شرح الأصول الثلاثة [3]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تقدم أن المؤلف رحمه الله قال: [اعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه الثلاث المسائل والعمل بهن:

الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً ...] إلى آخره.

[الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته].

وقلنا: بأن هذا من باب الاستدلال بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية.

ثم بعد ذلك ذكر المسألة الثالثة، وهي مسألة مهمة، وهي تتعلق بالموالاة والمعاداة.

الثالثة: موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين

أولاً ذكر التوحيد -توحيد الألوهية- وأن مقتضى توحيد الربوبية أن يوحد الإنسان ربه توحيد الألوهية.

ثم بعد ذلك ذكر الشيخ رحمه الله أن من وحد توحيد الألوهية فإن مقتضى توحيد الألوهية: أن الإنسان يوالي المؤمنين ويعادي الكافرين، وموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين أمر واجب، وهو من لوازم كلمة لا إله إلا الله، ومن مقتضى توحيد الألوهية، ويدل لذلك ما أورده المؤلف لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [المجادلة:22] ... إلى آخر الآية.

وحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله)، وهذا أخرجه الحاكم والطبراني ... إلى آخره.

وأيضاً حديث معاذ الجهني : (من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان).

والموالاة تعني: المحبة والنصرة والاتباع، والمعاداة تعني: التباعد والاختلاف، وهي ضد الموالاة.

أما من هو الذي يعادى من الكفار؟ ومن الذي لا يعادى؟ هذا موضع خلاف، فقال بعض العلماء: الذي يعادى هو الحربي -يعني: الذي بيننا وبينه حرب، ليس بيننا وبينه عهد ولا ميثاق- هذا الذي يعادى، أما غيره فلا يبغض، بل نبغض كفره.

الرأي الثاني: أن الذي يعادى هو كل من بلغته الدعوة ولم يستجب لها.

والرأي الثالث: أنه كل الكفار، الكفار كلهم يبغضون لكفرهم، وهذا القول هو الصواب.

صور موالاة الكفار

وموالاة الكفار لها صور:

الصورة الأولى: الموالاة المطلقة، وهذه كفر، يعني: يحبهم بإطلاق، وينصرهم بإطلاق... إلى آخره، فهذا يقول بأنها كفر؛ لأن الله عز وجل قال: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة:51].

أيضاً من صور موالاة الكفار: الرضا بكفرهم، أو الشك في كفرهم، أو تصحيح مذهبهم؛ ولهذا ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نواقض الإسلام: أن من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر؛ لأنه مكذب للقرآن، فالله عز وجل قال: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ [البينة:6].

فيجب تكفير الكفار، ويجب أيضاً الحكم عليهم بنار جهنم، إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ [البينة:6].

وأيضاً الله عز وجل قال: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ ... [البينة:1]، حكم الله عز وجل عليهم بالكفر.

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ [المائدة:73] .

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ [المائدة:17] ... إلى آخره. هذه الصورة الثانية.

الصورة الثالثة: الموالاة القلبية، وهي إغمار حب غير المسلم وتوقيره وتعظيمه بالنظر إلى كفره -يعني: من أجل كفره- هذا كفر؛ لأنك عظمت الآن هذا الكفر الذي لا يرضاه الله عز وجل، أو بالنظر إلى ما عليه من الحضارة والمدنية بإطلاق -يعني: ما جاء الإسلام بنفيه، وما جاء الإسلام بعدم نفيه- فهذا أيضاً نقول بأنه كفر، يعني حب غير المسلم توقيره وتعظيمه بالنظر إلى حضارته على ما هي عليه من المخالفات في الشريعة فنقول بأنه كفر.

محبته محبة طبيعية، أو لأجل أخلاقه -محبة تساوي الميل الطبيعي لأجل أخلاقه، أو طبيعية لزواج أو ولادة، فلكونه ولداً أو والداً، أو لكونه زوجاً، فنقول: محبته لأجل أخلاقه، ومحبته محبة طبيعية بسبب الولادة، أو بسبب الزواج- نقول: هذه لا يلام عليها الإنسان.

