شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 286-289


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون.

أما بعد:

حديث علي رضي الله عنه قرأناه في الأسبوع الماضي، هو أيضاً فيما يقال بين التكبير والقراءة، دعاء الاستفتاح، وفيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنه كان إذا قام إلى الصلاة ) المصنف رحمه الله ذكره مختصراً، وتمام الحديث كما في مصادره، والتي منها صحيح مسلم كما عزاه إليه المصنف رحمه الله تعالى: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك ) هذا هو لفظ الحديث تقريباً، كما رواه مسلم في صحيحه، لا بأس من إعادته؛ لأن الإعادة مهمة باعتبار أننا سوف نستدرك على المصنف رحمه الله بعض ما ذكر.

الحديث رواه مسلم في صحيحه عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنه كان إذا قام إلى الصلاة -هكذا- قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، -أو من المسلمين فيها هذه روايتان- اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك ) .

تخريج الحديث

والحديث رواه أيضاً أبو عوانة في مسنده أو مستخرجه على صحيح مسلم، ورواه أبو داود والنسائي في سننهما، وأحمد وابن أبي شيبة والطبراني وابن حبان .. وغيرهم، وألفاظهم متقاربة جداً.

المصنف رحمه الله في هذا الموضع كما في بلوغ المرام : قال: رواه مسلم، وفي بعض رواية له: (إن ذلك في صلاة الليل)، وهذا القول من المصنف رحمه الله، قوله: (في رواية له: إن ذلك في صلاة الليل) يشبه قوله رحمه الله في فتح الباري، فإنه لما ذكر الحديث في الفتح ذكر أحاديث الاستفتاح، قال: وورد فيه حديث: ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً ) عند مسلم، كذا قال، لكن قيده بصلاة الليل، فوافق ما في فتح الباري ما في بلوغ المرام، أن المصنف زعم أن مسلماً قيد الحديث بصلاة الليل، وهنا قال: في رواية له، وهذا -والله تعالى أعلم- كأنه لا يصح، ولذلك تعقبه شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز في الموضعين، فأما في فتح الباري فإن ابن باز حفظه الله علق على هذا الموضع بقوله: هذا وهم من الشارح رحمه الله، يعني: المصنف، وليس في رواية مسلم تقييد الحديث بصلاة الليل، وكذلك في هذا الموضع، لما وصل إلى شرح هذا الموضع في بلوغ المرام قال -ومن نسخته نقلت- قال حفظه الله: لم أجد هذه الرواية في صحيح مسلم، والظاهر أنها غير موجودة.

ومما يؤكد أن الوهم حادث من الحافظ رحمه الله في زعمه، أن مسلماً قيد الحديث بصلاة الليل في بعض رواياته: أن الحافظ ابن حجر نفسه، ذكر الحديث في كتابه الفذ الكبير نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار، وهو كتاب طبع منه جزآن وبقي أجزاء لم تطبع، لكنه محقق في رسائل ماجستير، حققها مجموعة من طلبة العلم، في القسم الخاص الذي حققه الشيخ عبد الله الدوسري، الجزء الثاني صفحة سبعمائة وخمس وتسعين، إلى ثمانمائة وأربع، يعني ما يزيد أو ما يقارب عشر صفحات خصصها المصنف نفسه لهذا الحديث، حديث علي بن أبي طالب، ولم يذكر فيه هذا، مع أنه استقصى في التخريج، لم يذكر أي رواية تقيد الحديث بصلاة الليل، بل أكثر من هذا أنه ذكر رواية للبيهقي في تقييد هذا الحديث بالصلاة المكتوبة، قال: (كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة)، وليس تقييده بصلاة الليل، فدل على أنه مقيد بصلاة الفريضة في بعض الروايات، ولكن ليست رواية مسلم .

