الإسراء والمعراج [1]


الحلقة مفرغة

بسم الله. والحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

أيها الأحباب الكرام! أحمد الله الذي جمعنا في هذا المسجد المبارك، وأسأل الله سبحانه كما جمعنا فيه أن يجمعنا في جنات النعيم.

وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول: ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان, وبلغنا رمضان ).

وها هنا مسائل أنبه عليها:

تنبيه الزوجات والبنات وغيرهم إلى المبادرة إلى قضاء رمضان

المسألة الأولى: ذكروا زوجاتكم وبناتكم بأن من كان عليها قضاء من رمضان الذي مضى فلتبادر إليه عاجلاً؛ لأن الله عز وجل قال: (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا ))، ويدخل في ذلك الحائض والنفساء، أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184]، وقد قال علماؤنا: الأيام الأخر خلال العام قبل أن يدخل رمضان، يعني: يحق للمرأة أن تقضي فيما شاءت من الأيام حتى في شعبان، كما قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: ( كان يكون علي القضاء من رمضان فلا أقضيه إلا في شعبان، يمنعني الشغل برسول الله صلى الله عليه وسلم ). فمن أخر القضاء حتى دخل عليه رمضان فسيكون عليه مع القضاء فدية، بإطعام مسكين عن كل يوم جزاء التأخير.

فنبهوا الأخوات والزوجات والبنات إلى هذا الحكم؛ لأن رجب شهر يمضي سريعاً وأسرع منه شعبان، وعما قليل تسمع بأن غداً رمضان.

تخصيص رجب بعمرة

المسألة الثانية: أيها الإخوة الكرام! قد خص الناس رجباً بعبادات، فمن هذه العبادات العمرة، فكثير من الناس يقول: أنا ذاهب إلى العمرة الرجبية.

والعمرة عمل طيب مبارك في سائر الأيام، لكن ما ينبغي أن تعتقد أن لعمرة رجب مزية وفضيلة، فإن المقرر عند أهل العلم أن العمرة في أيام السنة كلها سواء إلا عمرة رمضان؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عمرة في رمضان تعدل حجة -وفي رواية- تعدل حجة معي ).

وقد حدث عبد الله بن عمر رضي الله عنه كما روى عروة بن الزبير بن العوام ( أن عبد الله بن عمر كان مستنداً في المسجد النبوي إلى حجرة عائشة ، وحدث بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر إحداهن في رجب. فقال عروة بن الزبير : يا أماه! -ينادي عائشة ؛ لأنها خالته فإن عروة هو ابن أسماء , وأبوه الزبير بن العوام و عائشة خالته- أما تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن ؟ قالت: وما يقول؟ قال: يقول: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر إحداهن في رجب. فقالت عائشة : يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو شاهد، -يعني: أنه كان ملازماً للرسول صلى الله عليه وسلم- وما اعتمر في رجب قط ).

فالرسول عليه الصلاة والسلام اعتمر أربع مرات كلهن في ذي القعدة، عمرة الحديبية التي حصر فيها, ومنع من بلوغ الحرم، وبعدها بعام عمرة القضية أو عمرة القضاء، ثم عمرة الجعرانة بعد فتح مكة، ثم العمرة التي كانت مع حجته حين حج قارناً صلوات ربي وسلامه عليه.

فعمرة رجب ليس لها مزية على سائر أيام السنة.

تخصيص رجب بصوم

المسألة الثالثة: فيما يتعلق بصيام شهر رجب, فكثير من الناس الطيبين الصالحين حريص على أن يصوم في رجب، والصيام أيها الإخوان! عمل طيب مبارك في سائر الأيام، ويكفينا قول نبينا عليه الصلاة والسلام: ( من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه من النار سبعين خريفاً )، ويكفينا قوله صلى الله عليه وسلم: ( عليك بالصوم فإنه لا عدل له )، أي: لا مثيل له، ويكفينا قوله صلى الله عليه وسلم: ( الصوم نصف الصبر ) . خاصة في هذه الأيام، التي تبلغ فيها درجة الحرارة خمساً وأربعين وستاً وأربعين درجة، فلا يصوم إلا الأفذاذ من الرجال وأنا لست منهم، ولذلك حين أرى إنساناً صائماً في هذه الأيام أغبطه؛ لأن هذا إنسان على خير عظيم وفضل وكبير، ونسأل الله أن يهدينا لأحسن الأقوال والأعمال.