أيضاً من صور الموالاة: خدمة الكافر خدمةً مباشرة؛ لأن كون المسلم يخدم عند الكافر تنقسم هذه الخدمة إلى قسمين:

القسم الأول: خدمة مباشرة تتعلق بذات الكافر، نقول: بأنها لا تجوز. يعني: يقوم بغسل ثيابه، بطبخ طعامه، بتنظيف بيته، هذا غير جائز؛ لأن الله عز وجل قال: وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا [النساء:141]، وفي الحديث: (الإسلام يعلو ولا يعلى عليه).

أما خدمة غير مباشرة فهذه جائزة، يعني: مثلاً يكون كاتباً أو مهندساً أو نحو ذلك هذا جائز.

أيضاً من صور موالاتهم: الانحناء لهم عند اللقاء، أو الوقوف عندهم وهم جالسون، وهذا لا يصل إلى الكفر، لكن هذا محرم.

كذلك من صور موالاتهم: المبالغة في مخاطبتهم بألفاظ التبجيل والتعظيم، أو مدحهم بما لا يستحقون، وهذا محرم، لكن تحسين الخلق معهم بالفعل أو بالقول هذا مطلوب، لكن المبالغة هي التي ينهى عنها؛ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى هرقل عظيم الروم، والله عز وجل يقول: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ [الممتحنة:8].

أيضاً من صور موالاتهم: الإقامة في بلادهم، وإن كان لأجل ضرورة فإن الضرورات تبيح المحظورات، وإن كان لأجل أمر الدنيا فيشترط القدرة على إظهار الدين، هذا الشرط الأول.

الشرط الأول: أن يقدر على إظهار دينه، يعني: يقدر على إظهار الصلاة، والجماعة، والجمعة، والأذان، وأن يبين أنه مسلم، وأن يعتز بعقيدته... إلى آخره، يقدر على إظهار دينه، هذا الشرط الأول.

والشرط الثاني: أن لا يترتب على هذا السفر محظور شرعي من شبهات أو شهوات ونحو ذلك، يعني: أن يكون عنده القدرة على حفظ دينه من أمراض الشبهات والشهوات.

والشرط الثالث: أيضاً اشترط له بعض العلماء قال: اشترط أن لا يكون ذلك مستمراً، وبعض العلماء لم يشترط ذلك.

أيضاً من صور موالاتهم: الاستعانة بهم، فهذا يجوز عند المصلحة الشرعية أو الضرورة.

وأيضاً من صور موالاتهم: مشاركتهم في أعيادهم الدينية، أما بالنسبة للدنيوية فهذا يرجع إلى المصلحة.

وأيضاً من صور موالاتهم: التشبه بهم في الملابس والعوائد والأخلاق وغير ذلك.

ومن صور موالاتهم: طاعتهم في التحليل والتحريم.

ومن صورها أيضاً: اتخاذهم بطانة من دون المسلمين، يعني موضع سر يرجع إليه ويسأله، الله عز وجل قال: لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا [آل عمران:118] يعني: من غير علم.

أولاً ذكر التوحيد -توحيد الألوهية- وأن مقتضى توحيد الربوبية أن يوحد الإنسان ربه توحيد الألوهية.

ثم بعد ذلك ذكر الشيخ رحمه الله أن من وحد توحيد الألوهية فإن مقتضى توحيد الألوهية: أن الإنسان يوالي المؤمنين ويعادي الكافرين، وموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين أمر واجب، وهو من لوازم كلمة لا إله إلا الله، ومن مقتضى توحيد الألوهية، ويدل لذلك ما أورده المؤلف لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [المجادلة:22] ... إلى آخر الآية.

وحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله)، وهذا أخرجه الحاكم والطبراني ... إلى آخره.

وأيضاً حديث معاذ الجهني : (من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان).