وقد وقع فيما يشبه هذا الوهم الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد، فإنه لما تكلم على الاستفتاح وذكر أحاديثه، قال عند حديث علي رضي الله عنه: إن المحفوظ من حديث علي أنه في صلاة الليل. وهذا المحفوظ لم أقف له على أثر، ولم يذكره الحافظ ابن حجر رغم استقصائه التخريج وغيره، لم يذكروا شيئاً يدل على أن حديث علي إنما هو في صلاة الليل، فهذا يقيد ويستدرك، والله تعالى أعلم.

معاني ألفاظ الحديث

الحديث فيه مسائل أو كلمات تحتاج إلى شرح.

قوله: (وجهت وجهي) أي: قصدت بعبادتي الله تبارك وتعالى رب العالمين، فالوجه يقصد به العمل، أو الجهة الاتجاه للشيء أو القصد، كما قال أو أنشد سيبويه في الكتاب:

أستغفر الله ذنباً لست محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل

وكذلك قال أمية بن أبي الصلت ضمن قصائده:

وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذباً زلالا

أيضاً الآية نفسها.

فقوله: (وجهت وجهي) أي: قصدت بعبادتي وأسلمت نفسي لله تبارك وتعالى.

وقوله: (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض) أي: أنشأهما وخلقهما وأبدعهما على غير مثال سبق.

(حنيفاً) هذا حال من حيث الإعراب، والحنيف عند أكثر أهل العلم معناه: المائل، المائل عن الشرك إلى التوحيد، وقال الأزهري وغيره: الحنيف هو المستقيم، فمعنى (حنيفاً) أي: مستقيماً على التوحيد، والمعنى واحد، فهو مائل عن الشرك، مستقيم على التوحيد.

(وما أنا من المشركين) المشرك كما قال النووي : هو الكافر، سواء كان يهودياً أو نصرانياً أو دهرياً أو زنديقاً أو ملحداً .. أو غير ذلك، فكلهم يسمون مشركين، وبعضهم فرق بين المشرك والكافر من حيث خصوص كل منهما بنوع من الأنواع، وإن كانوا كلهم كفاراً ومشركين في الحقيقة أيضاً، فهم كفار باعتبارهم ستروا الحقيقة والفطرة: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا [النمل:14] وهم مشركون أيضاً باعتبار أنهم عبدوا الشياطين من دون الله تعالى: بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ [سبأ:41] كما قال الله تعالى، أي: الشياطين بطاعتهم.

معنى قوله: (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي ...)

(إن صلاتي ونسكي) قوله: (إن صلاتي) المقصود الصلاة المعروفة العبادة، وقيل: الدعاء.

(ونسكي) النسك، ذكر فيه المفسرون أوجهاً كثيرة كلها تدور حول معنى العبادة، وسائر ما يقرب إلى الله عز وجل، فبعضهم قال: الذبائح، وبعضهم قال: النسك هو العبادة، وبعضهم قال غير ذلك، ومدار الأقوال كلها على أن المقصود بالنسك كل ما يتقرب به إلى الله تعالى، من الذبح والحج وسائر العبادات.

قوله: (ومحياي ومماتي) هذه يجوز فيها ثلاثة أوجه: ومحياي ومماتي، بفتح الياءين، ويجوز السكون فيهما: ومحياي ومماتي، ويجوز فيها إسكان أحدهما وتحريك الأخرى: ومحياي ومماتي لله رب العالمين، وأيضًا يجوز الوجه الرابع: وهو ومحياي ومماتي لله رب العالمين، وهذه قراءة الجمهور، بتحريك الثانية وإسكان الأولى.

والمقصود بقوله: (ومحياي ومماتي) أي: حياتي وموتي لله رب العالمين، والمعنى في كون الحياة والموت لله، إما أن يكون المقصود أن المتصرف في الحياة والموت هو الله تعالى، فهو الذي يحيي ويميت، وإما أن يكون المقصود أن المسلم يعترف بأن حياته وموته هي لله تعالى، من حيث إنه صرف حياته لله في الطاعة والعبادة، وامتثال ما أمر، وترك ما نهى، وعد موته لله تعالى، فهو يشهد أن لا إله إلا الله ويموت مؤمنا بالله معترفاً به، ويموت وهو يعلم أن مصيره إلى الله تعالى.

