شرح متن نخبة الفكر [2]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المؤلف رحمه الله تعالى:

[ الخبر إما أن يكون له طرق بلا عدد معين، أو بما يفوق الاثنين، أو بهما، أو بواحد.

فالأول: المتواتر المفيد للعلم اليقين بشروطه.

والثاني: المشهور وهو المستفيض على رأي.

والثالث: العزيز، وليس شرطاً للصحيح، خلافاً لمن زعمه.

والرابع: الغريب.

وكلها سوى الأول آحاد، وفيها المقبول والمردود لتوقف الاستدلال بها على البحث عن أحوال رواتها دون الأول، وقد يقع فيها ما يفيد العلم النظري بالقرائن على المختار، ثم الغرابة إما أن تكون في أصل السند أو لا ].

تقدم لنا شيء من المقدمة حول مؤلف هذا المتن، وكذلك ما يتعلق بالتصانيف التي كتبت حول المصطلح، وذكرنا أيضاً أهمية حفظ هذا المتن، فهذا المتن على صغر حجمه الذي لا يتجاوز أربع صفحات إلا أنه اشتمل على زبدة مصطلح الحديث، وينبغي لطالب العلم أن يعنى به وأن يحفظه.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: (فأقول: الخبر)، هنا قسم المؤلف رحمه الله تعالى الخبر باعتبار وصوله إلينا إلى أربعة أقسام. ‏

تعريف الخبر

الخبر في اللغة: هو النبأ.

وأما في الاصطلاح: فقيل بأن الخبر مرادف للحديث. يعني: الخبر بمعنى الحديث.

وقيل بأن الحديث: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الخبر فما أضيف إلى غير النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل بأن الخبر هو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن غيره.

إذاً: الخبر فيه ثلاثة آراء: قيل بأنه مرادف الحديث.

وقيل بالفرق، فالحديث: ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والخبر: ما جاء عن غير النبي صلى الله عليه وسلم.

وقيل الخبر: ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن غيره.

والذي يظهر والله أعلم أن هذا يرجع إلى سياقات الكلام، فقد يراد بالخبر ما أضيف إلى غير النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يراد به ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والمهم أن الذي يظهر والله أعلم: أنه يرجع إلى سياقات الكلام، واصطلاحات المؤلفين.. إلى آخره.

القسم الأول: المتواتر

قال: (الخبر إما أن يكون له طرق بلا عدد معين)، هو المعنى يقوله بعد ذلك (فالأول المتواتر).

التواتر في اللغة: التتابع.

وأما في الاصطلاح فهو: ما رواه عدد كثير يستحيل تواطؤهم على الكذب، وأسندوه إلى الحس، كأن يقولوا: سمعنا أو رأينا أو لمسنا.. ونحو ذلك.

والتواتر ينقسم إلى قسمين: تواتر لفظي، وتواتر معنوي.

تواتر لفظي مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) هذا متواتر تواتراً لفظياً.

القسم الثاني: متواتر معنوي، وهذا مثل أحاديث المس تواترت تواتراً معنوياً، وكذا أحاديث إثبات الحوض يوم القيامة هذه تواترت تواتراً معنوياً، وعلى هذا فقس.

يقول المؤلف رحمه الله: (فالأول المتواتر المفيد للعلم اليقين بشروطه)، هذه مسألة كثر كلام العلماء رحمهم الله فيها، المهم المؤلف رحمه الله تعالى يقول بأن المتواتر يفيد العلم اليقيني، لكن بشروطه، فما هي شروط المتواتر؟

شروط المتواتر هي:

الشرط الأول: أن يرويه جماعة عن مثلهم ويستحيل تواطؤهم على الكذب. يعني: أن تكون هذه الجماعة يستحيل تواطؤها على الكذب.

الشرط الثاني: أن يكون مستندهم هو الحس.

الشرط الثالث: أن يكون ذلك في جميع طبقات السند. يعني: في جميع طبقات السند يستحيل تواطؤ هؤلاء الجماعة على الكذب.

القسم الثاني: المشهور

قال: (والثاني المشهور، وهو المستفيض على رأي)، وهو ما عناه بقوله قبل ذلك: (أو مع حصر بما فوق الاثنين)، فالذي له طرق بلا حصر هو المتواتر، والذي له طرق محصورة بما فوق الاثنين، هذا المشهور، والمشهور في اللغة: المستفيض.

وأما في الاصطلاح: فأن يرويه ثلاثة فأكثر في كل طبقات السند ما لم يبلغ حد التواتر. فمثلاً: في هذه الطبقة رواه ثلاثة، الطبقة الثانية رواه أربعة، رواه خمسة، لكن لو رواه اثنان في إحدى الطبقات نسميه العزيز كما سيأتينا.