والموالاة تعني: المحبة والنصرة والاتباع، والمعاداة تعني: التباعد والاختلاف، وهي ضد الموالاة.

أما من هو الذي يعادى من الكفار؟ ومن الذي لا يعادى؟ هذا موضع خلاف، فقال بعض العلماء: الذي يعادى هو الحربي -يعني: الذي بيننا وبينه حرب، ليس بيننا وبينه عهد ولا ميثاق- هذا الذي يعادى، أما غيره فلا يبغض، بل نبغض كفره.

الرأي الثاني: أن الذي يعادى هو كل من بلغته الدعوة ولم يستجب لها.

والرأي الثالث: أنه كل الكفار، الكفار كلهم يبغضون لكفرهم، وهذا القول هو الصواب.

وموالاة الكفار لها صور:

الصورة الأولى: الموالاة المطلقة، وهذه كفر، يعني: يحبهم بإطلاق، وينصرهم بإطلاق... إلى آخره، فهذا يقول بأنها كفر؛ لأن الله عز وجل قال: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة:51].

أيضاً من صور موالاة الكفار: الرضا بكفرهم، أو الشك في كفرهم، أو تصحيح مذهبهم؛ ولهذا ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نواقض الإسلام: أن من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر؛ لأنه مكذب للقرآن، فالله عز وجل قال: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ [البينة:6].

فيجب تكفير الكفار، ويجب أيضاً الحكم عليهم بنار جهنم، إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ [البينة:6].

وأيضاً الله عز وجل قال: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ ... [البينة:1]، حكم الله عز وجل عليهم بالكفر.

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ [المائدة:73] .

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ [المائدة:17] ... إلى آخره. هذه الصورة الثانية.

الصورة الثالثة: الموالاة القلبية، وهي إغمار حب غير المسلم وتوقيره وتعظيمه بالنظر إلى كفره -يعني: من أجل كفره- هذا كفر؛ لأنك عظمت الآن هذا الكفر الذي لا يرضاه الله عز وجل، أو بالنظر إلى ما عليه من الحضارة والمدنية بإطلاق -يعني: ما جاء الإسلام بنفيه، وما جاء الإسلام بعدم نفيه- فهذا أيضاً نقول بأنه كفر، يعني حب غير المسلم توقيره وتعظيمه بالنظر إلى حضارته على ما هي عليه من المخالفات في الشريعة فنقول بأنه كفر.

محبته محبة طبيعية، أو لأجل أخلاقه -محبة تساوي الميل الطبيعي لأجل أخلاقه، أو طبيعية لزواج أو ولادة، فلكونه ولداً أو والداً، أو لكونه زوجاً، فنقول: محبته لأجل أخلاقه، ومحبته محبة طبيعية بسبب الولادة، أو بسبب الزواج- نقول: هذه لا يلام عليها الإنسان.

أيضاً من صور الموالاة: خدمة الكافر خدمةً مباشرة؛ لأن كون المسلم يخدم عند الكافر تنقسم هذه الخدمة إلى قسمين:

القسم الأول: خدمة مباشرة تتعلق بذات الكافر، نقول: بأنها لا تجوز. يعني: يقوم بغسل ثيابه، بطبخ طعامه، بتنظيف بيته، هذا غير جائز؛ لأن الله عز وجل قال: وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا [النساء:141]، وفي الحديث: (الإسلام يعلو ولا يعلى عليه).

أما خدمة غير مباشرة فهذه جائزة، يعني: مثلاً يكون كاتباً أو مهندساً أو نحو ذلك هذا جائز.

أيضاً من صور موالاتهم: الانحناء لهم عند اللقاء، أو الوقوف عندهم وهم جالسون، وهذا لا يصل إلى الكفر، لكن هذا محرم.