أو يكون المعنى: (مماتي لله) بمعنى: أن مصيري بعد الموت لله، وثمة قول أذكره منذ قديم ولم أقف عليه، يعني: لما راجعت في هذا الموضع واحتجت إليه لم أجده في المصادر، فليراجع ويبحث عنه، وهو أن بعضهم قال: إن المقصود بالموت هنا النوم، فيكون المقصود بقوله: (محياي ومماتي) أي: صحوتي ونومي لله رب العالمين، وهذا أيضاً معنى لطيف إن كان قال به أحد من أهل العلم، وإن لم يكن قال به أحد، فإن النوم داخل في قوله: (ومحياي) فإن النوم جزء من الحياة، وهو يتوافق مع قول معاذ رضي الله عنه: (إنني أقوم وأنام، وأحتسب في نومتي كما أحتسب في قومتي) فيكون المؤمن يحتسب نومه لله عز وجل، طاعة واستعانة على العبادة، وتقوياً على القيام والذكر .. ونحو ذلك.

وقوله: (لا شريك له) هذا توكيد لقوله: (لله رب العالمين).

(وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له, وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين أو من المسلمين) والمقصود: أول المسلمين من هذه الأمة، أو المعنى: أول المبادرين إلى الامتثال، ويكون محمولاً على المبالغة في ذلك، والرواية ثابتة: (وأنا أول المسلمين)، ولا بأس أن يقولها الإنسان، وليس يعني بها أنه أول المسلمين من حيث الوجود، لا، ولكنه أول الممتثلين، أي: كأنه يبالغ في سرعة الامتثال، حتى كأنه من أول المبادرين إلى الطاعة والإسلام.

معنى قوله: (لبيك وسعديك)

أما قوله في بقية اللفظ: (اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك) فقوله: (لبيك) هذا تثنية، ومعناها: أجيبك إجابة بعد إجابة، مرة بعد أخرى، أنا مقيم على طاعتك دواماً، وهو مأخوذ من قولهم: لب بالمكان وألب إذا أقام، لب فلان بالمكان إذا أقام فيه وأطال القيام فيه. فقولك: (لبيك) سواء في تلبية الحج، أو في هذا الدعاء، أو في غيره، (لبيك) أي: أجيبك مرة بعد أخرى، وأنا مقيم على إجابتك، لا أتحول عنها إن شاء الله.

(وسعديك) أي: مساعدة لأمرك بعد مساعدة، واتباعاً ومتابعة لدينك بعد متابعة.

معنى قوله: (والشر ليس إليك)

(والخير كله بيديك، والشر ليس إليك) قوله: (والشر ليس إليك) قال الإمام الخطابي رحمه الله: في الحديث الإرشاد إلى الأدب في الثناء على الله تبارك وتعالى ومدحه، بأن يضاف إلى الله تعالى محاسن الأمور دون مساويها، وإن كان الجميع كله منه وإليه، وإنما ذلك على جهة الأدب، وقد ذهب أهل العلم مذاهب شتى في تفسير قوله: والشر ليس إليك، وأشهر هذه الأقوال المذكورة أربعة أقوال:

القول الأول منها: أن المقصود أن الشر لا يتقرب به إليك، وإنما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى بالطاعات، والخير والبر والإحسان .. ونحو ذلك، وأما الشر فإنه يباعد العبد عن ربه لا يقربه إليه، وهذا القول هو مذهب كثير من أهل العلم، مذهب الخليل بن أحمد والنضر بن شميل وهما من أئمة اللغة، وهو كذلك مذهب إسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وابن خزيمة، والأزهري، الأزهري أيضاً من أئمة اللغة، وأما يحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وابن خزيمة فهم من المحدثين.