إذاً: المشهور واضح، المشهور تعريفه: أن يرويه ثلاثة فأكثر في كل طبقات السند ما لم يبلغ حد التواتر.

هل هناك فرق بين المشهور والمستفيض؟ قال: (وهو المستفيض على رأي)، يعني: بعض العلماء يقولون: المستفيض هو المشهور، وليس هناك فرق أن يرويه ثلاثة فأكثر في كل طبقات السند، هذا على رأي، والرأي الثاني: أن المستفيض هو أن يستوي طرفا إسناده.

إذاً: الفرق بين المستفيض والمشهور: أن المشهور لا يشترط أن يتساوى طرفا إسناده، وأما المستفيض فإنه يشترط استواء طرفي إسناده.. إلى آخره.

وعلى كل حال المهم أن هذه اصطلاحات ذكرها العلماء رحمهم الله تعالى، والإلمام بها جيد ومفيد، وعلى كل حال ليس على هذا شيء فيما يتعلق بقبول الحديث ورد الحديث.. إلى آخره.

القسم الثالث: العزيز

قال رحمه الله: (أو بهما)، (والثالث العزيز)، والعزيز في اللغة: مأخوذ من العزة، وهي لغة تطلق على القلة، والندرة. يقال: هذا شيء عزيز، أي: قليل، ونادر.

وأما في الاصطلاح: أن يرويه اثنان في إحدى طبقات السند، ولا يقل عن اثنين في جميع طبقات السند، فإنه لو قل عن اثنين في إحدى طبقات السند يسمى بالغريب.

ومن أمثلة الحديث العزيز: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.

قال: (وليس شرطاً للصحيح خلافاً لمن زعمه).

يعني: ليس من شروط الحديث الصحيح أن يكون عزيزاً فإن من الأحاديث الصحيحة ما يكون غريباً، ومن أصح الأحاديث حديث عمر رضي الله تعالى عنه، وهو مثال للغريب: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى ).

القسم الرابع: الغريب

قال: (والرابع الغريب).

وقد عناه قبل ذلك بقوله: قال: (أو بواحد).

والغريب في اللغة: المنفرد أو البعيد عن أقاربه.

وأما في الاصطلاح: فهو أن ينفرد بروايته واحد ولو في بعض الطبقات. يعني: ينفرد بروايته راوٍ واحد ولو في بعض طبقات السند، فإذا وجد في بعض طبقات السند حديث لم يروه إلا هذا الشخص فنقول بأنه غريب.

خلاصة الكلام في أقسام الحديث باعتبار وصوله إلينا

وخلاصة الكلام: المتواتر أن يرويه جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب، وأسندوه إلى شيء محسوس، وأما المشهور -وقيل بأنه مرادف للمستفيض- أن يرويه ثلاثة فأكثر في كل طبقات السند، والعزيز أن يرويه اثنان في بعض طبقات السند، ولا تقل رواته عن اثنين في جميع طبقات السند، يعني: في بعض طبقات السند يرويه اثنان، لكن لا يوجد في طبقة يرويه واحد، فإذا رواه اثنان في هذه الطبقة، في الطبقة الثانية ثلاثة، وفي الرابعة أربعة وهكذا فهو عزيز، الغريب أن يرويه راوٍ واحد في بعض طبقات السند، فنقول بأن هذا غريب.

الخبر في اللغة: هو النبأ.

وأما في الاصطلاح: فقيل بأن الخبر مرادف للحديث. يعني: الخبر بمعنى الحديث.

وقيل بأن الحديث: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الخبر فما أضيف إلى غير النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل بأن الخبر هو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن غيره.

إذاً: الخبر فيه ثلاثة آراء: قيل بأنه مرادف الحديث.

وقيل بالفرق، فالحديث: ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والخبر: ما جاء عن غير النبي صلى الله عليه وسلم.

وقيل الخبر: ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن غيره.

والذي يظهر والله أعلم أن هذا يرجع إلى سياقات الكلام، فقد يراد بالخبر ما أضيف إلى غير النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يراد به ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والمهم أن الذي يظهر والله أعلم: أنه يرجع إلى سياقات الكلام، واصطلاحات المؤلفين.. إلى آخره.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح متن نخبة الفكر [18] 2544 استماع
شرح متن نخبة الفكر [11] 2297 استماع
شرح متن نخبة الفكر [27] 2227 استماع
شرح متن نخبة الفكر [10] 2188 استماع
شرح متن نخبة الفكر [24] 2119 استماع
شرح متن نخبة الفكر [16] 2024 استماع
شرح متن نخبة الفكر [20] 1855 استماع
شرح متن نخبة الفكر [15] 1815 استماع
شرح متن نخبة الفكر [6] 1752 استماع
شرح متن نخبة الفكر [9] 1678 استماع