كذلك من صور موالاتهم: المبالغة في مخاطبتهم بألفاظ التبجيل والتعظيم، أو مدحهم بما لا يستحقون، وهذا محرم، لكن تحسين الخلق معهم بالفعل أو بالقول هذا مطلوب، لكن المبالغة هي التي ينهى عنها؛ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى هرقل عظيم الروم، والله عز وجل يقول: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ [الممتحنة:8].

أيضاً من صور موالاتهم: الإقامة في بلادهم، وإن كان لأجل ضرورة فإن الضرورات تبيح المحظورات، وإن كان لأجل أمر الدنيا فيشترط القدرة على إظهار الدين، هذا الشرط الأول.

الشرط الأول: أن يقدر على إظهار دينه، يعني: يقدر على إظهار الصلاة، والجماعة، والجمعة، والأذان، وأن يبين أنه مسلم، وأن يعتز بعقيدته... إلى آخره، يقدر على إظهار دينه، هذا الشرط الأول.

والشرط الثاني: أن لا يترتب على هذا السفر محظور شرعي من شبهات أو شهوات ونحو ذلك، يعني: أن يكون عنده القدرة على حفظ دينه من أمراض الشبهات والشهوات.

والشرط الثالث: أيضاً اشترط له بعض العلماء قال: اشترط أن لا يكون ذلك مستمراً، وبعض العلماء لم يشترط ذلك.

أيضاً من صور موالاتهم: الاستعانة بهم، فهذا يجوز عند المصلحة الشرعية أو الضرورة.

وأيضاً من صور موالاتهم: مشاركتهم في أعيادهم الدينية، أما بالنسبة للدنيوية فهذا يرجع إلى المصلحة.

وأيضاً من صور موالاتهم: التشبه بهم في الملابس والعوائد والأخلاق وغير ذلك.

ومن صور موالاتهم: طاعتهم في التحليل والتحريم.

ومن صورها أيضاً: اتخاذهم بطانة من دون المسلمين، يعني موضع سر يرجع إليه ويسأله، الله عز وجل قال: لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا [آل عمران:118] يعني: من غير علم.

الشرك في اللغة: النصيب.

وأما في الاصطلاح فسبق أن عرفناه، ذكرنا تعريف الشرك الأكبر وتعريف الشرك الأصغر... إلى آخره، وذكرنا الراجح في تعريف الشرك الأكبر: أنه تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله عز وجل.

وأما الشرك الأصغر: فهو كل ما كان طريقةً ووسيلةً إلى الشرك الأكبر وجاء في النص في تسميته شركاً.

وقال: [أعظم ما نهى عنه الشرك].

الشرك نهى الله عز وجل عنه، والأدلة على ذلك كثيرة، كما في قول الله عز وجل: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] .

وقوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] .

وقوله سبحانه وتعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف:110] .

وقوله سبحانه وتعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72] .

تقدم لنا حديث ابن مسعود : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار).

وحديث جابر : (من لقي الله وهو يشرك به شيئاً دخل النار)... إلى آخره.

هذه كلها تدل على النهي عن الشرك، وعظم عقابه.

قال: [وهو دعوة غيره معه].

يعني: صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله عز وجل.

قال: [والدليل قوله تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36] ].

في هذه الآية أمر بعبادة الله عز وجل ونهي عن الشرك، والأمر بالعبادة والنهي عن الشرك يقتضي إفراد الله عز وجل بالعبادة، وعدم صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله عز وجل، وهذا هو التوحيد.




استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح الأصول الثلاثة [7] 2817 استماع
شرح الأصول الثلاثة [6] 2303 استماع
شرح الأصول الثلاثة [13] 2171 استماع
شرح الأصول الثلاثة [14] 2068 استماع
شرح الأصول الثلاثة [4] 2009 استماع
شرح الأصول الثلاثة [12] 1943 استماع
شرح الأصول الثلاثة [2] 1883 استماع
شرح الأصول الثلاثة [10] 1858 استماع
شرح الأصول الثلاثة [5] 1848 استماع
شرح الأصول الثلاثة [8] 1649 استماع