القول الثاني في تفسير قوله: (والشر ليس إليك) أن هذا من باب أن الشر لا يضاف إلى الله تعالى على سبيل الانفراد، وإن كان الجميع خلقه، فمثلاً: لا تقول مخاطباً الله عز وجل: يا خالق القردة مثلاً، وإن كان الله خالق كل شيء، وهو خالق القردة والكلاب والخنازير والهوام والعقارب .. وغيرها مثلاً، لكن لا تقل: يا خالق كذا وكذا من الأشياء المكروهة؛ لما في ذلك من سوء الأدب، وإن كانت كل هذه الأشياء من خلقه.

والمقصود لا تقولها لغير مناسبة، أما لو قالها الإنسان لمناسبة، فالله أعلم أن هذا لا يكون فيه حرج، مثل: لو أراد أن يستجير من شر بعض هذه الهوام مثلاً، فلجأ إلى الله تعالى وناداه؛ لأنه خالقها، فإنه يدعوه أن يقيه شرهاً مثلاً، هذه مناسبة تجعله -وليس من سوء الأدب- أن يناديه بهذا، لكن لو أطلق ذلك، فإنه لا ينبغي له أن يقوله على سبيل الإفراد، وإن كان الله تعالى خالق كل شيء.

المعنى الثالث أو التفسير الثالث: أن المقصود بقوله: (والشر ليس إليك) أن الشر لا يرفع إلى الله تعالى، وإنما يصعد إليه الكلم الطيب، والعمل الصالح، كما قال عز وجل: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10].

والمعنى الرابع وهو مشهور عند العلماء المتأخرين: أن الشر الموجود في الخلق، ليس شراً بالنسبة إلى الله تعالى، ليس شراً محضاً وإنما هو شر بالنسبة إلى بعض الناس دون بعض، وإنما خلقها الله تعالى لحكمة عظيمة، فهو خلقه لحكمته البالغة، ولو تأمل المخلوق فيما خلقه الله تبارك وتعالى، لوجد فيه عين الحكمة، وعين الصواب، حتى الأشياء كخلق الشياطين مثلاً، وخلق النار، وخلق الهوام .. وغير ذلك، فإن العبد إذا تأمل فيه أدرك فيه كثيراً من الأسرار، والحكم السابغة البالغة العظيمة في خلق الله تعالى لهذه الأشياء.

فإذاً: يكون هذا ليس شراً محضاً، وإنما هو شر بالنسبة إلى بعض المخلوقين دون بعض. هذه أربعة أوجه.

وذكر النووي وجهاً خامساً: قال: هو كقول بعضهم: فلان إلى بني فلان. يقصدون أن وجهه وسره إليهم. وهو وجه كأنه يدخل في بعض ما سبق، أما الأوجه الأربعة الأولى فهي أكثر ظهوراً.

معنى قوله: (أنا بك وإليك تباركت وتعاليت)

قوله: (أنا بك وإليك) أي: توفيقي بك والتجائي إليك.

(تباركت وتعاليت): (تباركت) معناها: استحققت الثناء والمدح، أو معناها: ثبت الخير عندك، أو معناها: بورك الخلق بذكرك وذكر اسمك ودعائك؛ وذلك لأن البركة في أصلها هي الخير الكثير الطيب الثابت المستقر.

فقولك: (تباركت): إما أن يكون معناها أنك استحققت يا رب المدح والثناء.

وإما أن يكون المعنى ثبت الخير عندك.

أو يكون المعنى أن المخلوقين إذا ذكروك بوركت أيامهم ولياليهم، وأسعدوا ووفقوا.

وهذه المعاني أيضاً ليست متعارضة، فلا مانع أن تكون كلها مقصودة وداخلة في هذا الدعاء.

فوائد الحديث

الحديث ليس فيه مسائل فقهية ظاهرة أكثر مما سبق من قضية الاستفتاح، لكن فيه فوائد، من فوائد الحديث:

مشروعية الدعاء بين تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة بما ورد في الحديث

أولاً: مشروعية الدعاء بين تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة بهذا الدعاء، أو بغيره من الأدعية، فإن الأدعية الواردة في الاستفتاح كثيرة. هذا أحدها.

والثاني: ما جاء في حديث عمر وأبي سعيد، وسأتحدث عنه بعد قليل.

