحمد في مسند علي بن أبي طالب، وأخرجه البيهقي أيضاً في سننه، وفيه ضعف، فإن في سنده رجلاً يقال له: حنش بن المعتمر، وهو لا يحتج بحديثه، فإذا كان في إسناده هذا الضعيف حنش بن المعتمر، فهناك ضعف آخر في المتن، وهو مخالفته للأحاديث الصحيحة المتفق عليها، فمعنى ذلك أن هذا الحديث يسمى عند الأئمة حديثاً منكراً، فإذا كان إسناده صحيحاً ومخالفاً للأحاديث الصحاح فيسمى شاذاً.

الحديث الذي بعده رقم: (508)، قال: [وله عن جابر ]، من هو: وله عن جابر ؟ مسلم . ومسلم الآن بيننا وبينه حديث أو لا؟ يعني: المصنف ساق حديث ابن عباس الآن عن مسلم، ثم قال: وعن علي مثل ذلك، ثم قال: وله عن جابر، فهذا يؤكد أن كلمة: (وعن علي مثل ذلك)، أن الحافظ ابن حجر نقلها من مسلم، بحيث يكون مسلم موجوداً في الأحاديث كلها.

قال: وله -يعني: لـمسلم - عن جابر : ( صلى ست ركعات بأربع سجدات ).

ست ركعات، يعني: في كل ركعة ثلاثة ركوعات، يعني: فالجميع ستة ركوعات، في كل ركعة ثلاثة ركوعات .

تخريج الحديث

مسلم رواه في الكسوف، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف، نفس الحديث الأول.

ورواه أيضاً أبو داود في الصلاة، باب من قال: يصلي أربع ركعات، يعني: أربعة ركوعات، والنسائي أيضاً رواه في الكسوف، ورواه أحمد وابن أبي شيبة وابن حبان وابن خزيمة وعبد بن حميد والبيهقي وابن المنذر وغيرهم.

وهذا الحديث أيضاً وإن كان في مسلم عن جابر، إلا أنه أيضاً حديث معلول سنداً ومتناً.

نبدأ في المتن: لماذا معلول في المتن؟ لأنه مخالف لرواية الجماعة، مخالف لروايات الأكثرين الذين رووا في صلاة الكسوف أنه صلى في كل ركعة ركوعين.

إذاً: هذا الحديث لو صح لكان شاذاً، ولكن نقول: إن مسلماً رحمه الله رواه من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر، وقد روى مسلم صلاة الكسوف نفسها عن هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر على الجادة، يعني: مسلم روى نفس الحديث عن جابر بإسناد آخر على الجادة، يعني: مثل رواية الجماعة؛ ركوعين في كل ركعة، هذا معنى على الجادة، يعني: على الطريق.

فـمسلم روى الحديث على الجادة عن هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر .

فنقول: نرجح رواية هشام الدستوائي على رواية عبد الملك بن أبي سليمان، وإن كان كلتا الروايتين في مسلم لكن هذه موافقة لرواية الجماعة، وكذلك أن عبد الملك بن أبي سليمان ذكر مترجموه عنه أنه يغلط، وإن كان من رجال مسلم إلا أن له أخطاء أو أغلاطاً وهذا منها.

ويمكن أن يقال: إنه منكر، أو يقال: إنه شاذ، والأولى أن يقال: إنه شاذ؛ لأن رواته ليس فيهم ضعف بين.

إذاً الخلاصة: أن كبار الأئمة يصححون رواية الجماعة بركوعين في كل ركعة، وهذا مذهب الشافعي يعني: طريقة الإمام الشافعي وأحمد بن حنبل والبخاري والبيهقي وابن حجر، وابن تيمية، وابن القيم، وغيرهم من الأئمة الكبار الذين اعتبروا أن كل رواية في الكسوف خلاف رواية ركوعين تعتبر رواية لا تثبت، إما أن تكون منكرة أو تكون شاذة أو ضعيفة، فلا يأخذون بها.

وأيضاً سوف نأتي إلى مزيد من الإيضاح؛ لأنه بقي عندنا حديث في هذا الباب.




استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 38-40 4765 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة الجماعة والإمامة - حديث 442 4400 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 57-62 4215 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 282-285 4096 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 727-728 4047 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة التطوع - حديث 405-408 4023 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 313-316 3973 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 36 3919 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب المياه - حديث 2-4 3899 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 734-739 3879 استماع