مخطط إفشال الرئيس
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
بات من الواضح أن "الدولة القبيحة" التي هُزمت "سياسياً" عبر صناديق الاقتراع، بسقوط مرشحها الجنرال الهارب أحمد شفيق، طفقت تلملم جراحها، وتحاول مجدداً تحدي الثورة ببناء تحالف واسع وشيطاني بين مؤسسات الدولة التي يهيمن عليها قادة بيروقراطيون "فلول" لإفشال الرئيس المنتخب.
الرئيس مرسي، وعد بحلول عاجلة، خلال مائة يوم، لعدد من المشاكل على رأسها الأمن والخبز والنظافة، والمرور..
فور توليه السلطة..
الوعد التقطته صحف وإعلام الفلول، وشرعت في "جلده" يومياً في حفلات التعذيب الليلية على فضائيات مبارك..
متوقعة فشله قبل أن يبدأ، بالتزامن مع تسويق دعايات تحريضية ضده، وتعمد إهانته، ومخاطبته بـ"قلة أدب".
لم يكن إعلام "غسيل الأموال" وحده، وإنما الجهاز الإداري للدولة الذي أفسده مبارك، ووضع على رأس كل "أبعدية" منه قيادة "فلولية" فاسدة..
إذ بدت البلد ـفي الأيام الأخيرةـ وكأنها تعاند الرئيس، وتقطع عليه كل الطرق المؤدية إلى إنجاز ما وعد به شعبه.
أكوام الزبالة تتوحش..
وتكاد تبتلع الشوارع، وبلغنا أن مسئولي شركات النظافة، نبهت على عمالها، بالتراخي وترك البلاد والعباد، فريسة لتلال الزبالة التي تتغول وتتمدد لتنافس المباني والأبراج السكنية في ملامسة عنان السماء.
عزت مصطفى، عضو مجلس الشعب، وعضو الهيئة العليا لحزب "الحرية والعدالة"..
قال إن أصحاب المخابز منذ أيام، يتعرضون لضغوط كبيرة لإنتاج رغيف خبز سيء، ولاصطناع أزمة وصدام بينهم وبين مؤسسة الرئاسة، من خلال تحصيل غرامات كبيرة منهم تصل إلى نصف مليار جنيه..
كان من المفترض تحصيلها منذ سبع سنوات، غير أن "الفلول" في التموين أو في الضرائب، "افتكروا" فرض وأخذ "الجزية" من أصحاب المخابز، "وهم صاغرون"..
في اليوم التالي الذي بدأ به الرئيس إنجاز وعده بتحسين رغيف الخبز.
أما شرطة المرور، فإنها اختفت تماماً، من كل أحياء وشوارع القاهرة والمحافظات الأخرى، منذ الإعلان عن فوز محمد مرسي بمنصب الرئاسة..
وتواترت الشكاوى من مواطنين اتصلوا بـ"المصريون" وقالوا إنهم يتلقون رداً يكاد يكون واحداً، من بعض رجال الشرطة، كلما توجهوا إليهم بشكوى، يقولون: نحن في إجازة لمدة أربع سنوات..
في إشارة إلى فترة الرئيس الأولى..
وأنهم لن يعملوا إلا بعد خروج مرسي من الحكم!
الفوضى المرورية زادت بشكل بشع منذ تولي الرئيس المنتخب مهام منصبه..
بل إن ميادين شهيرة وكبيرة وتعتبر مفاصل بالغة الأهمية وحاكمة للسيولة المروية متروكة نهباً للفوضى والمخالفات..
ولا يوجد بها أمين شرطة أو شاويش أو مجند يحمل دفتر مخالفات "عيرة" لزوم التخويف.
الدولة القبيحة لا تزال تتحدى الثورة..
وتتحالف لإسقاط مشروعها السياسي الذي اختير بإرادة جماهيرية حرة..
لتبرق رسالة قاطعة لا تقبل تعدد التأويلات..
بأن الوقت قد حان لاجتثاث الفلول من كل أجهزة الدولة.
محمود سلطان
06-أغسطس-2012 م
[email protected]