والثالث: ما جاء في حديث أبي هريرة، وسأتحدث عنه أيضاً، وجاء فيها أحاديث أخرى كثيرة، حتى إن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله في كتابه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر منها ثنتي عشرة صيغة من صيغ الاستفتاح، وكلها صيغ ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، يدعو الإنسان بهذه أو تلك، لا يجمع بينها إنما يدعو بأحدها، ولا فرق فيها بين الفرض والنفل، ومن قال بالتفريق بينها، فعليه الدليل، ومن ذلك مثلاً حديث الباب، فإن الحافظ رحمه الله زعم أن مسلماً قال: (إنه في صلاة الليل) في بعض الروايات، وكذلك ابن القيم كما أسلفت، قال: إن المحفوظ أنه في صلاة الليل، والواقع أن ابن خزيمة والبيهقي رويا بسند صحيح الحديث مقيداً بالصلاة المكتوبة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة، قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات ... ) إلى آخر الدعاء. فهذا يرد على من زعم أن ذلك في صلاة الليل، فدل على أنه أحد مواضع الأدعية، التي يستحب للعبد فيها أن يدعو بعد تكبيرة الإحرام، وقبل قراءة الفاتحة، وقد سبق في بعض هذه الدروس أن ذكرت أن مواضع الدعاء في الصلاة سبعة، ولعلنا نستذكرها على عجل:

أولها: هذا الموضع، بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة.

الموضع الثاني: في القراءة، إذا مر بآية عذاب استعاذ منه، وإذا مر بآية رحمة سأل الله من فضله، والتأمين يدخل في القراءة، فالدعاء في القراءة سواء بالتأمين أو بالسؤال أو بالاستعاذة.

الموضع الثالث: القنوت قبل الركوع، وقد ثبت هذا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

الموضع الرابع: الركوع.

الخامس: بعد الرفع من الركوع، خاصة إذا قنت أيضاً.

السادس: السجود.

السابع: في الجلسة بين السجدتين.

الثامن: في آخر التشهد، فتكون المواضع سبعة، قابلة للزيادة إلى ثمانية أيضاً, إذا اعتبرنا ما قبل الركوع موضعين: للقراءة واحد، وللقنوت قبل الركوع آخر.

مشروعية تقديم الاعتراف بالذنب والاعتذار على طلب المغفرة

الفائدة الثانية من فوائد الحديث: مشروعية تقديم العبد للاعتراف بالذنب والاعتذار على طلبه للعفو، فإنه من الواضح جداً في هذا الدعاء، أنه قدم الاعتراف بذنبه، قال: (اعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)، فدل على أنه يشرع للعبد في الدعاء أن يقدم الاعتذار والاعتراف بالذنب، على طلب العفو وطلب المغفرة، ومثل ذلك قول آدم عليه السلام وحواء، قالا كما قال الله عز جل عنهما: قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف:23] فقدموا الاعتراف بظلم النفس على طلب المغفرة.

ومثله أيضاً الدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر، كما في الصحيح: ( علمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً -وفي رواية: كبيراً- وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم ) وأمثال ذلك في دعوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة.

عظم شأن التوحيد وخطر الشرك

من فوائد الحديث: عظم شأن التوحيد، فإن هذا الدعاء كله تأله لله عز وجل، واعتراف له بالوحدانية، وتوجه بالقلب والبدن والعمل ظاهراً وباطناً، والمحيا والممات إلى الله جلا وعلا، وبراءة من الشرك والمشركين، وفي هذا إشارة إلى عظم التوحيد وخطره وشأنه، وأن الله تبارك وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً، وأريد به وجهه، وأن الشرك محبط للأعمال كلها.

