خطب ومحاضرات
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة الجماعة والإمامة - حديث 449-451
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم.
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فهذه ليلة الإثنين، الخامس عشر من شهر صفر، من سنة ألف وأربعمائة وخمس وعشرين للهجرة، ورقم هذا الدرس (مائة واثنان وستون) من أمالي شرح بلوغ المرام.
وننتقل اليوم إلى بقية أحاديث الباب، وهي الأحاديث الثلاثة:
حديث أنس وعائشة في إمامة الأعمى، وحديث ابن عمر : ( صلوا على من قال: لا إله إلا الله، وصلوا خلف من قال: لا إله إلا الله )، وحديث علي رضي الله عنه: ( إذا أتى أحدكم والإمام على حال، فليصنع كما يصنع الإمام ).
أما الحديث الأول ورقمه (أربعمائة وخمسة وعشرون) حديث أنس رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف
والمصنف ذكر هذا الحديث ونسبه إلى أحمد وأبي داود .
تخريج الحديث
ابن أم مكتوم
- شهد القادسية ومعه راية سوداء ).وأما الإمام أبو داود فقد روى هذا الحديث في كتاب الصلاة، باب إمامة الأعمى، وقد روى الحديث أيضاً أصحاب المصنفات، كـابن أبي شيبة وعبد الرزاق والبيهقي والطبراني .. وغيرهم.
وسند الحديث حسن؛ وذلك لأن فيه راوياً اسمه عمران القطان أو عمران بن داور، وهو حسن الحديث أو صدوق، فلذلك ينحط الحديث عن رتبة الصحيح.
شواهد الحديث
ابن أم مكتوم
يصلي بالناس، وهو أعمى ).ومن شواهد الحديث أيضاً: ما رواه الطبراني وسنده حسن، عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه بنحو حديث الباب، فهو الشاهد الثاني.
ومن شواهده أيضاً -إن صح- ما روي عن عبد الله ابن بحينة، ولكن في سنده الواقدي، محمد بن عمر الواقدي صاحب السيرة، وما هو حال الواقدي؟
ضعيف أو ضعيف جداً، بعضهم يقول: متروك، لكن الأقرب أنه ضعيف جداً. فهذه بعض شواهد الحديث.
وقد ذكر ابن أبي شيبة في مصنفه باباً في جواز إمامة الأعمى، وروى فيه آثاراً عديدة عن جماعة من الصحابة، منها ما ذكرنا، ومنها رواية عن الشعبي: [ أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يؤمون وهم عماة ]. وكذلك ذكر عن الزهري : [ أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الواحد منهم وهو أعمى ]، وذكر الزهري منهم: عبد الله بن أم مكتوم، كما في هذه الرواية، وذكر منهم أيضاً رجل يؤم قومه وهو قد أنكر بصره أو ضعف بصره وهو عتبان بن مالك، وقد جاء حديثه معنا مرات كثيرة، ولعلنا نعرض له بأكثر من هذا، وكذلك معاذ بن عفراء، أما عتبان بن مالك فأخشى أن ننساه فقد جاء حديثه في الصحيحين، في الأصل في البخاري : ( لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إني أنكرت بصري، وبيني وبين مسجد قومي واد، فإذا سال لم يستطع أن يذهب، فطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته مكاناً يتخذه مصلى )، وهو قال: (أنكرت بصري) لكن في بعض الروايات حتى في البخاري قال: ( وكان يؤم قومه وهو أعمى ) فهذا يحمل والله أعلم على فترة متأخرة: أن الراوي أدركه يؤم قومه وهو أعمى، وأما لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يكن عمي يومئذ، ولكنه أنكر بصره، وتمادى الأمر ببصره حتى فقده بالكلية، وبعضهم قالوا: إن قوله: (وهو أعمى) أنه قريب من العمى لشدة ضعف بصره، ليس هذا مشكلاً، المهم أنه كان يؤم قومه وهو أعمى.
وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده في مواضع، وقال في بعض المواضع: ( استخلفه مرتين )، وقال في موضع آخر: ( وكان -يعني: ابن أم مكتوم
وأما الإمام أبو داود فقد روى هذا الحديث في كتاب الصلاة، باب إمامة الأعمى، وقد روى الحديث أيضاً أصحاب المصنفات، كـابن أبي شيبة وعبد الرزاق والبيهقي والطبراني .. وغيرهم.
وسند الحديث حسن؛ وذلك لأن فيه راوياً اسمه عمران القطان أو عمران بن داور، وهو حسن الحديث أو صدوق، فلذلك ينحط الحديث عن رتبة الصحيح.
ولكن له شواهد عديدة، منها: الحديث الذي ساقه المصنف بعد ذلك، وهو حديث عائشة رضي الله عنها، وقد ذكره المصنف هنا بقوله: ونحوه لـابن حبان عن عائشة رضي الله عنها، فإن ابن حبان روى هذا المتن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وهذا سند صحيح كما تعرفون، فحديث عائشة رضي الله عنها قوي وصحيح، وقد ذكره ابن حبان في صحيحه، كما سوف أشير إليه بعد قليل، فهذا يشهد لحديث الباب: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم
ومن شواهد الحديث أيضاً: ما رواه الطبراني وسنده حسن، عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه بنحو حديث الباب، فهو الشاهد الثاني.
ومن شواهده أيضاً -إن صح- ما روي عن عبد الله ابن بحينة، ولكن في سنده الواقدي، محمد بن عمر الواقدي صاحب السيرة، وما هو حال الواقدي؟
ضعيف أو ضعيف جداً، بعضهم يقول: متروك، لكن الأقرب أنه ضعيف جداً. فهذه بعض شواهد الحديث.
وقد ذكر ابن أبي شيبة في مصنفه باباً في جواز إمامة الأعمى، وروى فيه آثاراً عديدة عن جماعة من الصحابة، منها ما ذكرنا، ومنها رواية عن الشعبي: [ أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يؤمون وهم عماة ]. وكذلك ذكر عن الزهري : [ أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الواحد منهم وهو أعمى ]، وذكر الزهري منهم: عبد الله بن أم مكتوم، كما في هذه الرواية، وذكر منهم أيضاً رجل يؤم قومه وهو قد أنكر بصره أو ضعف بصره وهو عتبان بن مالك، وقد جاء حديثه معنا مرات كثيرة، ولعلنا نعرض له بأكثر من هذا، وكذلك معاذ بن عفراء، أما عتبان بن مالك فأخشى أن ننساه فقد جاء حديثه في الصحيحين، في الأصل في البخاري : ( لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إني أنكرت بصري، وبيني وبين مسجد قومي واد، فإذا سال لم يستطع أن يذهب، فطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته مكاناً يتخذه مصلى )، وهو قال: (أنكرت بصري) لكن في بعض الروايات حتى في البخاري قال: ( وكان يؤم قومه وهو أعمى ) فهذا يحمل والله أعلم على فترة متأخرة: أن الراوي أدركه يؤم قومه وهو أعمى، وأما لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يكن عمي يومئذ، ولكنه أنكر بصره، وتمادى الأمر ببصره حتى فقده بالكلية، وبعضهم قالوا: إن قوله: (وهو أعمى) أنه قريب من العمى لشدة ضعف بصره، ليس هذا مشكلاً، المهم أنه كان يؤم قومه وهو أعمى.
استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 38-40 | 4776 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة الجماعة والإمامة - حديث 442 | 4394 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 57-62 | 4213 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 282-285 | 4095 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 727-728 | 4046 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة التطوع - حديث 405-408 | 4021 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 313-316 | 3973 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 36 | 3917 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب المياه - حديث 2-4 | 3899 استماع |
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 734-739 | 3878 استماع |