فمن صام فلا نستطيع أن نمنعه؛ لأننا لا نمنع أحداً من الصيام إلا الأيام التي منع منها الرسول عليه الصلاة والسلام، فالرسول صلى الله عليه وسلم منع من صيام يوم الفطر، ويوم الأضحى، وأيام التشريق، ومنع من صيام يوم الشك، ومنع من أن يتقدم رمضان بصيام يوم أو يومين، وقال: ( إذا انتصف شعبان فلا تصوموا )، ومنع كذلك من صيام يوم الجمعة منفرداً، هذا الذي ثبت عنه صلوات ربي وسلامه عليه.

والإنسان الذي يريد أن يصوم في رجب لا بأس أن يصوم، ولكن لا ينبغي أن يروي أحاديث موضوعة في فضل صيام رجب أو صيام سرره كما يقول بعضهم أوله أو وسطه أو آخره. فقد قال حذام المحدثين وأمير المؤمنين الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني رحمة الله عليه قال: لم يصح في فضل صيام رجب حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لكن كما قلت لكم: من أراد أن يصوم فله أجر عظيم، وثواب كبير، باعتبار أن رجب شهر حرام ونحن مأمورون بتعظيمه، وقد أشار إلى هذا المعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان يكثر من الصيام في شعبان، ويقول: ( ذاك شهر غفل عنه الناس بين رجب ورمضان )، يعني: كأن الصحابة كانوا يعظمون رجباً ويعظمون رمضان، فأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى تعظيم شعبان، فهذه قضية يلزم التنبيه عليها.

المسألة الأولى: ذكروا زوجاتكم وبناتكم بأن من كان عليها قضاء من رمضان الذي مضى فلتبادر إليه عاجلاً؛ لأن الله عز وجل قال: (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا ))، ويدخل في ذلك الحائض والنفساء، أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184]، وقد قال علماؤنا: الأيام الأخر خلال العام قبل أن يدخل رمضان، يعني: يحق للمرأة أن تقضي فيما شاءت من الأيام حتى في شعبان، كما قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: ( كان يكون علي القضاء من رمضان فلا أقضيه إلا في شعبان، يمنعني الشغل برسول الله صلى الله عليه وسلم ). فمن أخر القضاء حتى دخل عليه رمضان فسيكون عليه مع القضاء فدية، بإطعام مسكين عن كل يوم جزاء التأخير.

فنبهوا الأخوات والزوجات والبنات إلى هذا الحكم؛ لأن رجب شهر يمضي سريعاً وأسرع منه شعبان، وعما قليل تسمع بأن غداً رمضان.

المسألة الثانية: أيها الإخوة الكرام! قد خص الناس رجباً بعبادات، فمن هذه العبادات العمرة، فكثير من الناس يقول: أنا ذاهب إلى العمرة الرجبية.

والعمرة عمل طيب مبارك في سائر الأيام، لكن ما ينبغي أن تعتقد أن لعمرة رجب مزية وفضيلة، فإن المقرر عند أهل العلم أن العمرة في أيام السنة كلها سواء إلا عمرة رمضان؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عمرة في رمضان تعدل حجة -وفي رواية- تعدل حجة معي ).

وقد حدث عبد الله بن عمر رضي الله عنه كما روى عروة بن الزبير بن العوام ( أن عبد الله بن عمر كان مستنداً في المسجد النبوي إلى حجرة عائشة ، وحدث بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر إحداهن في رجب. فقال عروة بن الزبير : يا أماه! -ينادي عائشة ؛ لأنها خالته فإن عروة هو ابن أسماء , وأبوه الزبير بن العوام و عائشة خالته- أما تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن ؟ قالت: وما يقول؟ قال: يقول: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر إحداهن في رجب. فقالت عائشة : يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو شاهد، -يعني: أنه كان ملازماً للرسول صلى الله عليه وسلم- وما اعتمر في رجب قط ).

فالرسول عليه الصلاة والسلام اعتمر أربع مرات كلهن في ذي القعدة، عمرة الحديبية التي حصر فيها, ومنع من بلوغ الحرم، وبعدها بعام عمرة القضية أو عمرة القضاء، ثم عمرة الجعرانة بعد فتح مكة، ثم العمرة التي كانت مع حجته حين حج قارناً صلوات ربي وسلامه عليه.

فعمرة رجب ليس لها مزية على سائر أيام السنة.