عظم شأن الأخلاق

والفائدة الرابعة أيضاً: هي عظم شأن الأخلاق، ويكفي في عظم شأن الأخلاق وجليل قدرها ورفيع منزلتها أن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء قرنها مع التوحيد، فبعدما ذكر الوحدانية ذكر الدعاء بحسن الخلق، فقال: ( اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت ) ومن الظاهر جداً أنه صلى الله عليه وسلم تفنن في الدعاء، فيما يتعلق بحسن الخلق، فدعا الله تعالى أن يهديه لأحسن الأخلاق، واعترف بأنه لا يهدي لأحسن الأخلاق إلا الله تعالى، ثم دعا بأن يصرف الله تعالى عنه ضد ذلك من سيئ الأخلاق، واعترف أنه لا يصرف عنه ضدها وسيئها إلا الله تعالى، فهذا إشارة إلى عظيم وجليل وخطر شأن الأخلاق، ومع أن العبد مطلوب منه أن يدعو الله تعالى بتحسين الخلق، إلا أن هذا الدعاء يلقي في روع المسلم وقلبه: أنه ينبغي أن يتخلق بالأخلاق الكريمة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول، كما في الحديث الذي رواه الخطيب وغيره وسنده صحيح: ( إنما الحلم بالتحلم، وإنما العلم بالتعلم، وإنما الفقه بالتفقه -فالحلم بالتحلم-، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه ).

وفي الحديث الآخر في الصحيحين، حديث أبي سعيد : ( من يستعفف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله ) ففي ذلك إشارة إلى أن العبد يمكن أن يتكلف الأخلاق الحسنة، حتى يرزقها، ولا يكتفي فقط بأن يمرر هذا الدعاء على لسانه، بل يعين على نفسه، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لـربيعة بن كعب : ( أعني على نفسك بكثرة السجود ) فيدعو، ومع الدعاء يعزز هذا الدعاء، ويصدق هذا الدعاء بأن يتكلف التخلق بالأخلاق الفاضلة، وضبط النفس عن الأخلاق السيئة، حتى يرزقه الله تعالى حسن الخلق، (ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه).

الأدب مع الله في الدعاء

ومن فوائد الحديث: الأدب مع الله تعالى في الدعاء بدءاً وانتهاءً، فإن هذا الدعاء في بدايته ونهايته وفي أثنائه توجه إلى الله تعالى، وذكر له، وثناء عليه، واعتراف بجميله اللاحق والسابق. هذه بعض فوائد الحديث.

والحديث رواه أيضاً أبو عوانة في مسنده أو مستخرجه على صحيح مسلم، ورواه أبو داود والنسائي في سننهما، وأحمد وابن أبي شيبة والطبراني وابن حبان .. وغيرهم، وألفاظهم متقاربة جداً.

المصنف رحمه الله في هذا الموضع كما في بلوغ المرام : قال: رواه مسلم، وفي بعض رواية له: (إن ذلك في صلاة الليل)، وهذا القول من المصنف رحمه الله، قوله: (في رواية له: إن ذلك في صلاة الليل) يشبه قوله رحمه الله في فتح الباري، فإنه لما ذكر الحديث في الفتح ذكر أحاديث الاستفتاح، قال: وورد فيه حديث: ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً ) عند مسلم، كذا قال، لكن قيده بصلاة الليل، فوافق ما في فتح الباري ما في بلوغ المرام، أن المصنف زعم أن مسلماً قيد الحديث بصلاة الليل، وهنا قال: في رواية له، وهذا -والله تعالى أعلم- كأنه لا يصح، ولذلك تعقبه شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز في الموضعين، فأما في فتح الباري فإن ابن باز حفظه الله علق على هذا الموضع بقوله: هذا وهم من الشارح رحمه الله، يعني: المصنف، وليس في رواية مسلم تقييد الحديث بصلاة الليل، وكذلك في هذا الموضع، لما وصل إلى شرح هذا الموضع في بلوغ المرام قال -ومن نسخته نقلت- قال حفظه الله: لم أجد هذه الرواية في صحيح مسلم، والظاهر أنها غير موجودة.

ومما يؤكد أن الوهم حادث من الحافظ رحمه الله في زعمه، أن مسلماً قيد الحديث بصلاة الليل في بعض رواياته: أن الحافظ ابن حجر نفسه، ذكر الحديث في كتابه الفذ الكبير نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار، وهو كتاب طبع منه جزآن وبقي أجزاء لم تطبع، لكنه محقق في رسائل ماجستير، حققها مجموعة من طلبة العلم، في القسم الخاص الذي حققه الشيخ عبد الله الدوسري، الجزء الثاني صفحة سبعمائة وخمس وتسعين، إلى ثمانمائة وأربع، يعني ما يزيد أو ما يقارب عشر صفحات خصصها المصنف نفسه لهذا الحديث، حديث علي بن أبي طالب، ولم يذكر فيه هذا، مع أنه استقصى في التخريج، لم يذكر أي رواية تقيد الحديث بصلاة الليل، بل أكثر من هذا أنه ذكر رواية للبيهقي في تقييد هذا الحديث بالصلاة المكتوبة، قال: (كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة)، وليس تقييده بصلاة الليل، فدل على أنه مقيد بصلاة الفريضة في بعض الروايات، ولكن ليست رواية مسلم .

وقد وقع فيما يشبه هذا الوهم الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد، فإنه لما تكلم على الاستفتاح وذكر أحاديثه، قال عند حديث علي رضي الله عنه: إن المحفوظ من حديث علي أنه في صلاة الليل. وهذا المحفوظ لم أقف له على أثر، ولم يذكره الحافظ ابن حجر رغم استقصائه التخريج وغيره، لم يذكروا شيئاً يدل على أن حديث علي إنما هو في صلاة الليل، فهذا يقيد ويستدرك، والله تعالى أعلم.

الحديث فيه مسائل أو كلمات تحتاج إلى شرح.

قوله: (وجهت وجهي) أي: قصدت بعبادتي الله تبارك وتعالى رب العالمين، فالوجه يقصد به العمل، أو الجهة الاتجاه للشيء أو القصد، كما قال أو أنشد سيبويه في الكتاب:

أستغفر الله ذنباً لست محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل

وكذلك قال أمية بن أبي الصلت ضمن قصائده:

وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذباً زلالا

أيضاً الآية نفسها.

فقوله: (وجهت وجهي) أي: قصدت بعبادتي وأسلمت نفسي لله تبارك وتعالى.

وقوله: (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض) أي: أنشأهما وخلقهما وأبدعهما على غير مثال سبق.

(حنيفاً) هذا حال من حيث الإعراب، والحنيف عند أكثر أهل العلم معناه: المائل، المائل عن الشرك إلى التوحيد، وقال الأزهري وغيره: الحنيف هو المستقيم، فمعنى (حنيفاً) أي: مستقيماً على التوحيد، والمعنى واحد، فهو مائل عن الشرك، مستقيم على التوحيد.

(وما أنا من المشركين) المشرك كما قال النووي : هو الكافر، سواء كان يهودياً أو نصرانياً أو دهرياً أو زنديقاً أو ملحداً .. أو غير ذلك، فكلهم يسمون مشركين، وبعضهم فرق بين المشرك والكافر من حيث خصوص كل منهما بنوع من الأنواع، وإن كانوا كلهم كفاراً ومشركين في الحقيقة أيضاً، فهم كفار باعتبارهم ستروا الحقيقة والفطرة: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا [النمل:14] وهم مشركون أيضاً باعتبار أنهم عبدوا الشياطين من دون الله تعالى: بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ [سبأ:41] كما قال الله تعالى، أي: الشياطين بطاعتهم.

(إن صلاتي ونسكي) قوله: (إن صلاتي) المقصود الصلاة المعروفة العبادة، وقيل: الدعاء.

(ونسكي) النسك، ذكر فيه المفسرون أوجهاً كثيرة كلها تدور حول معنى العبادة، وسائر ما يقرب إلى الله عز وجل، فبعضهم قال: الذبائح، وبعضهم قال: النسك هو العبادة، وبعضهم قال غير ذلك، ومدار الأقوال كلها على أن المقصود بالنسك كل ما يتقرب به إلى الله تعالى، من الذبح والحج وسائر العبادات.

قوله: (ومحياي ومماتي) هذه يجوز فيها ثلاثة أوجه: ومحياي ومماتي، بفتح الياءين، ويجوز السكون فيهما: ومحياي ومماتي، ويجوز فيها إسكان أحدهما وتحريك الأخرى: ومحياي ومماتي لله رب العالمين، وأيضًا يجوز الوجه الرابع: وهو ومحياي ومماتي لله رب العالمين، وهذه قراءة الجمهور، بتحريك الثانية وإسكان الأولى.

والمقصود بقوله: (ومحياي ومماتي) أي: حياتي وموتي لله رب العالمين، والمعنى في كون الحياة والموت لله، إما أن يكون المقصود أن المتصرف في الحياة والموت هو الله تعالى، فهو الذي يحيي ويميت، وإما أن يكون المقصود أن المسلم يعترف بأن حياته وموته هي لله تعالى، من حيث إنه صرف حياته لله في الطاعة والعبادة، وامتثال ما أمر، وترك ما نهى، وعد موته لله تعالى، فهو يشهد أن لا إله إلا الله ويموت مؤمنا بالله معترفاً به، ويموت وهو يعلم أن مصيره إلى الله تعالى.

أو يكون المعنى: (مماتي لله) بمعنى: أن مصيري بعد الموت لله، وثمة قول أذكره منذ قديم ولم أقف عليه، يعني: لما راجعت في هذا الموضع واحتجت إليه لم أجده في المصادر، فليراجع ويبحث عنه، وهو أن بعضهم قال: إن المقصود بالموت هنا النوم، فيكون المقصود بقوله: (محياي ومماتي) أي: صحوتي ونومي لله رب العالمين، وهذا أيضاً معنى لطيف إن كان قال به أحد من أهل العلم، وإن لم يكن قال به أحد، فإن النوم داخل في قوله: (ومحياي) فإن النوم جزء من الحياة، وهو يتوافق مع قول معاذ رضي الله عنه: (إنني أقوم وأنام، وأحتسب في نومتي كما أحتسب في قومتي) فيكون المؤمن يحتسب نومه لله عز وجل، طاعة واستعانة على العبادة، وتقوياً على القيام والذكر .. ونحو ذلك.

وقوله: (لا شريك له) هذا توكيد لقوله: (لله رب العالمين).

(وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له, وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين أو من المسلمين) والمقصود: أول المسلمين من هذه الأمة، أو المعنى: أول المبادرين إلى الامتثال، ويكون محمولاً على المبالغة في ذلك، والرواية ثابتة: (وأنا أول المسلمين)، ولا بأس أن يقولها الإنسان، وليس يعني بها أنه أول المسلمين من حيث الوجود، لا، ولكنه أول الممتثلين، أي: كأنه يبالغ في سرعة الامتثال، حتى كأنه من أول المبادرين إلى الطاعة والإسلام.

أما قوله في بقية اللفظ: (اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك) فقوله: (لبيك) هذا تثنية، ومعناها: أجيبك إجابة بعد إجابة، مرة بعد أخرى، أنا مقيم على طاعتك دواماً، وهو مأخوذ من قولهم: لب بالمكان وألب إذا أقام، لب فلان بالمكان إذا أقام فيه وأطال القيام فيه. فقولك: (لبيك) سواء في تلبية الحج، أو في هذا الدعاء، أو في غيره، (لبيك) أي: أجيبك مرة بعد أخرى، وأنا مقيم على إجابتك، لا أتحول عنها إن شاء الله.

(وسعديك) أي: مساعدة لأمرك بعد مساعدة، واتباعاً ومتابعة لدينك بعد متابعة.


استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 38-40 4761 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة الجماعة والإمامة - حديث 442 4393 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 57-62 4212 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 282-285 4094 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 727-728 4045 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة التطوع - حديث 405-408 4019 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 313-316 3972 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 36 3916 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب المياه - حديث 2-4 3898 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 734-739 3877 استماع